موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

ماذا تعرف عن فرديناند فوش … طارق بدراوي

659

فرديناند فوش …طارق بدراوي

فرديناند فوش جنرال وكاتب عسكري فرنسي خدم في الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الأولى وإختير مارشالا لفرنسا في عام 1918م بعد فترة قصيرة من بداية هجوم الربيع وهو الإسم الذى أطلق علي محاولة المانيا النهائية لكسب الحرب وإختير فوش أيضا قائدا أعلى لجيوش الحلفاء وهو المنصب الذي شغله حتى يوم 11 نوفمبر عام 1918م عندما وافق على طلب المانيا للهدنة وإنهاء الحرب وقد ولد فريناند فوش في يوم 2 أكتوبر عام 1851م في بلدة تارب وهي بلدة صغيرة تقع في إقليم البرانيس العليا بجنوب غرب فرنسا قرب الحدود الفرنسية الأسبانية لعائلة كاثوليكية متدينة ويشير الإسم الأخير لفريناند إلى أصل عائلة والده الموظف الحكومي من قرية فالنتين الواقعة في إقليم جارون العليا جنوب غرب فرنسا أيضا والذي يعود بأصوله إلى منطقة ألزاس شرقي فرنسا في القرن السادس عشر الميلادى وإلتحق فوش بإحدى المدارس في بلدة تارب وبمدرسة أخرى تقع في مدينة روديز جنوبي فرنسا والتي تقع في إقليم أفيرون والذى يقع في منطقة البرانيس الوسطي جنوبي فرنسا ثم إنتقل إلي إحدى المدارس في بلدية جوردان بوليجنان ثم إلتحق بكلية القديس ميشيل اليسوعية في مدينة سانت إتيان التي تقع في شرق وسط فرنسا قبل أن ينتهي به الحال أخيرا في كلية القديس كليمينت اليسوعية في مدينة ميتز شمال شرق فرنسا والتي تعتبر مدينة حدودية حيث تقع قرب الحدود الفرنسية الألمانية وأصبح شقيقه قسا يسوعيا الأمر الذي يعتقد أنّه لعب دورًا في إعاقة ترقية فرديناند فوش في الجيش الفرنسي إذ إتخذت الحكومة الجمهورية الفرنسية موقفا مناهضا للسلطات الدينية وفي سن 19 عاما إنضم فوش عند إندلاع الحرب الفرنسية البروسية عام 1870م إلى فوج المشاة الفرنسي الرابع الذي لم يشارك في القتال وإستمر بخدمته في الجيش حتى بعد إنتهاء الحرب والتي هزمت فيها فرنسا والتي كانت قد حشدت قواتها وأعلنت الحرب علي بروسيا في يوم 19 يوليو عام 1870م فبدت بمظهر المعتدي أمام الأمراء والملوك الألمان فإندفعوا بنداء الوطنية والقومية إلى الإتحاد والتحالف مع بروسيا وقدموا قوات منهم لدعم الجيش البروسي وكان إنتصار البروسيين في هذه الحرب نصرا كبيرا لبروسيا حيث توالت إنتصارات الجيش الألماني بقيادة هيلموت فون مولتكه إنتصارا بعد إنتصار وكانت المعارك الرئيسية في هذه الحرب قد وقعت في شهر واحد بين يوم 7 أغسطس ويوم 1 سبتمبر عام 1870م وهزمت فرنسا فيها كلها وبذلك لم تستمر الحرب طويلا إذ أن الجيش الفرنسي كان في حالة يرثى لها وغير متأهب للقتال وأسلحته قديمة نسبيا مقارنة مع الأسلحة البروسية الحديثة بالإضافة إلى الكفاءة العالية للجنود البروسيين والقيادة المتميزة لهيلموت فون مولتكه رئيس الأركان البروسي وخلال أسابيع قليلة نجح هذا الجيش في محاصرة الجيش الفرنسي فيما يعرف بحصار ميتز فتحرك الإمبراطور الفرنسي نابليون الثالث لنجدته فإندلعت معركة سيدان التي إنتهت بهزيمة الجيش الفرنسي وتم أسر نابليون الثالث ونقله لبروسيا وبعد أن علم الفرنسيون بأن نابليون الثالث قد أسر في المعركة وأن جميع القوات الفرنسية أسرت وان الطريق أصبح مفتوحا إلى باريس قام الفرنسيون باسقاط نظام الإمبراطورية الفرنسية وتأسيس الجمهورية الفرنسية وتشكيل حكومة الدفاع الوطني الفرنسية .

