موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“مئة ليلة وليلةالليلة الثامنة”ثورة الأواني الفارغة _الجزء الثاني بقلم/نجوى عبد الجواد

54

ليتني لم أبق لهذا اليوم، ليتني كنت تحت الأنقاض مع صديقتي وزوجها وأخواتي، اختارتني جهاد للعب في مدخل البيت، كان سيف بالخارج، نحن فقط من نجونا!، سيف وجهاد، وأنا! صار سيف ابن العشر سنوات مسئولا عن جهاد وعني! صرنا ثلاثتنا في الشارع، ثم في خيمة لاتقينا برد الشتاء ولا حر الصيف. أشتاق إلى لعب جهاد بي، أشتاق لأليفتي وأليفي، أشتاق لأخوتى وإلى الطقم الآخر القابع بجواري بلا حراك!، إلى المطبخ، إلى رائحة الطعام. يحملني سيف كل يوم ليوضع بداخلي القليل من الطعام الذي يتنازل عنه لجهاد. أحببت سيف أكثر من قبل، أراه أبا وأما للصغيرة، ملامحه طفل وقلبه شيخ. ترك جهاد مع جارته في الخيمة وصحبني أملا في العثور على طعام. الجوع يضرب المدينة، ليس المهم أن يأكل المهم ألا تجوع جهاد أمانة والديه ومن تبقى من أسرته. رفعني لأعلى معلنا عن فرحته بتحليق الطائرات فوقه، لابد أنها ستسقط لهم مساعدات، يشعر بالمهانة لكنه مضطر، إنه يحتاج فقط ما يشبع جهاد. مستمر في رفعي لأعلى، الأمل قريب والطائرات تقترب، وجهاد ستأكل، وجدت نفسي فجأة قد هبطت من أعلى نظرت لصاحبي ،لعينيه، نظراته لاتترجمها كلمات. التفت فإذا بالطعام بعيدا بعيدا، يلقى في البحر! فارغة وضعني وجلس يصرخ من ألم في قدميه،و الألم بداخله أشد. جهاد تتضور جوعا، لن أعود بغير طعام، ربما يجود هذا البحر القاسي، ربما تجود السماء، لن أعود مهما مكثت. يحتمي بي من البرد مع حلول الظلام ثم يرفع غطائي ويضعني على وجهي ويضع رأسه فوقي وينام.
يا وحدنا في هذا العالم الكئيب، الحزن رفيقنا والموت يطاردنا بقسوة والعالم يتفرج!
حملت رأسه بحنان ووضعتها فوق ذراعه واتجهت نحو البحر الذي يقسو علينا بموجه العالي. أخذت أصرخ وأصرخ وأنادي :يا أواني العالم، أيها الجماد في كل مكان، اسمعوني.
تفاجأت بإشارات من هنا وهناك وأصوات تجيبها :سمعنا صرخات مابكِ؟
أصيح بأعلى صوتي :عشنا جمادا لا حيلة لنا وعاش هذا الكائن يحكمنا ويسخِّرنا بالحق والباطل.
معك حق وبخاصة نحن الأواني. ترد إحداهن.
أكمل :لكن هذا الإنسان طغى وتجبر وسفك الدماء ويتّم الأطفال ورمَّل النساء انظروا أشير إلى سيف صديقي خير مثال، دمروا بيته، قتلوا والديه، يتضور جوعا وأخته وبلدته كلها.
أسمع صوت بكاء الأواني ونقمتها على ما يحدث. تتساءل إحداهن :ماذا بإمكاننا أن نفعل؟ نحن جماد ضعيف.
لسنا ضعافا. صحت فيها، نتحد ونرفض خدمتهم.
وبعد؟
ربما يعودون لصوابهم، ربما يشعرون بصورتهم البشعة التى صاروا عليها، ربما وربما.
سنطرح الفكرة على عالم الجماد ونأخد الأصوات. تقول إحدى الكبيرات.
ألا يكفي أصوات الأنين؟! ، ألا يكفي أصوات اليتامى و المشردين؟! ، ألا يكفى أنّات الجوعي والمعوزين؟!، لنتقدم نحن ويتراجع البشر.
الأمر ليس سهلا ترد الكبيرة. الإنسان يملك مالا نملك، إنه يسخِّرنا بعقله.
أين هذا العقل؟! لقد فقد العالم عقله، ومن قبله قلبه،أيتها الأواني يجب ألا يجدونا في خدمتهم، يجب أن يشعروا بالجوع كما يشعر سيف وبلدته. أيها الجماد عامة تمرد على هذا الكائن القاسي. تخلصت الأواني من أغطيتها استيقظ العالم على الأواني وهي تجوب الشوارع في مدن العالم الكبرى وخلفها من ينوب عن كل جمادات الكون معلنة رفضها التبعية لهذا الفاقد لإنسانيته مقررة أن تحكم هي العالم حتى يعود لهذا الكائن عقله. يشعر الإنسان بالخطر ويقرر من يدّعون أنهم كبراؤهم الاجتماع لبحث هذا الخطر الكبير وينقسمون في الرأي كالعادة، يستمر الاجتماع ويستمر زحف الأواني وأتباعها ويحيطون بهم في مقر اجتماعهم . يتململ سيف، يوقظه البرد الشديد، يبحث عني، لا يجد سوي الغطاء. أفيق من شرودي على صوت ارتطام سمكات يلقى بها صياد فقير رآني وسيف ورق لحالنا فآثرنا بما اصطاده كله!
أقبل سيف وأمسك بي، إذا كنت لم تر فرحة تائه في الصحراء نفذ منه الماء واقترب من الهلاك وإذا برحمة الله تدركه وإذا هو محاط بأهله وأحبابه فانظر في عيني سيف. يرى أمامه جهاد وقد شبعت بعد جوع، مزيج من الفرحة والألم، ينظر للسماء بعيون شاكرة، يتردد صوته المبلل بالدموع في الفضاء حوله أسمعه بقلبي و أشاركه بدموعي :أعلم أنك الرحيم وأنك العظيم، وأنك الكريم، نسينا البشر لكنك لم ولن. تخلي عنا الأهل والأخوة لكنك لم ولن. جففت دموعي بعد أن جفف سيف دموعه وانطلقت معه نجري سويا كأننا على بساط الريح. يصرخ :الطعام يا جهاد، لن تموتي يا حبيبتي أنا قادم.أنا قادم. أصحِّح له: نحن قادمان يا جهادنحن قادمان. ينهي بروفسور محمود قصة منتصر وسط نقاش موسع حول مصير ثورة الأواني الفارغة وعن علاقة الإنسان بالجماد وعن صمت العالم إزاء تجويع شعب. امتدت الندوة لوقت متأخر إلى أن استوفي الحضور النقاش وكان الشكر منهم لبروفسور محمود وكان الوعد منه بلقاء جديد وحكاية جديدة من حكايات منتصر بعنوان”سمية”

التعليقات مغلقة.