لماذا الخوف من المرأة المثقفة؟
بقلم د/ شيرين الملوانى
سُئل فيلسوف ماهى مواصفات إمرأتك ؟ قال ” لا أريدها جميلة ؛ فيطمع فيها الرجال ولا قبيحة تشمئز منها نفسى،ولا طويلة فأرفع لها هامتى ولا قصيرة فأطاطىء لها ،ولاسمينة فتسد منافذ حياتى ولا نحيلة فتكون كالخيال ولا أريدها بيضاء كالشمع ولا سوداء كالشبح ولا غنية فتمًن علىً ولا فقيرة فيشقى ولدى من بعدى ،ولا جاهلة فلا تفهمنى وإن إرتضيت بأى منهن لن أرتضى بالمثقفة !!!!
يستطيع الرجل أن يتقبل الجميلة والقبيحة والسمينة والنحيفة والبيضاء والسمراء ويرفض عقله الباطن المثقفة فهو ينظر للمرأة المثقفة بإعجاب ويشتهى مناقشتها وحواراتها فهى تقلب كيانه وتبهره وتملأ قلبه وتثير فضوله ويعترف بسطوتها ظاهرياً ويقع فى حبها داخلياً، ثم يقذفها من قائمة إختياراته عند البحث عن شريكة لحياته ؛ربما لتراكمات تاريخية تجعله يخاف هذه المواصفات ويخشى تأقلمه معها فالنظرة المتأصله لديه هى كون المرأة مهما كبرت أو علت فهى إمرأة يجب أن تقف فى علمها وثقافتها عند مستوى أدنى منه وإلا اعتبر تفوقها ماساً برجولته من منطلق أن الرجل يعرف أكثر ولايجب أن يجهل ما تدركه هى ،فبعض الرجال يرى أن المثقفة تُشكل خطراً على الحياة الزوجية وعلى إستقرار الأسرة ؛عندما تباغته وتفهمه وتكون قادرة على التحاور والإستعانة بخبراتها وإبداء آرائها وتكثُر اسئلتها.والرجل الشرقى يتجنبها حتى لو هام بها ولكنه يخشى سرقة الأضواء منه ؛ففى مُجتمع لا يتمتع بالحرية يعتبرها جريئة وقوية متهماً إياها بالوقاحة ومهما إرتفعت درجة ثقافته لا يعترف بحقها فى التفكير والمعرفة بل ويعارض بشدة ممارستها للسياسة لكون الأخيرة فعل رجالى لا تقدر عليه عقول الناقصات والويل كل الويل لو إرتفع صوتها بنظرية ومبادىء المساواة عندئذ تكون تعدت خطوط الأنوثة والمناطحة من خصالها لكونه الوحيد الذى خُلق ببصيرة القيادة مالك كل الحقوق فهو يعيش فى مجتمع ذكورى لا يهمه سوى الأنوثة ومواصفاتها الجسدية متكئين على تفسير مُغرض لبعض آيات القرآن ومافيها من قوامة و بآيات الإنجيل أن الرجل رأس المرأة والأديان السماوية بريئة من إدعائاتهم؛ فلا تكريم للمرأة إلا فى كتب السماء والتوصية الربانية عليها كفَلت لها أغلب حقوقها.ومما لاشك فيه أن من أجَج هذا التحفز الرجالى بعض المثقفات وذوات العلم من خلال ممارستهن للتسلط بكل أشكاله فلا تترك مناسبة إلا وتُذكِر الرجل بثقافتها ومكانتها أو بذكائها ممايولد التنمر بين الطرفين ؛ فالمرأة الذكية هى من تعلم متى تتكلم ومتى تنصت ومتى تصمت ، ولا تجعل تاء تأنيثها تتطاير منها ،فهى مهما بلغت أوج تألقها فعلاقة السكينة والمودة والرحمة والملاذ بين الطرفين فطرة إنسانية لا غنى عنها ودافع للنجاح وحب الحياة .
ومما يدعو للفخر فى السنوات الأخيرة هى تلك الطفرة التى حدثت فى مجتمعنا المصرى على الساحة الإجتماعية والسياسية فوجدنا نسبة مشاركة المرأة فى الإنتخابات قد تخطت نسبة الرجال بل وكان تمثيل المرأة فى مجلس الشعب أكبر نصرة لها فزاد عدد عضوات مجلس الشعب بشكل عظيم وإرتفعت نسبة إعتلاء المرأة للمناصب القيادية كوزيرة أوكمحافظ عن سنوات سابقة كان يَندُر فيها وجود عنصر نسائى واحد ،مع قدرة عالية على القيادة وإثبات طفرات فى مواقعهن ؛مما يؤكد أن بلد هدى شعراوى وصفية زغلول وعائشة راتب وسهير القلماوى وسميرة موسى ومفيدة عبد الرحمن وروز اليوسف ولَادة ونسائها أصحاب بصمات متتالية. فالمرأة المثقفة الذكية ليست بكابوس ولارعب عند الإرتباط بها بل هى الأم القيادية والزوجة المسئولة والصديقة المؤتمنة والحبيبة المعطائة …فأقبلوا عليها يا معشر الرجال بلا خوف..
التعليقات مغلقة.