أيقونة الطيبة والبساطة مات قوم وما ماتت مكارمهم
ماتت الخالة ظريفة وكانت أيقونة ورمز البساطة والطيبة
كانت كأرض مصر السمراء كلها عطاء ورضا وصبر واجتهاد وابتسامة وطيبة
الحجة ظريفة نموذج لكل ماهو جميل رحمها الله
ماتت السمراء الطيبة بنت مصر السمراء الطيبة
كتب / عصام القيسي
تصحو مع تباشير الصباح ومع زقزقة العصافير ومع نسيم الصبح العليل وكأنها تشارك الكون الجميل والصباح الرائع نسماته وبركاته وأحلامه وآماله.
تجلس القرفصاء ، تفترش الأرض بابتسامة وضحكة لايمكن وصفها و تبيع الخضار بكل بساطة وهدوء وضحكة ووجه طلق .
رغم جلوسها كانت لاتنتظر أن تلقي عليها الصباح بل كانت تبدأ بالصباح بصوت عالي جهوري ( صباح الجمال ) ( صباح الخير ) ( صباح الرزق ) ( نهارك أبيض ) ( يومك جميل ) ( فينك مابتبانش ليه ) ( صباح الخير ياقمر )
تنطلق ضحكاتها وصوتها الرنان في هدوء الصباح ومع بدء خروج الناس لأرزاقهم لتضفي البهجة والسرور والتفاؤل رغم معاناتها إلا أنها كانت كالنسمة العليلة .
هي مثال لأرض مصر السمراء الطيبة تجود بالعطاء وتحتضن بالحنان وتمنح بالطيبة .
بسيطة بساطة الأرض الطيبة معطاءه بلاحدود ترضى بأقل القليل لم نرها يوما عابسة رغم مافيها .
كنا نسافر لاصقاع الأرض شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وننسى كل شيء لنعود وعندما نراها تحتضننا في أمومة فائقة لاتنتظر شيئا أبدا .
وأهم ميزاتها أنها عفيفة النفس جداً ، مجتهدة ، صبورة ، جميلة ، رائعة ، لاتكل ولاتمل ،ولاتترك أبدا الإبتسامة والضحكة التي تجلجل في المكان وفي الميدان الذي كانت فيه منذ الصباح الباكر ولاتبرحه إلا عندما تشتد الظهيرة ويشتد الحر .
ووجهها دافىء في صقيع الشتاء – بارد منعش في قيظ الحر
ومع اليوم السبت الثاني من سبتمبر آب أبت الحجة ( ظريفة ) إلا أن تغادر دنيانا إلى باريها موت مفاجىء نزل كالصاعقه لكل محب للحياة والأرض الطيبة السمراء .
ماتت الحجة ظريفة التي نظم فيها الشعراء شعرهم والقاصة قصصهم والأدباء أدبهم وهي جديرة بذلك ، ماتت واخذت معها الضحكة والطيبة والبساطة
ماتت السمراء بنت الأرض السمراء
الله يغفر للحاجة ظريفة ويرحمها ويوسع في قبرها .
التعليقات مغلقة.