وفي يوم 19 سبتمبر عام 1870م وصل الألمان إلى باريس وحاصروا المدينة وإستمر الحصار لأكثر من أربعة أشهر وفي يوم 5 يناير عام 1871م بدأ الجيش البروسي في قصف المدينة وإنتهي الأمر بأن إستسلمت باريس في يوم 28 يناير عام 1871م واضعةً بذلك نهاية للحرب وأمضى نابليون الثالث فترة قصيرة بالسجن في المانيا ثم نفي لإنجلترا التي عاش وبقي فيها حتى مات وكان أبرز ما ميز هذه الحرب هو التنظيم البارع على الجانب البروسي والإضطراب الكبير على الجانب الفرنسي وفي النهاية إضطرت فرنسا إلى التنازل عن إقليم الألزاس وجزء من إقليم اللورين وفي عام 1871م إلتحق فرديناند فوش بالمدرسة المتعددة التكنولوجية وإختار فيها تخصص المدفعية وتلقي فوش في عام 1873م على الرغم من عدم إكماله لعملية التدريب تفويضا للخدمة العسكرية بصفة ضابط مدفعية وخدم في فوج المدفعية الرابع والعشرين من الجيش الفرنسي في بلدة تارب برتبة ملازم ويعود ذلك إلى وجود نقص كبير في أعداد صغار الضباط في تلك المرحلة وفي عام 1876م إلتحق فوش بمدرسة سومور لقوات الفرسان بهدف الخضوع للتدريب كضابط فارس في سلاح المدفعية وفي يوم 30 سبتمبر عام 1878م ترقى لرتبة نقيب وإنتقل إلى العاصمة الفرنسية باريس في يوم 24 سبتمبر من عام 1879م بصفة مساعد في دائرة المستودعات المركزية للأفراد في سلاح المدفعية وفي عام 1885م خضع فوش لدورة تدريبية في المدرسة الحربية العليا التابعة للجيش الفرنسي وأصبح في الفترة ما بين عام 1895م وعام 1901م مدربا فيها وخلال هذه الفترة وفي عام 1898م تلقى فوش ترقية إلى رتبة مقدم ثم ترقي مرة أخرى في عام 1903م إلي رتبة عقيد وأصبح بصفته عقيدا قائدا لفوج المظليين الخامس والثلاثين في سلاح المدفعية الفرنسي في مدينة فان الفرنسية ومع أن فوش كان قصير القامة إلا أنه كان معروفًا بقوته الجسدية والعقلية التي جعلته ذا هيبة ووقار وموضع إحترام للجميع كما كان رجلا هادئا قليل الكلام وكان كلامه مترافقًا مع الكثير من إيماءات اليدين التي لم تكن تفهم بشكل صحيح إلا من قبل الأشخاص الذين كانوا على معرفة ولو كانت بسيطة به وكانت عبارة لا وجود للبروتوكول أشهر عبارات فوش إذ كان يفضل التعامل بشكل ودي مع جميع الضباط حيث كان فوش منفتحا للعمل في جميع الأوقات حتى غير النظامية منها من طلوع الشمس وحتى وقت متأخر من الليل فيما عدا أوقات تناول الوجبات عند الظهيرة وعند الساعة السابعة والنصف مساءا وفي عام 1907م تلقي فوش ترقية لرتبة عميد وتولى في نفس السنة قيادة الكلية الحربية الفرنسية وبقي في منصبه هذا إلى أن عين لواءً في عام 1911م وتأثر فوش بالجنرال جوزيف جوفري رئيس الأركان العامة الفرنسية في الفترة ما بين 28 يوليو عام 1911م وحتي يوم 12 ديسمبر عام 1916م بعدما صاغ في عام 1913م خطة الحملة الفرنسية التي تعرف بإسم الخطة السابعة عشرة وفي عام 1913م تولى فوش قيادة الفيلق 20 في مدينة نانسي الفرنسية التي تقع في إقليم اللورين شمال شرق فرنسا قرب الحدود الفرنسية الألمانية .


