لَبسٌ إعرابي من الواجب إزالته ..”وإن الوصلية” بقلم د.وجيهة السطل
يقول ابن الرومي في رثاء ابنه الأوسط :
وإني (وَإِنْ)مُتِّعتُ بابنيَّ بعده
لذاكره ما حنَّتِ النيبُ في نجد
ويقول زهير ابن أبي سُلمى:
ومهما تكن عند امرئٍ من خليقةٍ
(وَإِنْ)خالها تخفى على الناس تُعلَمِ
ويقول أبو العلاء المعري:
وإني (وإن) كنت الأخيرَ زمانُهُ
لآتٍ بما لم تستطعْه الأوائلُ
ويقول كعب بن زهير:
كلُّ ابنِ أنثى( وإن ) طالت سلامته يومًا على آلةْ حدباءَ محمول
تشترك الأبيات الأربعة السابقة،بورود ( وَإِنْ ) مسبوقة بناسخ في بيتين : وإني ، وباسم شرط جازم في بيت زهير وبصدر الجملة الاسمية المبتدأ في البيت الأخير.
■ خبر إنَّ في بيت ابن الرومي مقترن باللام المزحلقة :
لَذاكرُه
وخبر إنَّ في بيت المعري أيضًا مقترنٌ باللام المزحلقة :
لَآتٍ.
وجواب الشرط الجازم لِ (مهما) هو : تُعلَمِ.
وخبر المبتدأ في البيت الرابع جاء آخر كلمة في البيت:
محمول.
فما هو دور ( وَإِنْ ) في الأبيات الأربعة؟
إِنْ هذه ليست الشرطية. بل (وإن) تعرب معًا وصليَّة، الواو حاليَّة ، إن زائدة. والجملة بعدها حالية. والتقدير كمايلي :
إني متمتعًا بابنيَّ بعده لَذاكره
إني كائنًا الأخيرَ زمانُه لآتٍ.
مهما تكن عند امرئ من خليقةٍ ظانًّا أنها خافية على الناس تعلمِ.
كيف نعرف هذه الواو الحالية وإن الزائدة معها،فلا تلبس بإن الشرطية ؟
الأمر بسيط يحتاج إلى شرح معاني الجملة الواردة فيها(وإن) على أساس الشرط؛ فإن لم يستقم المعنى مع العقل السليم، فلا نجد نقيض معنى الجواب حين نأتي بنقيض الشرط ،تكون الواو حالية، وإن زائدة . ولنطبق
هذا عمليًّا على الأبيات الأربعة .
١-وإن كنت الأخير زمانًا لآت بالعجب الذي لم يستطعه الأوائل .
حسنًا لو عكسنا معنى الشرط فقلنا : ولو كنت الأول زمانه . . لما قدرت على شيء !!!! أم لفعلت من المعجزات أكثر ؟؟؟ .طبعاً المراد المعنى الثاني .
٢-وإن كان أخواه ابناي معي بعده لذاكره طوال العمر . حسنًا لو فقدت أخويه هل سأنساه ؟ طبعًا ليس هذا المراد .
٣- وإن خال الخليقة تخفى فهي تعلم . حسنًا وإن خالها ظاهرة لاتعلم ؟طبعًا لا .
-وإن طالت سلامته سيحمل إلى قبره، طيب إن قصرت سلامته هل سيخلد؟
جزيتم خيرًا كثيرًا . وأعتذر إذ أطلت عليكم.
التعليقات مغلقة.