موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“لو غاب القط لعب الفأر” عقيدة سقطت اليوم بقلم د. قاسم المحبشي

188

“لو غاب القط لعب الفأر” عقيدة سقطت اليوم بقلم د. قاسم المحبشي

هذا مثل شعبي عربي متوارث منذ أقدم العصور ويقال بصيغ مختلفة بلهجات البلدان. وكنت مثلكم اعتقد أن سلوك الحيونات التي تولد مكتملة الهوية بعكس الإنسان الكائن الوحيد الذي يولد بدون هوية. فمن مبدأ الهوية نتعرف على ماهية الكائن وهويته الجوهرية (النوع والجنس والصفات) هذا معدن وذاك حجر هذا كلب وذاك جمل ..الخ ومن هنا يمكن تصنيف جميع الكائنات غير العاقلة بعدها كائنات ماهوية وجدت بماهية وهوية مكتملة قلما تتغير مع الزمن فابن الكلب كلب وابن القط قط والأرنب أرنب والأسد أسد وهكذا هي سائر الحيوانات من أن عرفها الإنسان وهي ذلك قابلة التوقع فإذا ما عرف سلوك الحيوان مرة واحدة فقط يمكن البناء عليه إلى الأبد.في حين أن مبدأ الوجود يقتصر على وجود الكائن الإنساني ، إذ أن الإنسان هو الكائن الوحيد الذي ولد ناقصا، أي غير منجز الهوية,إذ إن وجوده يسبق ماهيته، فهو وجود لذاته ومن أجل ذاته وليس وجودا في ذاته وفي متناول اليد مثله مثل وجود الأشياء. وهذا هو مبعث حضور مشكلة الهوية الطاغي في عالم الإنسان حيث توجد الحرية والعقل واللغة والحاجات والمصالح والرغبات والأحلام والأوهام والتنافس والصراع… إلخ. في عالم الإنسان يختلف الأمر تمامًا. إذ هو الكائن الوحيد الذي يصعب توقع سلوكه وردوده افعاله في كل مرة بطريقة واحدة ، فما كنت تعرفه طيبا فيما مضى يمكن أن يتحول فجاة إلى شرير خطر وما كنت تظنه شريرا يمكن أن يتحول إلى كائن طيب وذلك من طبيعة الحالة الإنسانية التي لا تستقر على حال من الأحوال إذ هي متغيرة ومتبدلة باستمرار. تلك الخاطرة تداعي إلى ذهني صباح اليوم وأنا أشاهد من النافذة مشهد لم ارى مثيل له في حياتي الواقعية. فماذا رأيت يا ترى؟ شاهدت قطة تلعب مع الفأر وكأنهما من فصيل واحد. كنت اعتقد أن توم وجيري مجرد تمثيل لما ينبغي أن يكون وليس لما هو كائنا. فإذا بي اشاهد بأم عيني هذا المشهد الذي نسف بضربة واحدة تاريخ آلاف السنين من الاعتقاد المترسخ في الذاكرة الجمعية عن سلوك القط والفأر. راقبتها لمدة ربع ساعة بذهول وهما يلعبان لعبة التخفي والتجلي بين الأعشاب والأحراش. كان الفأر طويلًا وتوقعت أن تباغته القطة بضربة أخيرة ليكون وجبتها الشهية. ولم يحدث ما توقعته. بل حدث العكس تمامًا إذا تركته يلعب ويتقفز من مكان إلى مكان بكل حرية وأمان يدور حولها وتدور حوله بحركات بلهلوانية مثيرة للعجب والدهشة ثم تركته يذهب لحال سبيله

واليكم الصورة الحية للقطة والفأر وهما يلعبان بجانب العمارة. هل شهادتكم حالة مماثلة؟! واليمن شاهد حال ومآل.
إذا كان تصالح الأعداء بالفطرة فمتى يتصالح العقلاء بالاكتساب؟

التعليقات مغلقة.