لله أشكو…
موسى وحدالله
لله أشكو.
………….
١-كَمْ خَطٍّ شِعْرِي شُعُورًا مِنْ قَصَائِدِهَا
قَدْ زَيَّنَتْ نَظْمَ ذَاكَ الشِّعْرِ أَوْزَانُ
٢-غَزَلتُ مِنْ صُبْحِهَا شَمْسًاً تَدْفِئُنِي
قَدْ نَالَنِي قُرْبُهَا مُلكٌ وَسُلْطَانُ
٣-مَشَيَتُ لَيْلًا وَعَيْنُ الْحَقِ نَاظِرَةٌ
مِنْ عَدْلِهَا كَمْ هَوَى كُفْرٌ وَطُغْيَانُ
٤-وَكَمْ بَرِيءٍ عَلَا فِى النَّاسِ مَكْرُمَةً
وَكَمْ أُضِيئَتْ بِنُورِ الْحَقِ بُلْدَانُ
٥-تِلْكَ الْعُرُوبَةُ كَمْ ذَلّتْ أَبَاطِرَةٌ
وَكَمْ وَضَيعٍ لَهُ فِى عِزِّهَا شَانُ
٦-كَمْ مر خطب بِأَهْلِ الشَّامِ أفزعها
وَكَمْ تَغْنَّى بِنَارِ الْعِشْقِ هَيْمَانُ
٧-كَمْ مَر خطب يذيب القلب من كمد
ضَعْفٌ وَتَرْوِيعٌ وَتَشْرِيدٌ وَحِرمَانُ
٨-كَمْ مر خطب وَجُلُ النَّاسِ لَاهِيَةٌ
عَمَّنْ يَمُوتُ. وَمَنْ بَاعُوا وَمَنْ خَانُوا
٩-دَهَى الْعُرُوبَةَ أَمْرٌ لَا مَثِيلَ لَهُ
يَمُوتُ شعْبٌ وَلَا تَهْتَزُّ أَجْفَانُ
١٠-كَمْ عشت فِى غُصَّة وَالْهم أرقني
وَكَمْ تَهَاوَى بِأَرْضِ الشَّامِ عُمْرَانُ
١١-يَعِيشُ شَعْبٌ بِأَرْضِ العز فى ترف
وَالدَّهْرُ يَذْكُرُهُمْ عربٌ وكِلْدَانُ
١٢-وَكَمْ ضَعِيفٍ بِأَرْضِ العُربِ مُضْطَهدٍ
وَمَنْ يَنَامُ حَزِينَ الْقَلْبِ حيرانُ
١٣- وَالدَّهْرُ يَذْكُرُ أَهْوَالًا يُعَدِّدُهَا
وَالْقَلْبُ يَمْلَأُهُ رُعْبٌ وَأَحْزَانُ
١٤-وَكَيْفَ نَنْسَى زُهُورَ الشَّامِ يَانِعَةً
هَلْ مَاتَ قَلْبٌ لَنَا أَمْ أَنَّهُمْ هَانُوا
١٥-لِكُلِ جُرْحٍ دَوَاءٌ لا عزاء له
وَمَا لِجُرْحٍ بِقَلْبِ الْعُرّبِ سلْوَانُ
١٦–نَنْسَى جَمِيعًاً أُصُولَ الْعُربِ مَنْ يَمْنٍ
إن كنت فى سنة فالدَّهْر يَقْظَانُ
١٧-أَزْهَارُ شَامٍ تُعَانِي الْقَهْرَ من زمنٍ
وَيَكْتَوِي مِنْ صقِيعِ الْبَردِ فِتيَانُ
١٨-رِجَالُهُمْ مِنْ مرار الْعَيْشِ قد هرموا
تَشَرَّدُوا فِى فَيَافِي الْارْضِ قَدْ عَانَوْا
١٩-الشَّامُ مِنْ قَسْوَةِ الْعُرْبَانِ مُرْهَقَةٌ