وعند إندلاع الحرب العالمية الأولي في عام 1914م شارك هذا الفيلق بقيادة فوش في شهر أغسطس من عام 1914م في الإجتياح السريع لالمانيا في يوم 7 أغسطس عام 1914م قبل أن يضطر للتراجع بعد قيام المانيا بهجوم مضاد لكنه تمكن من منع الألمان من الوصول إلى مدينة نانسي الفرنسية وبعد الهجوم الألماني المضاد بدا الجيش الألماني في تنفيذ نسخة معدلة من خطة القائد والمفكر العسكرى الألماني الفريد فون شليفن والتي صممت لمهاجمة فرنسا بسرعة عبر الأراضي الواطئة في هولندا وبلجيكا ولوكسمبورج وكان التعديل هو أن أهملت هولندا وقام الألمان بإحتلال لوكسمبورج بدون أن يعلنوا الحرب عليها يوم 2 أغسطس عام 1914م وطلبوا من بلجيكا أن تسمح لقواتهم بالمرور فيها وصولا إلي فرنسا وكان الرد الطبيعي من البلجيكيين وعلى رأسهم ملكهم البرت الأول هو رفض هذا الطلب بشدة وفي اليوم التالي 3 أغسطس عام 1914م أعلنت الإمبراطورية الألمانية الحرب علي فرنسا وحسب خطة شليفن كما ذكرنا كان على القوات الألمانية الهجوم علي هولندا ثم علي بلجيكا ولوكسمبورج لغرض القيام بحركة إلتفافية كبيرة بغرض تطويق القوات الفرنسية إلا أنه قد تم إلغاء غزو هولندا كما ذكرنا في السطور السابقة كما كانت هناك صعوبة أخلاقية تمثلت في كون بلجيكا ولوكسمبورج دولتين محايدتين وكانت الحكومة البريطانية قد تعهدت بضمان هذا الحياد لكن مع هذا هجمت المانيا علي بلجيكا يوم 4 أغسطس عام 1914م فيما عرف بإسم معركة لييج والتي تم إعتبارها المعركة الأولي في الحرب العالمية الأولى والتي إستمرت حتي يوم 16 أغسطس عام 1914م عندما إستسلم الحصن الأخير في بلجيكا وفي اليوم التالي قامت حكومة بريطانيا بإعلان الحرب على المانيا لإنتهاكها حياد بلجيكا وذلك بعد الرد غير المرضي للإنذار البريطاني الموجه لالمانيا في أن تبقى بلجيكا محايدة وفي يوم 7 أغسطس عام 1914م عبرت أولى الوحدات البريطانية القنال الإنجليزى وخطت على الأرض الفرنسية أولي خطواتها لمساعدة حليفتها فرنسا وقد لقي الألمان من البلجيكيين مقاومة أكبر بكثير من المتوقع صحيح أن مدينة لييج قد سقطت يوم 5 أغسطس عام 1914م إلا أن المقاومة في القلاع المحيطة بها إستمرت لمدة عشرة أيام أخرى وبالإضافة إلى ذلك قام البلجيكيون بتخريب سككهم الحديدية مما أدى إلى تعطل الإمدادات الألمانية وبالتالي إلى تعطل الهجوم الألماني ولم يتوقع الألمان هذا الأمر لذا فقد تأخروا وردوا بعمليات إنتقامية منظمة على المدنيين مما أدى إلى مقتل ما يقرب من 6 آلاف من غير المقاتلين البلجيكيين من بينهم نساء وأطفال وحرق 25 ألف منزل ومبنى وفي البداية كان الألمان ناجحين للغاية لا سيما في معركة الحدود مابين يوم 14 وحتي يوم 24 أغسطس عام 1914م ولحسن حظ الألمان لم يقدم الفرنسيون مساعدة فعالة للبلجيكيين وفي يوم 23 أغسطس عام 1914م تم إحتلال مدينة نامور البلجيكية بإقليم والونيا البلجيكي الذى تحده فرنسا من الغرب والجنوب وصار للألمان حرية كبيرة في تنفيذ خطة شليفن والهجوم على فرنسا ومع ذلك لم يتم إحتلال بلجيكا بشكل رسمي إلا بسقوط ميناء أنتويرب البلجيكي الذى يقع علي بعد عدة كيلو مترات من الحدود البلجيكية الهولندية في يوم 9 أكتوبر عام 1914م وإستمر الألمان في تقدمهم لكنهم هزموا من قوات الحلفاء في معركة المارن الأولى التي وقعت ما بين يوم 6 ويوم 12 سبتمبر عام 1914م شمالي فرنسا بالقرب من نهر المارن أحد