مؤسساتنا الدينية الرسمية
د. علي زين العابدين الحسيني
تنتشر منصات إعلامية خارج الإطار القانوني، وأسوؤها ما يتعلق بثقافة الناس أو توجيههم لمنهج محدد من المناهج الدخيلة على مجتمعاتنا، وقد باتت هذه المنصات متخصصة في مهاجمة المؤسسات الدينية الرسمية ورموزها، وتعكس أفعالهم الحالة المعوجة التي يعيشونها، فلديهم مشروعٌ مريب أساسه الإساءة لرموز الدين؛ لأن الهدف الأسمى من الإساءة لهم هو إسقاط الوسطية، على أنّ هذه المحاولات البائسة لن تضعف تأثير المؤسسات العريقة التي تتسم بالموضوعية في نشر الفكر الوسطي، ولن تلغي دورها المحوري في توجيهِ الناس في القضايا المصيرية، وإفشالِ تلك المخططات التي تتبناها الجماعات المتطرفة، ومما يثلج الصدر -وقد بدا ذلك- التفاف جمهور الناس حول مؤسساتهم الدينية، ولعلّ الجميع شاهد جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب وكيف حظي بالتقدير، وهذا يدلّ على عمق ارتباط الجماهير بمؤسساتهم؛ لأنهم يشعرون فيها ومعها بالأمان، وهو من البراهين الناصعة كذلك على أنّ أغلب الناس صاروا ملمين بقيمة الوسطية وضرورة الاصطفاف الوطني، وأصبحت العامة تستقي فتاويها من الجهات المتخصصة.
التعليقات مغلقة.