لقاء الأرواح… عبد الصاحب إبراهيم أميري
قصة قصيرة..لقاء الأرواح
عبد الصاحب إبراهيم أميري
،،،،،،،،،،،،،
منذ طفولته عشق فن الرسم وابدع فيه، حتى أن أصدقائه في المدرسة كانوا ينادونه بالرسام ٠ وفي مادة الرسم كان رائد الصف، لخبرته الواسعة في فن الرسم الساحر رغم صغر سنه كان استاذا والبعض يقولون مازحين ولد رساما . يلجأ إلى الطبيعة في ساعات فراغة يتصيد كالقناص المشاهد الرائعة، فيعيد اليها الحياة ويغازلها بريشته الساحرة التي تعمل دون اختياره،
تجد لوحاته حجزت جدران المنزل، وجدران محبيه ومشاركاته في المعارض لا حدود لها وكل هذا نابع من عشقه العجيب لفن الرسم،
مرت الايام بسرعة، وأصبح استاذا جامعيا في مادة الرسم وغلبه العمر ولازال يرفض الزواج، مع انه يتمتع بوجه حسن
-امنيتي ان ارى زواجك يا ولدي،
يرسم بابداع على وجه ابتسامة جميلة
-نسيت يا اماه انا متزوج
-تزوجت دون علمنا وانت ولدنا الوحيد،
-كم انت طيبة يااماه، اخذ الرسم مني كل الوقت، فكيف بالزوجة وغيرتها
-ما بال غيرتها
-ترى أن زوجها يهوى غيرها
-“تهوى من
-الرسم يا اماه
عندها تكتشف الأم ان ما مضى كان مزاحا تهدأ وتضحك فرحة، وتوكد على ولدها ان لا يتزوج، دون علمها او على الاقل بالتنسيق معها، ينتهي الحديث، بتقبيل يد امه ويعدها بذلك
،،،،،،،،،،،،
احتفل بعيد ميلاده الخامس والثلاثين. في حضور جمع من الأهل والمقربين له وأسرته، ضحك بسرور وقبل يد أمه وأشار اليها ان تقف إلى جانبه، ونطق
-بناء على رغبة امي قررت من اليوم ان تزوج.
هذا الإعلان كان غريبا، فلا احد من الأسرة. يتوقع ان يتزوج عدنان يوميا،. لان لا احد يراه ولا يشارك في المراسيم العائلية وفي أسرته الكثير من البنات اللواتي يرغبن بالزواج منه،
سألته كبرى خواته
-من تكون عروستنا يا اخي
-هذه امي وانتن خواتي، عليكن بالبحث عن الفتاة التي رسمتها على الورق وسكنت قلبي
-إين نبحث
-إين ما ترغبون، المهم ان تكون تلك الفتاة التي سكنت قلبي
-تعرفها
-لم ارها بعد
تبادل الجمع نظرات الحيرة والتسائل ، حتى فكر بعضهم انها مزحه،
مد يده في مظروف كان معه وأخرج منه صورة لفتاة،. رسمتها أنامله ،رشيقة القوام، ولها وجه تنير منه المحبة والصدق، إضافة للبراءة والايمان وكانها من عالم آخر،
هذه اللوحة كانت سببا في ان تنظر الفتيات الحاضرات عيد الميلاد إلى وجوهن وانتهى ان لا أحد في الحضور تشبه الفتاة التي احتلت قلب عدنان
،،،،،،،،،،،
اتخذت لوحة الفتاة صدارة غرفة عدنان ورفع كل اعماله السابقة من جدار الغرفة، فبدات الصورة تشع ضياء، وتحث الناظر اليها التمعن فيها، لدقة رسمها وتصوير معانيها كأنها كائن حي،
والغريب في الأمر أن عدنان يدعي أنهما اتفقا على كل أمور الحياة، فهي اي الفتاة قد أحبت امه حبا جما ولن تتركها تعيش بمفردها، بل ستكون معهم أينما كانوا، وأن زواجهما سيكون في عيد الأضحى القادم،
تصفحت الأم التقويم لتعد الأيام حتى يوم عيد الأضحى، فوجدته قريبا
-ان كان زواجك في عيد الأضحى، أخبرنا كي نهيئ أنفسنا، لابد أن ناخذ الاقمشة للخياطة لتحضر لنا ثياب العرس
-هي قالت
-من
-الفتاة
-حسنا اعطني عنوانها لنتفق على كل شئ،
يشير عدنان للصورة وكأنه يقول لأمه ، هاهي اتفقي معاها
تعددت فرق البحث عن فتاة عدنان والبحث على قدم وساق. إلا أن فرق البحث كانوا يجتمعون في المساء لدراسة نتائج البحث التي لا ترضى أحدا ويجلسون ويخططون إين يبحثون في صباح اليوم التالي
” ” ” ” ” ” ”
بدا العام الدراسي الجديد ولم يبق على عيد الأضحى الا خمسة عشر يوما ولا خبر عن فتاة عدنان، وتوسلت اليه امه ان يقبل بفتاة تشبه فتاته، كي ينهي الموضوع
-انا لست على عجل نترك الأمور للاقدار.، ان وجدت وإلا ننتظر
استدعي لغرفة التسجيل، لمساعدتهم في شؤون تسجيل طلاب السنة الأولى، كان الازدحام على أشده، بصعوبه تمكن ان ينفذ للداخل ويستقر خلف مكتبه، سجل طالبا واذا بالثانية كانت طالبة ترتدي الحجاب، ما أن وقع نظره عليها كاد يغشى عليه، احمر وجه الفتاة واصفر وبدات ترتجف كمن رات روحا وتود ان تمسكه لتشعر بوجوده
اعتذر منها وقال منذ فترة وانا ابحث عنك –
-انت تعرفني،
فقد زمام لسانه، اخرج منها لوحة الفتاة ووضعها أمامها، نظرت للصورة احمر وجهها خجلا
-رأيتني في مكان ما
-كلا
وفرت هاربه، جمد في مكانه معتقدا ان ما حدث كان رؤيا، وليس له من الواقع بصلة ،
ماهي إلا دقائق مرت قاسية على عدنان، اذا أقبلت فتاة تشبه إلى حد ما الفتاة التي قابلها قبل قليل
-انا شقيقة سماء
من تكون سماء
الفتاة التي حضرت للتسجيل توا
وضعت أمامه ورقة مطوية، اخذ منها الورقة. فتح طياتها وبدأ يقرأ
-انا سماء قاسم
منذ فترة وانت تأتي كل ليلة في أحلامي، حدثتني عن رغبتك بالزواج مني واتفقنا على عيد الأضحى يوما لعقد قراننا علما اننا لا نسكن مدينتكم وهي المرة الأولى ازورها، كنت اعتقد انها اضغاث احلام،
ما أن رأيتك عرفتك
يهب مسرعا بترك الغرفة ويسرح بنظراته بالبحث عنها ما أن يراها ،تختفي الكلمات في فمه، تناوله ورقة أخرى وتذهب
يفتح الورقة يجد عنوانها بوضوح. يذهب للبيت مسرعا ويسلم العنوان لأمه صارخا وجدتها، وهذا هو العنوان
في صباح أليوم التالي يتحرك الركب إلى مدينة الفتاة ويتفقون على مراسيم العقد في عيد الأضحى
النهاية
عبدالصاحب ابراهیم اميري
،،،،،،،،،،
التعليقات مغلقة.