روافد نهر السين حيث أوقف الفرنسيون بمساعدة القوات البريطانية التقدم الألماني شرق باريس والتي تسببت في إرتفاع مكانة فوش بعد إنتصار الجيوش الفرنسية في هذه المعركة إذ كان له دور كبير في ذلك الإنتصار لكونه كان قائدا للجيش التاسع الفرنسي حينها وقد بدأت هذه المعركة في يوم 6 سبتمبر عام 1914م بهجوم فرنسي علي عدد 7 جيوش المانية نفذه عدد 7 جيوش فرنسية هي الجيش من الأول حتي السادس بالإضافة إلي الجيش التاسع الذى كان يقوده فوش وجيش العاصمة باريس والوحدة البريطانية المعاونة وكان القائد العام لهذه الجيوش هو الجنرال الفرنسي جوزيف جوفر حيث كان الفرنسيون مصرين على إيقاف التقدم الألماني مهما كانت التضحيات وفي اليوم التالي دفع الجيش الفرنسي بفوجين كاملين في المعركة وهجم الفرنسيون بمساعدة القوات البريطانية على الثغرة بين الجيشين الألمانيين الأول والثاني وفي العاصمة الألمانية برلين بدأ الجنرال هيلموت فون مولتكه الأصغر رئيس الأركان الألماني يشعر بأن الأمور لا تسير على ما يرام في صالح الألمان لذلك أرسل إلى الجبهة في يوم 8 سبتمبر عام 1914م ضابطاً برتبة مقدم يدعى هنتش كممثل شخصي له ومنحه صلاحيات كاملة تخوله سحب كل القوات الألمانية إذا لزم الأمر وفي نفس اليوم إلتقى هنتش بالجنرال فون بولوف قائد الجيش الثاني الألماني فوجده يائسا من تحقيق أي نصر وفي صباح اليوم التالي أمر فون بولوف جيشه بالإنسحاب وإنتقل هنتش في هذا اليوم 9 سبتمبر عام 1914م إلى مقر إدارة الجيش الألماني الأول فوجد أن قائده الجنرال فون كلوك قد أصدر أمره بالإنسحاب ولم يجد هنتش إزاء ذلك إلا أن يأمر باقي الجيوش الألمانية وهي الجيش الثالث حتي الجيش السابع بالإنسحاب وبحلول يوم 11 سبتمبر عام 1914م كان أمر الإنسحاب قد شمل كل الجيوش الألمانية وفي يوم 12 سبتمبر عام 1914م إنسحبت القوات الألمانية خلف نهر آين وإنتهت بذلك معركة المارن الأولي بإنتصار القوات الفرنسية والبريطانية وإضطر فون مولتكه رئيس الأركان الألماني لتقديم إستقالته . وكانت المعركة الثانية التي وقعت بين القوات الفرنسية والقوات الألمانية بعد ذلك هي معركة يبريس الأولي أو إيبر الأولي والتي وقعت في يبريس ببلجيكا في الفترة بين يوم 19 أكتوبر عام 1914م ويوم 22 نوفمبر عام 1914م حيث كان الجيش البلجيكي قد تراجع إلى ما وراء قلعة أنتويرب أي خلف خطوط القوات الألمانية بعد معركة المارن الأولى فبدأ الألمان قصفاً ثقيلا على أنتويرب يوم 28 سبتمبر عام 1914م وفي النهاية إستسلمت أنتويرب للألمان يوم 10 أكتوبر عام 1914م وبعد فشل محاولتيه الأولى والثانية في السوم وأراس بمقاطعة باد كاليه شمالي فرنسا لدفع الألمان قرر القائد العام للجيوش السبعة الفرنسية جوزيف جوفر أن يحاول مرة أخرى ولكن بالإشتراك مع القوات البريطانية هذه المرة في الشمال وكانت القوات البريطانية قد انسحبت إلى لاباس وإيبر إلا أن القائد الألماني فون مولتكه توقع حدوث ذلك فأعد خطة مضادة حيث أرسل جزءا من الجيش الموجود في إقليم اللورين ترقبا للهجوم المتوقع وجيش آخر يمسح الشاطئ البلجيكي ويحطم الجبهة اليسرى للمهاجمين وقد بدأ الهجوم البريطاني من إيبر يوم 19 أكتوبر عام 1914م وبدأ الإكتساح الألماني في اليوم التالي وعلى الرغم من تعرض القوات البلجيكية لضغط شديد لمدة يومين سابقين في منطقة نهر ليجر إلا أن فرديناند فوش قائد الجيش التاسع الفرنسي وجون فرنش