لوحة وفنان ” جوستاف كوربيه ، زكاة المتسول فى أورنان “
د.أحمد دبيان
يعد الرسام الفرنسى جوستاف كوربيه رائداً للإتجاةً الواقعى فى الفن .
كوربيه هو الفنان الأكثر غروراً ، وهو المتمرد ، الذى آلى على نفسه ان يعرى الطبقية ،بل ويعرى النفاق الاجتماعى ذاته.
اهتم بتصوير ورسم البسطاء ، والعوام .
وقد جاءت لوحته
A Burial at Ornan
الجنازة فى أورنان
صادمة للأكاديميين والنقاد حيث رسم أفراداً بسطاء بتفاصيلهم فى جنازة ، وجعلهم ابطال الحدث على النقيض من السائد ، بتصوير العظماء والمشاهير .
ما هو أكيد في مسيرة كوربيه الفنية هو أنه ظل مسكوناً طيلة حياته بأرض مولده وبأصوله.
هكذا رسم ينابيع منطقة أورنان وكهوفها وطبيعتها.ورسم أفراد أسرته وناس البلدة العاديين وجعلهم أبطالاً.
كان كوربيه لا سلطوياً ضد سلطة البرجوازية التى أجهضت الثورة الفرنسية وكان مؤيداً وداعماً بلا حدود لثورة الكومونة .
فى لوحته
A beggar’s Alms in Ornan.
أو زكاة المتسول فى أورنان والتى رسمها بالفحم يصور كوربيه متسولاً يمنح طفلاً غجرياً بلا مأوى قطعة من النقد وهو يبدو بملابسه الرثة أكثر هزالاً من العائلة الفقيرة المشردة والتى تبدو الأم حاملة رضيعها فى الخلفية رمزاً لفرنسا الحقيقية فى تلك الفترة ،بأغلبية من الفقراء المهمشين ومجتمع نصف فى المائة ينعمون بالثروات.
تم رسم هذه اللوحة عام ١٨٦٨ م فى أواخر عهد بونابرت الثالث وقبل هزيمته على يد بسمارك وجيش بروسيا عام ١٨٧١ وتولى هؤلاء المهمشون الدفاع عن باريس بينما تحالفت البورجوازية الفرنسية والرأسمالية الطفيلية مع الألمان لقمع كومونة باريس .
ظل كوربيه فناناً جدلياً ، تشكل أعماله كلها احجاراً تلقى لتحرك بحيرات الزيف الراكدة .
التعليقات مغلقة.