لماذا حرمنا نحن الكبار من مرح الطفولة.بقلم.حاتم الغيطاني
كلنا ينظر إلى مرح هذا الطفل في هذ الصورة وابتساماته الرقيقة وحياته الوديعة الهادئة التي تخلو من منغصات، وكدرات الكبار.. نحن نشتاق إليها
ولا سيما عندما يأتي موعد النوم نراه وهو يضع رأسه على مخدته، فينام نوما عميقا هادئا لذيذا نحرم منه نحن الكبار، ونتمنا في غبطة … فما السر وراء كل هذه السعادة، والهناء؟!
السر في ذلك – عند ذوي النظرة السطحية الحمقاء – هو خلو حياة الطفل من المسئوليات، وأعباء الحياة… لكن أصحاب النظرة الفلسفة المتعمقة في بواطن الأمور ذات الحكمة التي يؤتيها الله لمن يشاء من خلقه معها سر المسألة، وهي تكمن في امتلاك الطفل قلب يخلو من النفاق، و الطمع، والجشع، والأنانية، والحقد، والحسد، والقسوة، وحب الدنيا الزائلةوغيره، وغيره من السوداوات العَفِنَة ولا سيما حب المال، وغيره من أمراض القلوب السوداء.. بل هو قلب يمتلئ بنقيض ما سبق؛ فقلب الطفل حشوه الفطرة السليمة الممزوجة بالإيمان، والحب الطاهر البريء، والإيثار، والخير والمطلق بلا تخطيط لمنفعة.. صاحب هذا القلب هو من يعيش سعيدا مرحا مطمئنا… فإذا غيرنا قلوبنا، وبدلناها، وعشنا بقلب طفل فسنعيش الهناء المطلوب بل كل هناءات الحياة التي حرمنا منها ونحن كبار، بل سنحرم منها في الآخرة قال تعالى : ” في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ” … إذن السر يكمن في هذه المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب كما تعلمنا من سنة سيد المرسلين – صلى الله عليه وسلم – وهي خير معلم بعد كتاب الله سبحانه وتعالى
ولذلك قالها الشاعر / رشيد خوري :
ولي – إن هاجت الأحقاد-قلب… كقلب الطفل يغتفر الذنوبا
أود الخير للدنيا جميعا… وإن أكُ بين أهليها غريبا
إذا ما نعمة وافت لغيري… شكرت كأن لي فيها نصيبا
تفيض جوانحي بالحب حتى… أظن الناس كلهم الحبيبا
التعليقات مغلقة.