موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مابعد الصدمة.بقلم.فاديه حسون

87

مابعد الصدمة.بقلم.فاديه حسون

كان مطرُ تلك الليلةِ الظلماء لايشبهُه شيء .. والرّياحُ العاصفةُ بدتْ كوحشٍ هائجٍ آتٍ من بعيد وقد بيّتَ نيّة الافتراس لكل مايصادفه .. تردّدَ النوم كثيرا قبل زيارة أجفاني .. هذه عادتي في مثل هذه الأجواء العاصفة تكون بيني وبين النوم مراوغة تنتهي بإتلافي في اللحظات الأخيرة .. لاأدري كيف غفوتُ في ساعةٍ متأخرة وأنا أتمتمُ بكل ماأسعفتني به ذاكرتي المذعورةُ من أذكار …
كنتُ ليلتها أبيتُ في منزل ابنتي (أم عصمت) في الطابق الأرضي من بناء مكوّن من سبعة طوابق … لم تمضِ ساعةُ حتى شعرت بشيء يقتلعني من مكاني .. نهضتُ كالمجنونة .. أريد أن أثبتَ لنفسي أنه مجردُ كابوسٍ مزعجٍ وسينتهي … لكن المصباح المتدلّي من سقف الغرفة كذّب حدسي وأخذ يتأرجحُ في جميع الاتجاهات .. فكان اليقين سيد الموقف .. إنه الزلزال المرعب الذي كان الهاجس الأكثر رواجا في مخيلتي منذ بداية الشتاء .. هذا الشتاء كان حافلا برقصات منفصلة للأرض التي يبدو أنها كانت تستعد للرقصة الأخيرة … صرختُ بأعلى صوتي : ياالله .. أحفادي عصمت .. علي .. ابنتي .. ريّان الصغيرة .. إنهم في الغرفة المجاورة .. انقطع التيار الكهربائي .. وتُهنا نبحث عن جوالاتنا للإنارة .. فالظلام أعمى العيون والقلوب .. وأنا أحاول أن أتلمّسهم فردا فردا … ضاعت مني طاقة الاطمئنان التي اعتدتُ أن أُظهرَها في حالات الرّعب كي أجتثّ ذعر من حولي .. فالمشهد كان أعظم من أية فلسفة .. والتفكير كان مركّزا فقط في كيفية إنقاذ عائلتي من موتّ شبه حتمي .. سمعت صوت طقطقةٍ مرعبة آتيةٍ من فوق .. أيقنت أن البناء بدأ بالانهيار … في هذه الثواني كنت أدفع الأولاد بيدٍ.. وبالأخرى أضم صغيرتي بجسدها الغض الدافئ وعينيها الرامشتين حيرةً وفزعا .. بينما ابنتي كانت تبحث عن شيء يستر رأسها .. أصوات الأقدام على سلالم المبنى التي ترافقت مع أصوات الصراخ والعويل لاتزال تتردّد في مسامعي حتى اللحظة ..
في الخارج ثمة شيء أشبه بيومِ الحشر …لكنني أدركت حالا أنها ليست القيامة .. فلم أجد أمًّا تخرج وتنجو بنفسها بدون أن تتأبّط أطفالَها ولم أرَ مرضعة تذهل عمّا أرضعت … لكن الناس كانوا كالسُّكارى ..
تواطؤٌ مفضوحٌ كان بين السماء والأرض والطبيعة .. مطرٌ وابلٌ .. رياحٌ عاتية .. رعدٌ مزمجرٌ وأرض هائجة ترجفُ بكل ماأوتيت من غضب ..وانقطاع التيار الكهربائي الذي أفرز ظلاما غير مسبوق .. والناس مستسلمون لأمر الله الواقع …
صعدنا سيارة أحد الأقرباء ونأينا بأنفسنا إلى مكان خالٍ من الأبنية الطابقية .. وبدأت سيارات الإسعاف تزمجر منذرة بخطورة الحدث ..
منذ يوم الزلزال وحتى اليوم وأنا أحاول العثور على بعضٍ من أبجديتي التي دُفنت تحت أنقاض الفاجعة .. مع أولئك الذين قضوا وانقطع أنينُهم رويدا رويدا ..

وكم من أحبّةٍ كان ذاك التاريخ آخر ظهور لهم على مواقع التواصل الاجتماعي

زلزال 6/2/2023 تاريخ لن يمحى من الذاكرة

التعليقات مغلقة.