لكل دور ثمن
بقلم / محمد البيلي الرياض – كفر الشيخ
————————
لاشك أن لكل دور ثمن فإذا أردت أن يكون لك دوراً في هذه الحياة فعليك أن تقدم ثمنه أولاً
إما أن تتكاسل وتتواكل وتعتقد أنه سيكون لك دور وكلمة مسموعة فهذا درباً من دروب الخيال
الكل يترقب هذه الأيام نتائج الإنتخابات الأمريكية لمعرفة من سيحكمنا
هل سيبقى ترامب حامي حمى الكيان الصهيوني بداية من إعترافه الشهير بالقدس عاصمة لإسرائيل
وبسيادة الدولة العبرية أيضاً على هضبة الجولان وغيرها من الهدايا الأخرى
أم سيفوز بايدن الذي كان يشغل منصب نائب للرئيس السابق أوباما المتسبب الأول في ثورات الربيع العربي والمتسبب أيضا في إمتداد النفوذ اليهودي من ناحية والشيعي من ناحية أخري
الكل يتسائل في حالة فوز هذا الوافد الجديد هيعمل فينا أيه كعرب
فهذا حالنا مع كل إنتخابات أمريكية نترقب ونتفرج وننتظر ماسيحدث لنا دون أن يكون لنا أي دور لأننا ببساطه كعرب لم نقدم ثمن لهذا الدور
مفيش شك إن أمريكا وغيرها من دول العالم الأول قدمو ثمن للدور الذي يقومون به الأن من صناعات وتكنولوجيا وعلم وإختراعات
فضلا عن المعونات التى يقدومها لنا لكسر ظهرنا وقبولنا بالذل والمهانة في كل مناحي حياتنا
فتحكمهم فينا وسيطرتهم علينا بهذا الشكل لم يأتي من فراغ ولكنه نتاج جهد وعمل وأختراعات وتكنولوجيا لدرجة جعلتهم يملكون كل شيء حتى البشر المتواكل أمثالنا
فماذا قدمنا نحن كعرب للبشرية كي يكون لنا موقف ودور في تيسير أمورنا؟
أظننا جميعا نتفق على قولا واحدا لاشيء
فنحن شعوب مستهلكة لصناعات الغير وعلمهم وإختراعاتهم وحقل تجارب لحروبهم وسلاحهم
مع إن رب العالمين حذرنا من الوقوع في هذا الحال في أكثر من موضع
قال جل شأنه في الأية 8 من سورة التوبة
« وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ »
وقيل في تفسير « يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ » أي إذا تفوقو عليكم وشعرو بقوتهم لن يراعو فيكم لاقرابة ولاعهود ولامواثيق ولاديمقراطية فهذا مسميات أخترعوها فقط لخدمة أهدافهم ،،
فلماذا نفاجأ إذن من إسائتهم لنا ولرسولنا وكيف ننتظر منهم غير ذالك فطبيعي جدا أن يحافظو على كيانهم ومصالحهم وأهدافهم فهذا أحق حقوقهم
لكن الحقيقة المرة أن الإساءة الحقيقية للإسلام ونبي الإسلام جاءت ممن ينتسبون إليه
منا نحن عندما تخلينا عن دورنا الذي تزعم به نبينا العالم كله قرونا طويلة وتركناهم ليتفوقو علينا حتى تزيلنا قائمة الأمم
وصدق الشاعر حين قال
أجــدادُنـا كَـتـبـوا بـالـعِـزِّ مَـجـدهـمُ
ونـــحــن أمــجــادُنـا ذلٌّ وخُــــذلانُ
وهنا يبقى السؤال قائما
هل لنا من عوده لوحدتنا وعزتنا ومجدنا وكرامتنا أظنها ليست مستحيلة إذا عُدنا الى كتاب الله وسنة رسولة التي عرفنا العالم كعرب من خلالها
قال تعالي
« لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ » ( الأنبياء 10)
فلم يكن للعرب ذكر ولاقيمة قبل نزول القرأن
فالبشرية عرفت العرب من خلال ذكرهم في القرأن فقادو به البشرية قرونا طويلة
وعندما تخلو عن كتاب الله تخلت عنهم البشرية حتى وصلنا الى مانحن فيه الأن
نسأل الله العلي القدير أن يعيد لأمتنا الإسلامية مجدها وعزها وأن يجعل بلادنا آمنة مطمئنة ، سخاء رخاء ، وسائر بلاد المسلمين
إنه ولي ذالك والقادر عليه ،،
التعليقات مغلقة.