قائد الحملة البريطانية وهما ممثلا الجنرال جوزيف جوفر في الشمال لم يدركا ما يحدث للجيوش المعادية بسرعة وفي ليلة 29/30 أكتوبر عام 1914م إضطر البلجيك إلى فتح بوابات نهر ليجر لحماية أنفسهم بإغراق الطريق أمام الألمان وقد وصلت معركة إيبر إلى أسوأ مراحلها في يوم 31 أكتوبر ويوم 11 نوفمبر عام 1914م ولم تهدأ وتتحول إلى حرب خنادق إلا في يوم 22 نوفمبر عام 1914م ووصلت الخسائر التي تكبدها الفرنسيون في نهاية العام إلى حوالي 380 ألف قتيل و600 ألف جريح وفقد الألمان عدداً أقل من ذلك بقليل وبالرغم من ذلك لم يتفوق أي من الطرفين على الآخر وعندما أعاد الألمان محاولتهم للإختراق عند إيبر كانت جيوش الجانبين متعبة ومنهكة فلجأت إلى حرب الخنادق ومن ثم إمتدت الخنادق من قرب الحدود السويسرية إلى المحيط الأطلنطي وبهذا إستطاعت حرب الخنادق أن توقف هجمات الطرفين ولكن تحققت الورطة التي إستمرت ثلاث سنوات تالية حتي نهاية الحرب العالمية الأولي وإنحصر تاريخ الجبهة الغربية الفرنسية لمدة هذه السنوات الثلاثة في محاولات متتالية لقوات الحلفاء للخروج من تلك الورطة وهذه الحرب نوع من أنواع الحروب البرية التي تستغل الخطوط القتالية المحتلة وتكون منها شبكة خنادق عسكرية حيث تحتمي القوات بشكل جيد من نيران العدو الخفيفة وتكون مؤمنة إلى حد كبير من مدفعية العدو وفي هذه الحرب التي نشأت علي الجبهة الفرنسية الغربية أنشأ كل من الفرنسيون والألمان شبكة خنادق معقدة تحت الأرض وشبكة مخابئ محفورةً مقابل بعضهما بعضا على طول خط الجبهة والذى عرف بإسم المنطقة المحرمة والتي كانت مكشوفةً أمام نيران المدافع من الجانبين لذا كان من الضرورى إنشاء هذه الشبكة من الخنادق .

وكانت المعركة التالية بين الفرنسيين والألمان والتي شارك فيها الجيش الفرنسي التاسع بقيادة فوش هي معركة آرتويس الأولي والتي وقعت مابين يوم 17 ديسمبر عام 1914م ويوم 13 يناير عام 1915م ولم تفلح هذه المعركة في كسر الجمود الذى كانت قد وصلت إليه الحالة بين الجانبين وخلال شهرى مارس وأبريل عام 1915م حققت الهجمات الفرنسية المتكررة على حاجز الخنادق الألمانية في شامبانيا شمالي فرنسا تقدما يقدر بحوالي 500 ياردة أي حوالي 460 مترا لكنهم خسروا حوالي 50 ألف رجل أي أن هذا التقدم الضئيل لا يذكر في مقابل ما تحقق من خسائر فادحة ومؤثرة وفي هذه الهجمات تمسك الألمان بإستراتيجيتهم الدفاعية في الغرب إلا أنهم قاموا بهجوم جديد من نوعه على الحلفاء الفرنسيين في تلك المنطقة حيث في يوم 22 أبريل عام 1915م إستخدم الألمان غاز الكلور السام لأول مرة على الجبهة الغربية حيث إستخدموا 168 طنا منه على أرض المعركة ودخل غاز الكلور خنادق الحلفاء وأدى لإختناق بعض المدافعين في الصف الأمامي وفر بعض المدافعين في الجزء الخلفي في ذعر وحدثت فجوة كبيرة في خطوط الحلفاء تقدر بأربعة أميال ولكن الألمان لم يكونوا مستعدين لهذا المستوى من النجاح ولم يكن لديهم القوات الإحتياطية الكافية للتقدم ولذا فعندما وصلت قوات إضافية للحلفاء إلي المنطقة تمكنت من رد التقدم الألماني بسرعة للوراء وتكرر الهجوم بالغاز بعد يومين وتسبب في إنسحاب القوات الفرنسية والبريطانية لمسافة ثلاثة أميال أي حوالي 5 كيلو مترات ولكن الألمان لم يستغلوا الفرصة جيدا للمرة الثانية وبدأ الحلفاء في مواجهة إستخدام الغاز عن طريق إدخال الأقنعة الواقية من الغازات والتدابير