لك إسمك يا خريف وما لنا إلا التذكر بقلم الأستاذ أحمد العزة
لك إسمك يا خريف وما لنا إلا تذكر ما مضى أو ما سيمضي في سياق ما يكرر نفسه ويعيد إنتاج الحياة، تماما مثلما تتمرد الطبيعة على نفسها لنفسها فتأكل الأرض أوراقها كي تقوم وجهها بالنضرة الشماء مثلك يا خريف يا أبا النهايات الجديدة هلا انتظرتنا ما نزال نقوم الدنيا، نرصف العتبات نحوك كي نجملك ، ما أجملك، كيف للأشجار أن تتحملك؛ ألا يوجعها الفراق ألا يسرقها الحنين يا سيد الفصول، أنت أعلم إنما تبقى المعاني مثلما تتدرج الألوان فيك، وانت مثل الرمز الذي لم يقتنص معنى فصار على هدى التأويل يفهم، إن شعرنا مرة بالأمل هللنا البشارة، وإن أصابتنا عدوى إكتئابك قلنا النهايات الجليلة، وانت تضحك الأشجار المعمرة بنكتة مكررة كل عام.
إنك متقلب مثل بيت الشعر القائل: مكر مفر مقبل مدبر كجلمود صخر حطه السيل من عل، كثيرا ما تعشمنا وتمضي فقد تتلبد السماء بالغيوم ولا ينزل المطر وقد ترتفع الحرارة كثيرا وما تلبث إلا أن تنخفض كثيرا فتبدو كأنك سياسي مكار في ثوب دبلوماسي ماهر، للخريف فلسفة خاصة فهو فصل مركب بطبعه لكنه يوحي لنا برونق النهاية تماما مثلما تقطع علاقة سامة وتسجد شكرا يا الله
أما في فلسطين فإننا نستقبله ونحن ننتظر “شتوة المساطيح” وذلك لاننا مسطوحين كالتين ومتأقلمين كالزيتون ومؤمنين بعدالته البهية ولا أخفيكم فقد أصبح الوطن مخيفا وجميلا كالخريف ولكن صوت ما يحشرج في مهب الريح الخماسينية إذ يقول: اتعرفون ما هو أوجع من فقد الحبيبة هو فقد الوطن، الوطن الذي غنينا له كلمات اولاد احمد نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد نغني له اليوم نحب البلاد كما لا تحبنا هذي البلاد البلاد التي أشار لها البيروني قائلًا : يمانيون في المنفى ومنفيون في اليمن الوطن الذي علمنا آداب الطعام علمنا البكاء عليه.
التعليقات مغلقة.