موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

ليلةٌ لا تُنسى . بقلم ياسر الصعيدى

142

ليلةٌ لا تُنسى . بقلم ياسر الصعيدى

مع إشراقة الصباح يهرع الناس إلى أعمالهم وقضاء حوائجهم، أما العاطلون أمثالي فيتقلَّبون يمينًا ويسارًا بعد سهرهم الليل بأكمله، بدأت أشعة الشمس تتسلَّل إلى غرفتي بعدما غمرت الكون، نفذت من زجاج شباكي الذي لا يُفتح أبدًا، فأنا كائنٌ ليليٌ أسهر طوال الليل وأنام معظم النهار.

بالأمس كانت ليلتي عصيبةً ومثيرةً، بدأت مألوفة وعادية، انطلقنا إلى وكرنا بعدما حصلنا على مستلزمات السهرة من خمور ومخدرات من الديلر (المُوزِّع)، لكنَّ ختامها كان مثيرًا.

أشعر بصداعٍ رهيبٍ في رأسي، أحاول فتح عيني وتذكُّر أحداث الأمس، مازلتُ طريح الفراش، بصعوبة أستطيع تحريك يدي لأفرك عيني، ليس بسبب تأثير الشرب فقد تعوَّدتُ عليه منذُ وفاة والدي، الذي لم تتحمَّل شخصيتي الضعيفة موته المفاجئ، بالرغم من شدَّته عليّ مات وتركني وحيدًا في دنيا لا ترحم الضعفاء، تركني فريسة سهلة لرفقاء السوء الذين زيَّنوا لي شرب جميع أنواع المحرمات، لابسين ثوب الناصحين الواعظين وهم في الحقيقة طامعون في إرثي الكبير من أبي لأنفقه على ملذَّاتهم.

توهُّمًا منِّي انجرفتُ وراءهم كالأعمى، هربًا من صدمة الفراق وآلام الوحدة، خاصةً أنَّ أمِّي سيدة هرمة عجوز أنجبتني بعدما بلغت من الكبر عِتيًا.

كانت سببًا في تدلُّلي وعدم تحمُّلي المسئولية، لا تملك إلا نشيدًا محفوظًا تسمعه لي كل يوم من النصائح والوعظ وتنهيه بالدعوة لي بالهداية، لم أعلم أنَّ الله سيستجيب لها في هذه الليلة وتكون سبب هدايتي.

كل ما أتذكره رجعنا من سهرتنا كعادتنا ونحن في أسوأ حال، لا أعرف كيف عدتُ إلى المنزل، لقد كنتُ أترنَّح في الشوارع أنا ورفقائي يمينًا ويسارًا، وما أن دخلتُ البيت لألقي جسدي المُنهك من الشرب على السرير، حتى سمعتُ صوت حركة مريبة في المنزل، حاولتُ تجاهل الصوت لعدم قدرتي على تمييزه وبيان مصدره.

لكنِّي سمعتُ الحركة مرة أخرى، لملمتُ بعض قواي لأعتدل جالسًا على السرير لأرى محاولةً لفتح الباب، تيقَّنتُ أنَّه حرامي جاء ليسرقني أنا وأمِّي التي ترقد في الحجرة المجاورة من بعد العشاء، فمن عادتها أنَّها تنام مبكرة حتى تستطيع القيام لصلاة الفجر.

قمتُ من مكاني واختبأتُ وراء الباب، وما إن فُتِح الباب حتى هويتُ على رأس الحرامي وتناوبتُ الضربات المتتالية على جسده ووجهه حتى أسقطته أرضًا، لم توقفني توسلاته وكلماته الغريبة التي لم أتبينها من كثرة صراخه وشدة تأثير الشرب في تلك الليلة البائسة.

من فرط الضرب سقط الحرامي مغشيًا عليه، تكسو وجهه الدماء التي أخفت ملامحه، بعد رؤيته بلا حركة اطمأننتُ وهويتُ أنا الآخر على السرير ( كجلمود صخرٍ حطه السيل من علٍ ).

الآن بعدما تذكرتُ ما حدث بالأمس، بدأتُ أستعيد توازني وأتساءل: لماذا لم تحضر أمِّي حتى الآن لتوقظني وتُسمعني نشيد النصائح وسيل الشتائم والزجر؟! هل ممكن أن تكون ذهبت لتسلِّم الحرامي إلى الشرطة أو تبلِّغ عنه؟!

فجأة جاءني خاطرٌ غريب ومخيف – أن يكون الحرامي قد فعل بها شيئًا وهرب – أسرعتُ أجري كي أراها حتى تعثرتُ بها وراء الباب ترقد بلا حركة والدماء تغطيها، أحضرتُ كوبًا من الماء، أمسح الدماء وأحاول إفاقتها.

أمَّاه… أمِّي… أفيقي… أجيبيني ماذا بك؟ كيف فعل بك الحرامي اللعين كل هذا؟ بدأت تفتح عينيها، وبكلماتٍ هامسةٍ وصوتٍ متقطع: ولدي كُف عن هذا الهراء والسخف، منذُ الأمس وأنتَ تهذي وتقول: حرامي… حرامي…

– لم يكن هناك حرامي بل شعرتُ بأرقٍ، قمتُ من نومي لأطمئن عليك، فكان جزائي أنَّك أبرحتني ضربًا.

– لا يا أمِّي لا تقولي هذا، معقول أنا من فعل بك هذا، قُطِعت يدي قبل أن تمتد عليك، سامحيني يا أمِّي وأعدك أنِّي سأتوب ولن أشرب أي محرمات ثانيةً، لن أسهر أبدًا مع هؤلاء الأشرار.

– إن عشت يا ولدي سأسامحك.

التعليقات مغلقة.