المضادة الأخرى وفي هذا الصدد ففي يوم 27 أبريل عام 1915م صمدت إحدى الفرق العسكرية للحلفاء إلى الجنوب من إيبر أمام عدة هجمات المانية بالغاز وقد شهدت هذه الهجمات أيضا إدخال الطائرات المعدة خصيصاً للقتال الجوي في حين كانت الطائرات في بداية هذه الحرب تستخدم للإستطلاع فقط وكانت صغيرة وغير مسلحة ولذلك كانت دائما تخشى مواجهة طائرات إستطلاع معادية في أي وقت لذلك فكر الطيارون في حمل أسلحتهم الخفيفة مثل المسدسات والبنادق على الطائرات وتبادل الطلقات مع طائرات العدو في الجو وفي يوم 1 أبريل عام 1915م أصبح الطيار الفرنسي رولان جاروس أول من يسقط طائرة للعدو بإستخدام مدفع رشاش من داخل الطائرة وبعد ذلك بعدة أسابيع إضطر جاروس إلى الهبوط خلف الخطوط الألمانية فتم الإستيلاءعلى طائرته وإرسالها إلى المهندس الهولندي أنتوني فوكر الذي قام بعدة تحسينات كبيرة بها حيث جعل الطائرة ذات المقعد الواحد تتمكن من حمل مدفع آلي يستطيع إطلاق القذائف لتمر بدقة من بين أنصال المروحة كما جهز الطائرات بأجهزة لاسلكي تمكنها من الإتصال ببعضها وأدى ذلك التطور إلى بدء سباق التسلح بين قوات المحور والحلفاء حيث قام كلا الجانبين بتحسين الأسلحة وهياكل الطائرات والمحركات وإستمر هذا السباق المحموم بينهما حتى نهاية الحرب .

وتلت هذه الهجمات معركة أخرى بين الجانبين هي معركة آرتويس الثانية في الفترة من يوم 9 مايو حتي يوم 18 يونيو عام 1915م والتي في بدايتها تعاونت الحملة البريطانية مع الجيوش الفرنسية في شن هجوم علي الجيش السادس الألماني علي جبهة طولها 70 ميلا وإستطاعت أن تقطع خطوط السكك الحديدية التي تمد القوات الألمانية بالمؤن والذخائر وتركزت هجمات القوات الفرنسية طوال شهر كامل ما بين يوم 15 مايو حتي يوم 15 يونيو عام 1915م علي أجنحة الجيوش الألمانية تمهيدا لإنطلاق الهجوم الشامل الذى بدأ في يوم 16 يونيو عام 1915م وإستطاعت فيه الحملة البريطانية المعاونة للجيوش الفرنسية أن تجبر الألمان علي التراجع لمسافة 3 كيلو مترات وفي يوم 18 يونيو عام 1915م توقفت الهجمات بين الجانبين بعد تكبد كل منهما لخسائر جسيمة في الأرواح والمعدات وتأجل الحسم لجولة أخرى بين الطرفين وفي نهاية عام 1915م قررت بريطانيا زيادة عدد أفراد الجيش البريطاني في الجبهة الغربية الفرنسية وإمداده بالأسلحة والذخيرة فأصبح 36 فرقة عسكرية مع نهاية العام المذكور وحتى ذلك الوقت كان عدد المتطوعين بالرغم من كثرته غير كاف للوفاء بإحتياجات الجيوش البريطانية لذلك فقد تم تغيير القانون العسكري وحل التجنيد الإلزامي محل التطوع في شهر يناير عام 1916م مما مهد الفرصة لتحقيق عمل هجومي على نطاق واسع لم يسبق له مثيل في حرب الخنادق وكان قد تم عقد مؤتمر في شهر ديسمبر عام 1915م لقادة جيوش إيطاليا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا مع ممثلين للجيش الروسي والجيش الياباني وذلك في مقر القائد العسكري الفرنسي جوزيف جوفر في باريس ووافقوا جميعا على القيام بهجوم شامل بداية من العام التالي 1916م تقوم به كل من فرنسا وبريطانيا العظمى وروسيا وإيطاليا لكن الأعمال العسكرية الألمانية أفسدت تلك الخطة ولم يتم أي عمل عسكري كامل إلا ما قامت به القوات البريطانية من عمليات عسكرية حيث أنه منذ أواخر عام 1915م والشهور الأولي من عام 1916م إعتبر القواد الألمان أن روسيا دولة مشلولة وأن إيطاليا