موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

لم يبق الا الإحتضار د.أحمد دبيان

397

لم يبق الا الإحتضار د.أحمد دبيان

( سيدة تلقى بنفسها من الدور السادس اثر اقتحام جيرانها شقتها بحجة وجود رجل غريب معها )

( ذبح طفلة فى مسجد بعد ان خشى المتهم من افتضاح امره اثر شروعه فى اغتصابها )

( مغتصب يحاول التحرش بطفلة شوارع )

هذه هى مختصر عناوين احداث هزت الشارع المصرى المولع بالحكايا الحراقة ولوكها ومضغها دون محاولة لتحليل دلالاتها والمحركات التى افضت اليها .

هل ما حدث كان نتيجة للعلمانية أو الشيوعية أو الإلحاد أم إن الداء كان ما تم ترويجه دواءاً منذ السبعينات ليتم غزو مجتمع كان يخطو خطواته الأولى نحو الحداثة والدولة العصرية .

منذ تلك الحقبة التى أعادت مصر مائتى عام إلى الخلف لتضع المجتمع باسره فى استنساخ مخيف لهذا المجتمع المغرق فى الظلامية والجهل والدجل والشعوذة الذى وقف يدعو والمماليك يواجهون بسيوفهم المدلاة المزركشة مدافع وقنبر الفرنسيس وليواجهوا بدعاء عاجز لم يحمهم من الاجتياح مرددين

( يا خفى الألطاف نجنا مما نخاف )

مجتمع ما قبل الغزو الفرنسى وحملته الفاشلة عسكرياً الناجحة فى القاء حجر فى مجتمع ركود آسن كان مجتمعاً يصعد فيه الدجل والدجالون .

فكان الحواة والسحرة واللاعبون بالنار هم سادة هذا المجتمع وكان الكرم فى اسباغ لقب أولياء الله على كل دعى نصاب أو راسبوتين من الراسبوتينات المبكرة يتحدث بالدين أو يلوك آيات القرآن فيحظى بقداسة لدى العامة والدهماء .

خلال الحملة الفرنسية على مصر، سعى نابليون إلى السيطرة على رجال الدين وقربهم إليه، وكان الشيخ خليل البكري من أعيان القاهرة، الطامعين في الحكم والجاه، والفوز بالمراكز المرموقة في الدولة، وتحالف مع نابليون بعد أ منحه لقب “نقيب الأشراف”، ففتح له الشيخ أبواب بيته.

ووفق روايات الموتورين والخصوم رشح الشيخ البكري خمس فتيات لـ نابليون بونابرت، ومن إحداهن ابنته زينب ووفق كتاب ” غرائب الآثار في التراجم والأخبار”، اختار الجنرال زينب، فكانت على قدر عالي من الجمال وممشوقة القوام، إلا أنه ذاعت علاقة الفتاة بـ نابليون وبات الناس ينعتونها بالانحلال والفجور وخيانة الوطن.

هزم نابليون واضطر للانسحاب والعودة إلى فرنسا، فوجد الشيخ البكري نفسه أمام شعب غاضب، وتعهد أحد الحكام بالتخلص من آثار الاحتلال وأعوانه، أوقفت ابنة الشيخ وخلال محاكمتها أعلنت توبتها، لكن والدها تبرأ منها وروي أنه قال : “اقصفوا رقبتها”، إلا أن البعض شكك في صحة الرواية، وذهبوا إلى أن بعض خصوم والدها المتنافسين على منصب نقيب الشرفاء، كادوا لابنته بإشاعة علاقتها مع نابليون، لكن يقال أن زينب قتلت وبقي نعت “مقصوفة الرقبة” مقترنا بالفتيات اللاتي يجلبن العار لذويهم.

هل اختلف مجتمع اليوم عن هذا المجتمع الذى ايضاً كان يتشدق بظاهر الدين والشرع وفشل مع أول مواجهة بين العلم والمدنية والدين الذى احالوه لطقوس توثين ؟

ساق الجبرتي وقائع المحاكمة حيث قال «وفي يوم الثلاثاء رابع عشرينه ـ أي في ٢٤ربيع الأول سنة ١٢١٦ هجرية، الموافق ٤ أغسطس سنة ١٨٠١ ميلادية ـ طُلِبَت ابنة الشيخ البكري وكانت ممن تبرج مع الفرنسيس بمعينين من طرف الوزير فحضروا إلى دار أمها بالجودرية بعد المغرب وأحضروها ووالدها فسألوها عما كانت تفعله فقالت: إني تبت من ذلك فقالوا لوالدها: ما تقول أنت فقال: أقول إني بريء منها فكسروا رقبتها».
وحملت التهم وجود علاقة غير شرعية أقيمت بين زينب و نابليون بسبب قرب أبيها منه.

هل القتل بالشبهة دون بينة ودون اعتراف هو من صميم الشرع وروحه ؟

بل هل يمر ترويع الانسان وقتله فزعاً او ارهاباً مرور الكرام دون ان يتم توصيفه قتلاً عمداً ؟

هل التجسس وتحسس عورات الغير واختراق حرماتهم يتم توصيفه اليوم بالغيرة على الدين ؟

اى دين وأى شرع يطبقون وهم يهدمون اركان هذا الدين بالتحاسد والتباغض وتحسس العورات وانتهاك حرمات البيوت ؟

هل نحن مجتمع صحوة دينية اخترقت هذا الشعب وصدرت غلوائها وتطرفاتها فى المنطقة العربية أم اننا فعلياً صرنا مجتمع الانحلال المغلف بورق سوليفان التدينات الزائفة والأراجيف ذات الأطر التشريعية ؟

ما يزعمونه اقامة لعدالة السماء هو انتهاك فعلى لحرمة الانسان وحصانته وأمنه وعلى اى نظام دولة لا تستطيع تحقيق هذا الأمان للفرد ان يتنحى ، لأن توصيف المجتمع المكون لمفردات تلك الدولة فى حقبة زمنية ما ، أنه ببساطة يمارس طقس انتحار متقدم لن يزيل آثاره سياسة التجاوز والإلتفاف ببناء عواصم جديدة ستحمل داء ذات المجتمع وسلفيته وتشدده وانغلاقه معها.

التعليقات مغلقة.