لوحة وفنان ” كامى كورو ولوحته أورفيوس يقود يوريديس “
د.أحمد دبيان
يظل كامى كورو وكما يقول رائد التأثيريين كلود مونيه السيد فى مزج الطبيعة التى كانت الهام الإنطباعيين بالخيال والأسطورة .
كامى كورو الفنان الفرنسى الذى يعده التأثيريون واحداً من أهم أساتذتهم ، والذى مزج بين الكلاسيكية الجديدة ورسم الطبيعة وكان له الريادة فى هذا .
فى لوحته
Orpheus Leading Eurydice from the Underworld
او أورفيوس يقود يوريديس من العالم الآخر
يمزج كورو مابين الطبيعة وانطباعاته عنها ، بأسطورة أورفيوس والذى ماتت زوجته يوريديس فجأة بلدغة حية .
فى الميثولوجيا الإغريقية كان لأبوللو اله الشعر والموسيقى ولد يدعى أورفيوس .
كان أورفيوس مشهورا جدا بسبب عزفه على القيثار و كانت موسيقاه من الرقة بحيث تلين قلوب جميع المخلوقات بما فيها الحيوانات .
كانت زوجة اورفيوس حسناء شديدة الحسن تدعى يوريديس والتى كان أورفيوس يحبها أكثر من كل شيء و بالمقابل كانت هى تحبه فوق كل شيء .
ولكن لان السعادة لا تكتمل ، في أحد الأيام جاء أورفيوس لرؤية يوريديس .
فما كان منها إلا أن ركضت اليه وهي تهتف أنا قادمة يا حبيبي .
وهنا تولد المأساة فقد لدغت أفعى يوريديس فوقعت ميته لتغادر عالم الأحياء الى العالم السفلي.
بكى أورفيوس بحرقة وأخذ يناجيها يوريديس حبيبتي ..تكلمي ……ولكن هيهات فالموتى لا يتكلمون .
أخذ أورفيوس يعزف على قيثارته الحانا شجية ملؤها الحزن على فقدان يوريديس .
تألم الجميع لحال أورفيوس حتى سكان جبل الأوليمب هزتهم موسيقى و الحان اورفيوس .
فى العالم السفلي كان هاديس ملك العالم السفلى هو الشخص الوحيد القادر على مساعدة أورفيوس .
إزداد شوق اورفيوس لزوجته وحبيبته فقرر الذهاب الى هناك
سار أورفيوس كثيرا حتى وصل الى كهف غريب فدخل اليه وسار فيه عله يقابل هاديس .
كانت الطريق بارده ومظلمة وعلى جانبي الطريق شتى أنواع الحيوانات المخيفة .
ليجد فى النهاية وحشا مخيفا تغطي رأسه الثعابين قام بمهاجمته .
فما كان من أورفيوس إلا أن عزف على قيثارته وكانت الموسيقى من العذوبة والرقة مما جعل الوحش يهدأ .
كان الوحش هو هاديس ملك العالم السفلى
شرع أورفيوس يحكى لهاديس مأساته وعزف له فرق قلب هاديس واستدعى له يوريديس التي ما إن رأها أورفيوس حتى كاد ان يحتضنها من الشوق
ولكن هاديس سمح له أن يأخذها معه بشرط أن لا ينظر اليها أو يكلمها الى أن يغادرا العالم السفلي .
قبل أورفيوس الشرط واصطحب زوجته خلفه مغادرين العالم السفلي سائرين في الطريق المظلم البارد .
كانت سعادة أورفيوس لا توصف ولكنه وخلال الطريق بدأ ينتابه القلق العاصف على زوجته فقدمها جريحه من أثر لدغة الثعبان.
توقف أورفيوس عله يسمع صوت خطواتها خلفه ليتأكد من أنها تسير وراه ولكن دون جدوى فلم يسمع شيئا .
وأخذ يسائل نفسه تراها اين هي ؟
لربما ضلت الطريق ؟
كان يدرك أنه لا ينبغى أن ينظر خلفه .
انهارت مقاومته فلم يعد يحتمل فنظر اليها .
مد أورفيوس و يوريديس ايديهما يحاولان الإمساك ببعض ولكن دون جدوى لأنها أعيدت الى العالم السفلي .
لم تحقد أوريدس على زوجها لأنه نظر اليها فتسبب بإعادتها الى العالم السفلي لأنها كانت تعلم مقدار حبه لها .
هكذا فقد أورفيوس زوجته الى الأبد ومنذ ذلك اليوم جلس أورفيوس على جبل الأوليمب مغنيا للطيور والحيوانات منشدا حكاية أورفيوس و يوريديس .
جاءت لوحة كورو لتجسد تلك اللحظة الأخيرة من الحكاية ليخلد الأسطورة بريشته ،
أسطورة أورفيوس ويوريديس .
صار أورفيوس بعد فقدانه حبيبته وزوجته إلهاً للأحلام ونطق اسمه مورفيوس ومنه إشتقت تسميه عقار المورفين .
التعليقات مغلقة.