لماذا يبتلينا الله بالنِعم …
بقلم د صبحي زُردُق
لماذا يبتلينا الله بالنِعم ..؟ بقلم د صبحي زُردُق – أخصائي الطب النفسي.
إذا ذُكر الابتلاء فلا يتوارد على ذهن معظمنا إلا الابتلاء بالشر، و هذا غير صحيح ، لأن الابتلاء نوعان ، ابتلاء بالخير و ابتلاء بالشر، قال تعالى (وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) الأنبياء٣٥ ..
والابتلاء بالسراء و الضراء سُنة إلهية ماضية فينا ، و كلاهما يبتلينا الله بهما بهدف اختبار ردة فعلنا و امتحان قلوبنا للتقوى و لعلنا نرجع إليه بالشكر و الإمتنان أو نرجع إليه بالتوبة و العدول عن المعاصي قال تعالى(وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) الأعراف ١٦٨..
فيبتلي الله الإنسان منا بالشر ليرى أيصبِر أم يجزع قال تعالى( إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا) المعارج٢٠، وصور الجزع كثيرة جميعها يعبر عن الاستياء و عدم الرضا و التسليم والقنوط و عدم الاحتساب و الاعتراض باللفظ أو بالأفعال مثل شق الجيوب و نتف الشعر ..
و يأتي السؤال : لماذا يَبتلينا اللهُ بالنِعم؟
أما فتنة الخير ( وفرة صحة ، وفرة مال ، كثرة ذرية ، علم ، منصب ، وضع اجتماعي)فيبتلينا اللهُ بها ليرى أنشكر أم نكفر ، أنشكر أم نتكبر على خلق الله ، أنشكر و نعطي مما أعطانا الله أم نمنع الفقير و نحرمه مما أعطانا الله، قال تعالى
(قَالَ هَٰذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ) النمل٤٠
و بذلك نجد أن ابتلاء الله لنا بالشر يكون لاختبار الجانب السىء في أنفسنا و هو الجزع أو لاختبار الجانب الإيجابي فيها و هو الصبر و التقوى …
أما الابتلاء بالنِعم فيكون إما لاختبار الجانب السىء في أنفسنا وهو الكِبر و التعالي و التفاخر و احتقار الغير و الشُح و حرمان الغير من خيرات ما قد أعطانا الله (وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا)المعارج٢١، وإما لاختبار الجانب الإيجابي فينا و هو الشُكر و العطاء و كف النفس عن استعمال ما أعطانا الله استعمالاً سيئاً مُحرماً .
التعليقات مغلقة.