موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

ليلة شتاء عابرة

482

ليلة شتاء عابرة


بقلم المهندس / أسامه أنيس


البرد قارس … لم يمر يوم كهذا من قبل … صوت الهواء يصفر فى الآذان والبخار يتصاعد مع الأنفاس اللاهثة والمتسارعة … الخطى كلها سريعه تحاول أن تصل لمقاصدها لتحتمى من هذا الصقيع القاسى … السيارات تمرق بسرعة وكأنها تسابق الهواء وتعاركه … حتى الكلاب والقطط فى الشارع إختفت … إلا قطة مسكينة ظلت تموء برداً وألماً تتوسل أن يتاح لها مأوى .. الأجساد ترتعش والأسنان تصتك …أى ليلة هذه ؟
فجأة … بدأ البرق يشق السماء ثم رعد مدوى ولم تمر لحظات حتى انفتحت السماء بمطر كالسيل … الكل يجرى بسرعة والخطى القليلة إختفت … أعمدة الإنارة بعضها مطفأة والضوء ضعيف والهواء لا يتوقف … أصبح السير مستحيلاً … سكت مواء القطة … بعض الأقدام المارة أسرعت لمداخل أحد العمارات … كانوا رجلين وأمرأة لا يعرف أحد منهم الآخر
الدقائق تمر بطيئة والهواء لازال عنيفاً … صفير الشجر يصرخ فى الآذان وعاد مواء القطة وكأنه إشارات توسل لا يسمعها أحد وسط دوى الرعد …. لا أحد فى الشارع … فجأة وكما ظهر البرق ظهر شاب شبه عارى يجرى وسط الماء … يجرى فى كل إتجاه ويطلق صوتاً غريباً … يتحرك بسرعة وسط برك المياه وكأنه يؤدى رقصة غريبة … كان كل جسده يتحرك ويهتز … جسده يلمع تحت ضوء أعمدة الإنارة الضعيف ومياه المطر … يرتفع رأسه للسماء ثم ينظر إلى الأرض ثم تدور رأسه حول عنقه … يجلس ثم يعاود الوقوف … صوته وصرخاته التى علت بدت كمواء القطة … لا يمكن تبين ملامحه فالضوء ضعيف حتى حين تبرق السماء فالوميض بارق لا يكفى … رقصته أو رعشته وكأن سلك كهربى يلامس جسده فينتفض ويتلوى
عند مدخل العمارة وقف البواب وزوجته والرجلان والمرأة يرقبون الراقص العارى بإستغراب شديد … المشهد وكأنه أحد مشاهد السينما البالغة الروعة … مرقت سيارة مسرعة بجوار الشاب العارى وأضاءت المشهد أثناء مرورها وأضافت إيقاعاً جديداً حين أزاحت المياه الراكدة على الأرض وكأنها موجة عاتية تتوجه نحو الشاب وتلطمه … (البواب يضحك) .. لحظات صمت قطعها دوى الرعد
البواب : (منادياً) يا رجل توقف عما تفعله وتعال هنا
المرأة : هنا لا (بحسم وحدة) كيف وهو عارى بهذا الشكل … هنا وسط سيدات واقفة ؟!
رجل 1 : مجنون أبن مجنونة … ربما يريد لفت الأنظار له أو بطنه تؤلمه (يضحك)
رجل 2 : أنظار من ؟ … ليس فى لشارع سواه … (ينادى) أنت يا أخ …
زوجة البواب : يا أستاذ هو كما ولدته أمه ( المرأة ترمق رجل 2 بنظرة لوم)
يتلوى الشاب الراقص العارى وسط بركة ماء ويسقط على ركبتيه …. رعشات متقطعة تصدر عنه … يداه تنسحب من أعلى لتحتضن ساقيه وتضمهما إلى صدره
المرأة : هذا فاجر منحط بلا خلق … أين أهله ؟! … كيف يخرج للشارع بهذا بالمظهر ؟
رجل 1 : قلت من البداية أنه يلفت الأنظار
زوجة البواب : حتى القطة توقف صوتها … لا صوت إلا هذا الصادر منه
البواب : يمكن عفريت أو من الجن … حركاته غريبه وصوته غريب ويتنفض وكل جزء منه يترعش ويترقص …. أقطع ذراعى إن لم يكن ملبوس
سكت مواء العارى … بدء المطر يتوقف وبدأت حركة الرجل تتوقف معه … لم يعد هناك صوت إلا صوت الهواء ونقاط عالقة بأوراق الشجر تتساقط …
المشهد سكن تماماً … بدا الآن كئيباً حزيناً صامتاً يخلو من الإيقاع والمتعة التى كانت تحملها صورة الراقص العارى وحركاته الراجفة وموائه … بدأ يميل فى جلسته حتى رقد على جنبه وسط الماء وقدماه لا تزال قرابة صدره بلا حركة
عند مدخل العمارة الواقفون يتأهبون للمغادرة والبواب يستعد لإطفاء الأنوار وإغلاق الباب
رجل 1 : لما توقف … ألا يرقص إلا تحت المطر ( يضحك ضحكة سريعة ثم يصمت)
زوجة البواب : هده التنطيط والرقص
رجل 2 : (بصوت قوى) يبدو أنه مات
دوت الجملة بقسوة بالغة وساد بعدها صمت هائل … تسمروا فى أماكنهم … لم ينتبه أحد إلا لمشهد رقصته ورعشته وحركته المجنونة … فكروا وقالوا كل شىء ولكن أحدا لم يفكر فى أنه فى لحظاته الأخيرة …. لم يفكر أحد فى أنه يموت
أطفأ البواب الأنوار وأغلق الباب … وانطلق الرجلان والمرأة كلُ يعبر فى طريقه والقطة عادت تموء … كل شىء عاد كما كان إلا الراقص العارى … معذرة … إلا كومة فى الشارع للميت العارى

التعليقات مغلقة.