لا تستحق الذكر وإعتقدوا أن الوقت قد حان للقيام بعمل مثمر ضد فرنسا وأنه يجب إستنزاف قواتها وإلحاق خسائر بشرية كبيرة بها حتى إذا إنهارت فلن تجد بريطانيا حليفاً قويا لها في القارة الأوروبية وعلى ذلك يمكن إجبارها على العودة إلى السلام من خلال حرب الغواصات وليست الحرب البرية لقطع طرق المساعدات الآتية لها من الخارج عبر المحيط الأطلنطي وقد كان القائد العام للقوات الألمانية الجنرال إريش فون فولكنهاين متمسكاً بحرب الإستنزاف على الجبهة الغربية وكان يعتقد أن الهجوم الكاسح ليس ضروريا وأنه يمكن للألمان الإستعاضة عنه بإستنزاف القوة البشرية في فرنسا وذلك بإختيار الوقت المناسب للهجوم عليهم وهو الوقت الذي يضطر فيه القائد الفرنسي للدفع بكل من عنده من جنود إلى المعركة وقد إختار فولكنهاين لتنفيذ تلك الخطة مدينة فردان شمال شرق فرنسا بما حولها من حصون معقدة وذلك لأنها كانت مصدر تهديد لخطوط الإتصال الألمانية الرئيسية ولأنها معقل مهم حيث تقع في الطريق المتجه مباشرة إلى باريس بالإضافة إلى أنه كان متأكدا من أن الفرنسيين مستعدون للتضحية بأي عدد من الرجال للدفاع عن فردان وذلك لأن المدينة نفسها مهمة جدا من الناحية المعنوية للجيش الفرنسي وكانت أهم نقاط خطة فولكنهاين تعتمد على جمع أكبر قدر ممكن من المدفعية الألمانية المكثفة المتوسطة والثقيلة في شمال وشرق فردان وما حولها من حصون ثم البدء في سلسلة مستمرة من التقدم البري بجنود المشاة تجاه الحصون وهذا التقدم سيدفع المشاة الفرنسيين إلى الدفاع عن الحصون أو محاولة إسترجاعها حيث يمكن قصفهم بالمدفعية الألمانية في ذلك الوقت بالإضافة إلى أن كل هجوم بري الماني يسبقه قصف مدفعي مكثف يمهد له الطريق ويخلي المنطقة المقصودة من المدافعين ومع إشتراك الطائرات أيضا في المعركة سيتحول المجال الجوي لفردان إلى ساحة للمعركة الجوية وهنا تظهر قيمة التفوق الجوي التكتيكي حيث سيسعى كل طرف للسيطرة على الإستطلاع الجوي . وعلي الرغم من أن المخابرات الحربية الفرنسية قد وجهت إنذارا مبكرا للقيادة العسكرية يحمل معلومات عن كل ما يقوم به الألمان من إعداد للهجوم علي فردان إلا أن القيادة العليا الفرنسية كانت مشغولةً جدا بالإعداد لهجوم جديد فلم يجد هذا التحذير أي آذان صاغية وفي الساعة السابعة والربع من صباح يوم 21 فبراير عام 1916م بدأ أكثف قصف مدفعي الماني في الحرب على جبهة بطول 8 ميل حول فردان وعلى الخنادق الفرنسية والأسلاك الشائكة فسادت الفوضى وعم الإرتباك في صفوف القوات الفرنسية وفي الساعة الرابعة وخمس وأربعين دقيقة مساءا تقدم المشاة الألمان ببطء في فردان وحصونها ومنذ ذلك الوقت وحتى يوم 24 فبراير عام 1916م تحطمت خطوط الدفاع الفرنسية القريبة وسقط حصن دوومون وإحتله الألمان في يوم 25 فبراير عام 1916م ومع ذلك أوقفت تعزيزات فرنسية التقدم الألماني يوم 28 فبراير عام 1916م وفي يوم 6 مارس عام 1916م بدأ الهجوم الألماني على الضفة الغربية لنهر ميس وعلى الضفة الشرقية أيضا وأدرك الفرنسيون أن هناك شيئا ما سيحدث أكثر من مجرد محاولة للمناورة فحاولت روسيا أن تخفف الضغط على فرنسا فضحت بالهجوم على القوات الألمانية بالجبهة الشرقية في بحيرة ناروش الموجودة حاليا في بيلاروسيا وليتوانيا كما بدأ الإيطاليون هجومهم الخامس على قوات الإمبراطورية النمساوية المجرية في معركة إيسونزو كما تولى البريطانيون قطاع