تَبْكِي لِفُرْقَتِهِمْ حِمْصٌ وَجُولَانُ
٢٠-يَا سَامِعِينَ بُكَاءَ الطِّفْلِ أَسْأَلُكُمْ
هَلْ يَسْتَقِيمُ إِذَا مَا فَاقَ خِذْلَانُ
٢١-والابن والزوج فى بيداء قاحلة
مُشَرَّدَانِ وَقَلْبُ الْأُمِ حَيْرَانُ
٢٢-عُيُونُهُمْ مِنْ مرار الْعَيْشِ مِدمعَةٌ
دَمٌ يَسِيلُ وَنَهْرُ الْحُزْنِ مَلْآنُ
٢٣-بِالْأَمْسِ كَانُوا مُلُوكًاً لا مثيل لهم
وَالْيَوْمَ فِى أَرْضِهِمْ قَحْطٌ وَنِيرَانُ
٢٤-كَمْ شَيَّدَ الْعُربُ مِنْ مُلْكٍ وَمَملكة
وَكَمْ تَسَرَّى بِعَرْضِ الْقَوْمِ رُكْبَانُ
٢٥-كَمْ ذللوا دَرْبَ أَعْدَاءٍ لَنَا زَمَنًا
كَمْ شَيِّدُوا فِي دُرُوبِ الْخِزْيِ عُمْرَانُ؟!
٢٦-وَكَمْ شَرِبْنَا مَرَارَ الْخِزْيِ أَوْعِيَةً
وَأَلْبسُونَا صُنُوفَ الذُّلِِ. ما لانوا
٢٧ـ هَلْ بَعْدَ هذا الْجَفَا وُدٌّ يقربنا
هَلْ بَعْدَ ذَاكَ الْجَفَا فِى الْخَلْقِ إِنْسَانُ
٢٨-وَكَمْ تَطَاوَلَ فِى الْبُنْيَانِ مَسْكَنُهُمْ
وَكَمْ قُصُورٍ بِهَا دُرٌ وَمُرْجَانُ
٢٩-وَأَيْنَ بابِلُ وَالْإيِوَانُ مِنْ إِرْمٍ
وَأَيْنَ حِمْصٌ وَأَيْنَ الْجَدُّ قَحْطَانُ
٣٠-وَأَيْنَ عَمْرُو بْنُ هِنْدٍ أَيْنَ قَاتِلَهُ
وَأَيْنَ عَنْتَرَ وَالْفُرْسَانُ فُرسَانُ
٣١-وَأَيْنَ هُمْ آلُ زَنْكِي فِى مَسَاكِنِهِمْ
وَأَيْنَ نِسْرٌ لِذَاكَ الشَّرْقِ يَقْظَانُ
٣٢-الْيَوْمَ نَشْكُو وَتَشْكُو النَّاسُ عُزْلَتَهَا
وَالْأَرْضُ تَبْكِي كَأَنَّ الْقَوْمَ مَا كَانُوا
٣٣- أَيَخْلُفُ الْقَوْمُ قَوْمًا رَافِعِي عَلْمٍ
أَمْ ذَاكَ خَلْفٌ وَذَاكَ الْخَلْفُ نسْيَانُ
٣٤-يَمُوتُ بَرْدًا بِتِلْكَ الْأَرْضِ مَنْبَتُهَا
وَلَا يُحَرِكُ مَوْتَ الْجِذع أَغْصَانٌ
٣٥-لِمِثْلِ هَذَا يَسِيلُ الدَّمْعُ أَوْدِيَةً
إِنْ كَانَ فِى الْقَلْبِ إِحْسَاسٌ وَوِجْدَانُ
٣٦-لِلَّهِ أَشْكُو بَلَاءً لَا مَرَدَّ لَهُ
فَلَيْسَ غَيْرُكَ يَا رَحْمَانُ رَحْمَانُ
موسى وحدالله
التعليقات مغلقة.