مأساة إدلب… مدحت عبد العليم بوقمح الجابوصى
(مأساة إدلب)
شعر / مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
كم قد نظمتُ عقوداً لايقومُ لها…..هذا الزمانُ ولم تذهب معانيها
حرُّ القوافي وكم هزَّتْ محافلَها….مثلُ الغيوثِ وقد هزَّتْ أراضيها
تروي النفوسَ وتسقي كلَّ ذي ظمإٍ….أوتُصبحُ السيلَ تُغرقُ من يُعاديها
كم قد كساني إلهُ الناسِ سابغةً…… فبتُّ منهُ بنُعْمى لا أجازيها
لو تعلمونَ رأيتم كلَّ منزلةٍ……دوني وكنتُ بذي الأحياءِ زاكيها
إنْ يمنعِ اللهُ عني ما بهِ حظِيَتْ……زمرٌ فعندي أيادٍ لستُ أُحصيها
أفدي العروبةَ أفدي شعبَها بدمي…… وإنْ جفاني من الأحياءِ جافيها
ما أشرفَ العُرْبَ مجموعاً برايتِهِ……وأعظمَ العُرْبَ لو دعَّتْ أعاديها
وأهونَ القومَ إنْ ضِيموا وإنْ ظُلِموا……من الأعاجمِ أو حِيفتْ أراضيها
والذلُّ شيمةُ أهلِ الضعفِ من وهنوا…… ما للضعيفِ سوى ذُلٍّ بناديها
واللهُ أكبرُ ممن في بريَّتِهِ……والعزُّ باللهِ فاطلبْ عزَّ باريها
واليومَ يومُ بني العربانِ لو علموا….. أنَّ العروبةَ جَرحَى من يداويها
بل أصبحتْ ثكلى كم قد بكتْ ولداً….من يمسحُ الدمعَ عنها من يواسيها
ذي إدلبُ الشامِ قد سِيقتْ لها أُممٌ….ياقاتلَ اللهُ من ساموا أهاليها
أرى العلوجَ بهذي الدارِ واطنةً…والعُرْبَ نازحةً. مما يُداهيها
البعضُ مُنتفعٌ والبعضُ ُمغتصبٌ…..والبعضُ يسعى إلى إدلب ليحميها
ما ساقهُ الحُبُّ للعربانِ بل جزعٌ……على الحدودِ وأنْ تُوهى أراضيها
مأساةُ سوريا غدتْ واللهِ مُبكيتي…..والصمتُ يملأُ أكواني ويكفيها
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
التعليقات مغلقة.