لمن قتل الأبرياء بدم بارد قصيدتي “من تكون”
شعرمحمد إبراهيم النمر
إلى أرواح الشهداء – بإذن الله – الذين اغتالتهم يد الغدر والخيانة
قل لي بربك أيها الرجلُ الصَّنم :
هل أنتَ حقا مثلَنا لحمٌ ودمْ ؟
أو أنَّ ما يجري بقلبك
فيضُ أحقادٍ وغمْ ؟!
هل تَسمعُ القرآنَ يُتلى ؟!
أم أنك الحجرُ الأصمْ ؟!
هلَّا مررتَ بآيِهِ ؟!
من يقتلُ النفسَ البريئةَ
في جهنمَ خالدٌ
وعلى جبينِكَ خاتمٌ
آيسٌ .. من رحمة الله التي
وسعِت بعفوٍ كلَّ شيءْ
إلا الذي سفكَ الدماءْ
وأباح روحَ الأبرياءْ
ستعودُ يوما صاغرا
لن تذوقَ الموتَ .. كلا
أو حياةً أو كرامهْ
الوجهُ أسودُ كالحٌ
وعليك سربالٌ من القطِرانِ
تعلوك المهانهْ
يوم القيامهْ
يوم تندمُ .. ليس تنفعُكَ الندامَهْ
يا أيها البطلُ الهُمامْ !!
يا من تُقَتِّلُ في الوغى
سربَ الحمامْ
وتعيشُ دوما في الظلام
يا من عصيتَ اللهَ جهرا
وتسومُ خلقَ الله قَهرا
وترى الطهارةَ يا لعينُ
بعينك العمياءِ عُهرا
أيُّ شرعٍ تهتدي
أو أيُّ دين ؟!
باسم ماذا تقتلُ الأطفالَ ؟!
ترتوي الأرضُ الشريفةُ
من دماء الساجدين
أين الرجولةُ ؟
حين تُغتَصبُ الأمانهْ
حين تخنقُ زهرةً بيدِ الخيانهْ
قل لي بربك من تكون ؟
كن أيَّ شيءٍ تافهٍ
وافعل بغيِّك ما تشاءْ
فلسوف تلعنك السماءْ
ولسوف تبقى زهرةُ الوادي الأصيله
تسبِّحُ ربَّها الأعلى
وتنثرُ عطرَها الفواحَ فجرا
مهما تكاثرتِ الغيومُ
وطالتْ ظلمةُ الليلِ البهيمْ
والغدرُ يقطفُ في رعونهْ
حُلْمَ أبناءِ الحنينْ
فالصبحُ يُولدُ من دياجير المحنْ
يحمل الفأسَ ؛ ليقتلعَ الوثنْ
ويدكُّ رأسَ المجرمينَ الآثمين
وتعيشُ حرا يا وطنْ
حتما سينتصر الضياءْ
ونورُ الحق يعلو في بهاءْ
ولسوف ترتفعُ المآذنُ بالدعاء
وتعانقُ الأرضُ السماءْ
فالله بالغُ أمرِهِ
والله يفعلُ ما يشاءْ
التعليقات مغلقة.