ليلة القدر و الشهادة…بقلم عبدالصاحب إ اميري
ليلة القدر و الشهادة…بقلم عبدالصاحب إ اميري
لا أدري من أين ابدأ
حكاية يصعب هضمها
ابدأ من الكوفة وجريمة كبرى تحاك
إبن ملجم الخوارجي ،
جاء يزحف إلى الكوفة
حاملا حقد انهزامه في حرب النهروان
تحت العباء
حاملا سيفه للإنتقام
أم من مكتبي
ثورة أعلنتها حروفي دون أرادتي
هي الأخرى قررت أن تقيم العزاء
قررت أن لا تخرس بعد اليوم
كلمتها لابد أن تصل للسماء
أم أبدا من عظمة ليلة القدر
وما ادراك ما ليلة القدر
فتحت أبواب الرحمة للعباد
لمن رغب بمراجعة حسابه قبل الوفاة
لمن يطلب الغفران
لمن تاب ونصح
إلا اللعين إبن ملجم
قصد الكوفة متنكرا
ليصفي حسابا
بسيف سمه دهرا
لقتل عليا حامي الفقراء والمساكين
حكاية يصعب هضمها
كلنا نعلم، من كنا، عربا أو عجما
إن للحياة نهاية
آخرها الممات
يليها الحساب
أصحاب الحكاية كلهم رحلوا
كما رحل فرعون وقارون
ليلة القدر
ليلة صناعة الإنسان من جديد
قررت أن أصنع نفسي
تركت الدنيا لأصحابها، رميت قلمي وقرطاسي وزينيتي
نسيت نفسي من أكون،
سوى عبدا،
يطلب الصفح من الذنوب
جلست منكسرا على مائدة الدعاء. دموعي تسيل دون ارادتي
أدعو الرحيم ليرحمنا في يوم الحساب
لبرحم أبوي
إن اذنبنا
إن غفونا
بعيون غرقت بالدموع
توسلنا
من الذنوب تطهرنا
حكاية يصعب هضمها
في زاوية أخرى من بيتي، حدثت ثورة
أجتمعت الحروف كلها، أتحدت
لتبوح بأحداث تلك الليلة،
بوضوح
دون خوف أو وجل
لتفضح إبن ملجم من يكون
تطوع شرا لقتل عليا
كاتم أصحابه بالكوفة بما يريد
وقعت عينية على قطام،
مات غراما
نسى نفسه
نسى ربه
أعجبته
خطبها ونسى عليا،
نسى ما كان يريد
طلبت منه مهرا،
قتل عليا ، انتقاما لأبيها، قتل في النهروان
حكاية يصعب هضمها
أيادي المسلمين،
أينما كانوا رفعت المصاحف
أتجهت للسماء
يبكون تضرعا
الغوث، الغوث، خلصنا من النار يارب
إلا إبن ملجم اللعين
جاء لمسجد الكوفة يطلب بئس المصير
علي يصلي بالمسلمين بين ركوع وسجود
اللعين يشتري الجحيم
ركع أمير المؤمنين
سجد سجدة
عيون الشر تخطط
أستوى الإمام قاعدا،
أخرج إبن ملجم سيفه الملطخ بالسموم
أراد الإمام أن يسجد الثانية
تلقى ضربة على راسه الشريف
راح الدم الطاهر يفور
القوم تصرخ
قتلوا عليا
ونحن لا زلنا ندعو
الغوث الغوث خلصنا من النار يارب
عبدالصاحب إ اميري
التعليقات مغلقة.