لواعج اللّيل … بقلم الشاعر التّونسي
الحبيب المبروك الزيطاري
إذا ما اللّيل أظلم و استكانا
تحدَّثت اللّواعج عن هوانا 1
لتختزِلَ الحروف شعور قلب
يراقص في حكايته مُنانا 2
و يسرد في مسامعنا حديثا
ليسعد من حلاوته الكيانا 3
نسينا النّوم اذ انساه عشق
جرى نهرا بعذبه قد سقانا 4
لنشرٓبِه و نترِعٓ منه كأسُا
و نملأُ من منابعه الدِّنانا 5
إلا فلتسألوا نجم الليالي
عن الأرق الذي ملأ المكانا 6
و عن طيف يواريهِ الظّلام
عن العين التي نثرت جُمانا 7
لقيتك يا فؤادي فوق عرشي
و تاجك قد توهَّج مِن رضانا 8
وهبتُك يا نديم الرُّوح مُلكي
و زدتُك بالمحبّٓة صولجانا 9
فقدُّك قد تثنّٓى في دلال
و غُنجُك بالمحاسن قد سبانا 10
سألتك يا حبيبي اللّهٓ فاقْربْ
و لا تُبعدْ عُيونٓك عن دُنانا 11
فانّٓا كلما زاد البعادُ
تلظَّى الشوقُ ملتهبا ، كٓوٓانا 12
و ناب الشِّعر عن فرْط الشُّعورِ
و سال الدَّمع يُبكي مٓن يرانا 13
تمنَّينا و ما امتنع التمنِّي
و قاوَمنا و ما تعِبت يَدانا 14
تحدَّينا الظُّروف و ما تعبنا
و آمنَّا و ما غابت رُؤانا 15
تُساوِرُنا الشُّكوك فنزدريها
نكذِّبُ ما تردَّد مِن وٓرانا 16
فلا هَوس و لا وِسواس قهْر
يُحاصِرُنا و لا يُغزو سَمانا 17
خَلقنا الحبَّ من رَحِم العَذاب
أردناه بإخلاص فكانا 18
كأن العشقَ صلصال لدينا
فلا يرجو له خلًّا سِوانا 19
و لان الصًَعبُ و امتثل المُحال
و دان الوقتُ و استَبقَتْ خُطانا 20
إلى دُنيا الوُرود بكلِّ عُنف
الى عهدٍ تخلّدَ مِن صِبانا 21
إلى فجر العُذوبة من جديد
بما أرخٓت مشاعرُنا العِنانا 22
بما نُهدي الأحبَّة منه كأسا
لنسقى بالمحبّة مَن سَقانا 23
التعليقات مغلقة.