مات الصغير ببرده
الشاعر محمد عبد الرحمن كفرجومي
- مات الصغيرُ ببرده.
١-البردُ هاج وزمجرا
عن نابهِ قد كشَّرا..
٢-ورأيتُ طفلاً هائماً
يمشي وينظرُ للورا
٣-ناديته:ياطفلُ يا
من في الطريقِ تبخترا
٤-ياطفلُ جسمُكَ غَطِّهِ
اِلْبس ثياباً أكثرَا..
٥-الجوُّ هذا باردٌ
أوَما تُحِسُّ أما ترى؟!
٦-اذهب لبيتك مُسرعاً
فالثلجُ قد ملأ الذُّرا..
٧-فرنا إليّ بنظرة
محزونَةٍ متكدِّرا..
٨-وأجابني لكن بلا
نطق،ٍ بِصمتٍ عبَّرا:
٩- من أين لي ياسيّدي؟!
بيتي هُنالكَ دُمِّرا..
١٠- ما عاد لي من مسكنٍ
أوي إليهِ كما الورى!!
١١-وأبي وأمّي أصبحا
في جنَّةٍ ممَّا جرى.
١٢- مما جرى من هجمةٍ
للظالمين على القُرى!!
١٣-و نزحتُ من بلدي التي
كانت جمالاً مُزهِرا..
١٤-لاثوبَ عندي أرتدي
جَسَدي مِنَ البردِ اهْتَرا..
١٥- من ثمَّ لاذَ بِحائطٍ
من بردِهِ ، وتكوّرا..
١٦-ياليتني ..ياليتتي
ما شفتُ هذا المنظرا..
١٧-وحضنتُه،دمعي على
خدّي كشلّالٍ جرى!!
١٨- وحملتُهُ أجري بِهِ
مُتعثِّراً مُتَكدِّرا..
١٩- لكنّما أنفاسُهُ
خمدت وذُبتُ تأثُّرا..
٢٠-مات الصغيرُ ببردِهِ
وارتاحَ مِن ظُلْمِ الورى!!
٢١-مِن يومِها لمّا تَذُقْ
عينايَ طَعماً لِلْكَرى!!
*القصيدة لها بقية.
السبت ١٤٤١/٦/٢٨ هج.
٢٠٢٠/٢/٢٢ م.
الله علي رقة وعذوبة أشعارك شاعرنا الكبير الراقي
سلمت أناملك أستاذنا