ليلة خارج الزمن قصة لزين ممدوح

كعادتهم يلتقون على مقهى مجاور،يقضون الوقت كله مابين الجد والهزل،وربما يغتابون هذا أو ذاك ،إلا رابعهم فله طقوسه،لا شيء يشغله إلا الجن وعالمه ،يميل إلى الصمت دائما، .ذات يوم أرادوا أن يخرجوه من صمته ،ويقتحمون هذا العالم
قال أحدهم مازحا موجها كلامه إليه
إيه رأيك ترجعنا أطفال بما انك عالم خبير فى هذا المجال، بينما أكد آخر نريد أن نرى قدراتك العجيبة
ونظروا الى صديقهم الثالث
فأومأ موافقا
أرجعنا صغارا كما كنا.
اشترط عليهم ليلة واحده فقط
والا سيظلوا صغارا حتى الممات.
وضع يده على أنف كل واحد منهم ،وأمسكها بشدة ،وأخذ يتمتم بكلمات غير مفهومة،ثم يدفع الواحد منهم بقوة على الأرض، فيصير طفلا!.
هكذا وجدوا أنفسهم صغارا.نظروا إلى بعضهم البعض، وهم يضحكون على طول قاماتهم التى انكمشت وأصواتهم التى عادت طفولية برئية.
فكان أول شيئ فعلوه خلعوا أحذيتهم، وانطلقوا نحو هذا العالم الواسع ،وقد ألقوا كل همومهم خلفهم
تشاورا فيما بينهم ماذا سنفعل الآن.
اتفقوا على أن يلعبوا الكره فهى كانت محبوبتهم الأولى وعشقهم الأزلى ،توجه أحدهم الى مكتبة عم خليل وكان جالسا يدخن الشيشة كعادته.
فسلم عليه واستأذنه فى شراء كرة
نظر إليه بتعجب كأنه يعرفه
باين عليك ابن الأستاذ حسانين فيك شبه كبير منه. فضحك بصوت عال.أنا حسانين نفسه يا عم خليل!، فرك الرجل عينيه ليتأكد أنه ليس نائما.
_صرت طفلا اليوم فقط، غدا سأشترى منك السجائر كعادة كل يوم
تركه ومضى مع أصدقاءه الصغار يبحثون عن مكان يلعبون فيه الكره.
والرجل يصب اللعنات على المخدرات.والمنطقة بأسرها!.
ها هم وجدوا أطفالا فى شارع مجاور ،فعرضوا عليهم اللعب معهم فوافقوا بترحاب ،كم كانت سعادتهم وهم يجرون يمينا ويسارا.وأصواتهم عالية يحمسون أنفسهم بضرورة الفوز.استراحوا بعد وقت طويل من اللعب .ثم اشتروا بعض الحلوى والعصائر.وقضوا الليلة ما بين اللعب والتنطيط.مثلما كانوا يفعلون.حتى جاء الموعد المحدد
وقفوا جميعم أمامه فى حالة صمت رهيب،كأنهم يتوسلون إليه.يستعطفونه ألا يفعل!