للشبق حكاية أخرى قصة قصيرة بقلم / سيد جعيتم
اتخذ موضعًا خلف تلة؛ يشاهد الغراب ينقب في الأرض ليواري سوءة أخيه، هز رأسه في سخرية، توجه بحديثه للغراب:
- آلهة أرض كيميت تعيد نفخ الروح في الجثة المدفونة.
ثم شرع في تمزيق جسد أخيه.
ينتظر أن تزيح العتمة النور ويعم الظلام سماء منف ليستبيح معابدها.
هناك قوة تخفيها عنه، لكنه لن يكف نهمه حتى يجدها.
يمتص دماء حجاج المعابد.
كانت عشقه منذ طفولته؛ فضلت السلطان وعشقت أخاه؛ قتله.
هربت بجنينها؛ تحتمي بالموتى في المقابر، أهدتهم أكفانًا مزركشة؛ صاروا حراسها.
زئيره المختلط بصراخهم يصم آذانها، ارتج باب القبر، دب الرعب في أوصالها، كاد قلبها يهرب من سجن صدرها، كومت جثث الموتى خلف الباب،
راحت تتضرع بزوجها :
ـ لن يكتفي بقتلي، يريد الجنين، يعلم أنه لو عاش فهو قاتله
ـ هربتِ بنفسك، وتركتيني محبوسًا داخل تابوته، لم تتحركي وهو يمزق جسدي و يوزعه بين الأقاليم.
ـ هربت بالمخلص في رحمي، سيخرج وينجينا، سأُعيد لملمة جسدك، ليتمكن أنوبيس حارس الجبانات من دفنك.
انخلع باب القبر، سقطت فوق الموتى، تعرت، سال لعابه وعلت أنفاسه اللاهثة.
ـ تمجدونه وترفعونه للسماء ليحاسب الموتى، كل بطولاته سرقها مني؛ لم يحمل سيفًا ليقاتل عدوا، فضله أبي علي، وأورثه مجده وعرشه، هما من حقي؛ أنا سبقته للدنيا
بقر بطنها، وأخرج الجنين حيًا؛ اختطفته الآلهة؛ جن جنونه.
مدت يدها تلملم بطنها، غشيها بعنف، استلذ صراخها، فرغ منها، خرج دون أن يلتفت إليها.
يقلقها جوع أبنها، فضروع الآلهة جفت مع ماء النهر بعد غضب رع..
تعجبت أنه تركها حية.
استدعت كهنتها وسدنة معبدها، وزعت عليهم أكفانًا جديدة.
زادت جثث الموتى خلف باب القبر.
أجتاح الباب غشيها حتى ارتوت .
لم تغلق الباب مرة أخرى
التعليقات مغلقة.