موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

لوحة بقلم / خالد العجماوي

171

لوحة بقلم / خالد العجماوي

رسالة من أب مكلوم


حبيبتي/ شمسي التي غابت..
أتعبني ابناكِ كثيرا . إنهما يتشاجران صباحا ومساء ولا يفتران إلا حين يحل الليل ويهدهما الإرهاق، فتذهب ابنتنا إلى سريرنا فتحتضن مخدتك وتنام، بينما يذهب وليدنا إلى سريره وهو يمسك بشالك الأحمر التي اعتدت أن ترتديه، ويغمس فيه رأسه قبل أن يغط في نومه المضطرب. كانا قد تشاجرا أمس حول من يجب أن تكوني في عالمه. كما تعلمين فإن ابننا مولع بقصص الأبطال والخوارق، فإذا به يرسمك ملاك طائر في السماء، تصدين كرة من النار كانت ستهبط على طفل يجري. لما سألته قال إنه هو، ولكنه تردد قبل أن يتكلم عن كرة النار. بعد برهة قال إنها المدرسة..ثم قال إنها معلمة الحساب..ثم قال إنها الباص المملوء بالضجيج. كل هذا لا يهم. المشكلة في ابنتنا التي تتشاجر معه بسبب رسمته تلك؛ حيث ترى أنه بذلك يرهقك في أمور عجيبة، حيث تضطرين إلى الطيران ومجابهة كور النار، فتأتين إلى عالمها متعبة، بل وأحيانا على فستانك الأبيض بعض من الهباب الأسود، وهي تحتاجك في عالمها، حيث رسمتك وأنت تقومين بجني ثمار التفاح والبرتقال من فوق أغصان حديقة زاهية. لما سألتها عن الحديقة قالت إنها لك، وأنك سألتها ألا تخبري أحدا عن مكانها في هذا العالم. وأنك لا تسمحين لسواها أن تزورها كي تقطفان معا ثمار التفاح!
حاولت أن أحل المشكلة. قلت له إن عليه ألا يرهقك كثيرا في أمور الطيران هذه، وأن يعتمد عليك ثلاثة أيام في الأسبوع، وأن عليه أن يجابه كور النار بنفسه في الثلاثة أيام الأخرى، حيث تكونين مع أخته تتجولين في حديقتها. بدت الأمور جيدة في أولها، غير أنها تعقدت بعد يومين فقط من الاتفاق، حيث علمت أن أخاها لا يلتزم. وأنها علمت بذلك من أثر السواد على فستانك الناصع.
كدت أستسلم. كدت أصرخ وأثور. ولكني حللتها..
جئت بلوحة بيضاء، ورسمت وجهك شمسا، أخبرتهم إن ماما هي الشمس. وأنها لابد أن تزور عوالم ابنها الصاخبة، والمملوءة بالصواريخ والنيران، فتحميه بشعاعها الفاتك من كل كور النار في هذا العالم. كما قلت إن الشمس تزور حديقة ابنتها. فتدفيء لها أجواء بساتينها، فتبتهج بأريج البرتقال اللاذع! فلا الشمس تتعب، ولا يتلوث لها شعاع أو دفء. ولقد نجحت..وانتهى أخيرا ذلك الشجار البغيض بين عوالم ابننا الصاخبة، وعوالم ابنتنا الحالمة.
بيد أن ابنتنا قد بادرتني بسؤالها: وأين ماما في عالمك!
ماذا عساني أن أخبرها؟ خبريني أنتِ بالله!
هل أخبرها إن عالمي من بعدك لا تزوره الشمس ولا تعرف سماؤه قمر؟ وأنه صقيع، وعواصف وظلام، وأنه بلا نجوم أو أردية أو غطاء!
بكيت. بكيت أمام ابنتنا وقد ارتجت أمامها أوصالي وهي تسمعني أنتحب. احتضنتني، وربتت عليّ بكفها الصغير، ورسمتني طفلا يجلس وحيدا يبكي، ثم رسمت وجهك مكان قرص الشمس، تنظرين إليّ وتبتسمين، بينما تناولني هي ثمرة من بستانها الحاني. مر يومان، ثم وجدتها رسمت جدولا من ماء رقراق يجول في بستانها كشريان فضي لامع. راعني أنها ما عادت ترسمني طفلا صغيرا يبكي تحت أشجار حديقتها. سألتها إن كنت قد اختفيت من عالمها ذاك. ابتسمت ابنتنا، وقالت إني أصبحت ذلك الجدول الرقراق في بستانها الزاهر.

التعليقات مغلقة.