” لُغَةُ الحُب “بمؤسسة صهيل خلال الإحتفال بالشاعر جاسم الصحيح بعد قصيدته “أميل نحوك”
لُغةُ الحُب …للشاعر ثروت سليم
كتبتُ للحُبِ حتَّى يعشَقَ الناسُ // فالحَرفُ مِن لُغتي سِحْرٌ وإحسَاسُ
والحُبُ سِرُ جمَالِ اللهِ في لُغةٍ // عُظمَى.. تجمَّلَ منها التبرُ والمَاسُ
والأبجديةُ سِرُ الحُبِ في لُغتي // فالشوقُ حِبرٌ.. وخدُ الوَرْدِ قِرطَاسُ
فكَم عَشِقْتُ وبَاتَ اللَّيلُ يَسهرُ بي // كأنني في هَجيعِ الليلِ نَوَّاسُ
دَقَّتْ على بابِ قلبي ألفُ فاتِنَةٍ // كأنَّما نَبَضَاتُ القلبِ .. أجراسُ
وكَمْ مِن الحُبِ ما يُشقيكَ صَاحِبُهُ // يَقسو وقلبُكَ رغمَ الحُزنِ مَيَّاسُ
الحُبُ أجمَلُ سِرٍ بَاحَ في خَجَلٍ // لولاهُ ما الوردُ يَغفو عندَّهُ الآسُ
لولاهُ ما كان بيتُ اللهِ علَّمَنا // حُسْنَ الجِوَارِ.. وخَلْفَ البيتِ قُدَّاسُ
الحُبُ كالدينِ أخلاقٌ لها قبَسٌ // وتعرف الناسَ ..من أخلاقِها الناسُ
والحُبُ يَجمَعُ أهلَ الأرضِ قاطِبَةً // وكَم مَضى فوقَ هذي الأرضِ أجنَاسُ
عَاشوا .. فمَاتوا وظلَّ الحُبُ مُجتمِعاً // فينا كأنَّ كتابَ الحُبِ مِقيَاسُ
يَا أيُها القلبُ.. يا طِفلا يُوَرِّطُني // عِشقاً وأنتَ أمَامَ العِشقِ حَسَّاسُ
خَفِّفْ مِنَ الشَوقِ إنَّ العُمْرَ يَسرِقُنَا // لم تأتِ بعدَ خريفِ العُمْرِ إيناسُ
وسِرْ بدربِكَ نَحو اللهِ في قَبَسٍ // فالحُبُ في اللهِ ميثاقٌ ..ونِبرِاسُ
واكتُبْ وصيتَكَ السمحَاءَ في لُغَةٍ // ترقى فللحرفِ عندَ اللهِ حُرَّاسُ
وأكتُبْ قصيدتَكَ العَصمَاءَ شَامخة ً // تَسمو فلشِّعرِ مثل العطرِ أنفاسُ
يا أيُها النَّاسُ إن الحُبَ ساقيةٌ // شهدُ القلوبِ وخمرُ الروحِ والكَاسُ
توبوا إلى ربكم فالحُبُ مَغفرِةٌ // مِن الذنوبِ ودونَ الحُبِ إفلاسُ
واستغفروا اللهَ مِن حِقدٍ ومِن حَسَدٍ // والحَاسدونَ لخَلْقِ اللهِ أنجَاسُ
والهَائمونَ بحُبِ اللهِ قد وصلوا // مَا هزَهُم عن طريقِ اللهِ وَسواسُ
وهنا قصيدة الشاعر جاسم الصحيح (أميلُ نَحوكِ )
أميلُ نحوكِ أغدو قابَ أنفاسِ
كما يميلُ نُوَاسيٌّ على الكاسِ
وألمحُ الحبَّ في عينيكِ يغمزُ لي
فهل أُلامُ إذا استعجلتُ إحساسي؟
ملأتِني بكِ حتى مَسَّني خَجَلٌ
من فرطِ ما غازلَتْني أَعْيُنُ الناسِ
ما عاد يملأُ رأسي خمرُ دالِيَةٍ
صُبِّي جمالَكِ حتى يمتلي راسي!
كلُّ النساءِ أحاديثٌ بلا سَنَدٍ
وأنتِ .. أنتِ .. حديثٌ لابنِ عبَّاسِ
أميلُ نحوَكِ والتنصيصُ يجذِبُني
حتى أَشُدَّ على التنصيصِ أقواسي
إذا انتشَيتُكِ فَرَّتْ روحُ زَنبَقَةٍ
من قبضةِ الحَقْلِ وانحلَّتْ بأنفاسي
وإن كتبتُكِ خِلتُ الشَّهْدَ مُفتَرِشاً
صدرَ الكنافةِ حبري فوق كُرَّاسي
فأشتَهيكِ إلى أن أنثَني نَهِماً
أكادُ آكلُ أوراقي وقرطاسي •
التعليقات مغلقة.