طويل من الجبهة يمتد من سير في الجنوب وحتى سوم وفي ذلك الوقت تم إسناد مهمة الدفاع عن فردان إلى الجنرال فيليب بيتان فقام بتنظيم عدة هجمات دفاعية مرتدة حدت من تقدم الألمان والأهم من ذلك أنه أراد أن يبقي هناك طريقاً مفتوحاً إلى فردان لم يدمره القصف الألماني وكان ذلك الطريق هو طريق بار لي دو والذي عرف فيما بعد بإسم الطريق المقدس وذلك بسبب إستمرار تدفق الإمدادات والدعم إلى جبهة فردان عن طريقه بالرغم من الإعتداءات المستمرة من المدفعية الألمانية وقد عرفت معركة فردان أيضا بإسم فرامة فردان أو مطحنة ميوز وأصبحت رمزا للعزم الفرنسي والتضحية بالنفس حيث إستطاع الفرنسيون أن يواصلوا القتال وصمدوا بقيادة الجنرال فيليب بيتان وذادوا ببسالة فائقة عن المدينة مما إضطر الألمان إلى الانسحاب في شهر ديسمبر عام 1916م بعد 11 شهرا من بداية هذه المعركة ونادى الفرنسيون بالجنرال فيليب بيتان بطلا قوميا وقد قتل في هذه المعركة ما يقرب من 70 ألف من الجنود الفرنسيين وكان عدم تحقيق الألمان الإنتصار في هذه المعركة وفشلهم في إختراق الخطوط الفرنسية سببا في أن قدم القائد الألماني فالكنهاين إستقالته من منصبه وخلفه الجنرال باول فون هيندنبورج ومعاونه الجنرال إريش لودندورف . وبالتوازى مع معركة فردان قامت معركة أخرى وهي معركة السوم شمالي فرنسا نسبة إلي إسم النهر الذى دارت هذه المعركة علي ضفتيه في اليوم الأول من شهر يوليو عام 1916م بعد أن سبقها قصف لمدة أسبوع نبه إلى ما يمكن حدوثه وكانت قوات الحلفاء تتشكل من عدد 32 فِرقة مشاة وعدد 6 فِرق فرسان وعدد 2189 مدفعا وعدد 1160 هاون وعدد 300 طائرة وتخضع لقيـادة الجنرال الفرنسي فرديناند فوش وكانت تشكيلاتها مكونة من الجيش الرابع البريطاني الذي يتخذ أوضاعه الدفاعية في النسق الأول بقيادة الجنرال راولينسون ويحتل المنطقة الممتدة من شمال السوم وخط الجبهة الممتد جنوب جوميكور بينما يتخذ الجيش الخامس البريطاني أوضاعه الدفاعية في النسق الثاني خلف الجيش الرابع بقيادة الجنرال هوبرت جوف ويتخذ الجيش السادس الفرنسي أوضاعه الدفاعية في النسق الأول بقيادة الجنرال فايول ويحتل جزءاً من المنطقة الواقعة شمال السوم وخط الجبهة الممتد جنوبها وأخيرا يتخذ الجيش العاشر الفرنسي أوضاعه الدفاعية في النسق الثاني خلف الجيش السادس بقيادة الجنرال ميشلر وبدأ الجانبان بإستخدام تشكيلات كبيرة من الطائرات بدلا من الإعتماد على القتال الفردي وفي يوم 11 يوليو عام 1916م هاجمت فرق بريطانية جبهة بطول 15 ميل تمتد من سير إلى كولو شمال سوم بينما هاجمت خمس فرق فرنسية في نفس الوقت على جبهة تمتد لثمانية أميال جنوب سوم في المنطقة الواقعة ما بين كرلو وبيرون وقد صاحب هذا الهجوم تفاؤل كبير وأمل في نجاحه إلا أن هذا التفاؤل كان في غير موضعه حيث كان القائد الإنجليزى دوجلاس هيج مقتنعاً بأن المشاة البريطانيين يمكنهم أن يتقدموا دون مقاومة برية حيث تكون الأرض خالية من المدافعين عنها بعد أن تقصفهم المدفعية إلا أن الإعداد الواضح للهجوم والقصف المدفعي الطويل في البداية أضاع كل فرص المفاجأة فالمدافعون الألمان كانوا مستعدين جيدا لما سوف يحدث وعندما بدأ الهجوم الجوي تقدم 60 ألف جندي مشاة بريطاني في خط منتظم وبخطوات بطيئة يفرضها الحمل الذي يحمله كل رجل منهم والذى كان يبلغ حوالي 33 كيلو جرام من المعدات فحصدهم القصف الألماني الموجه من المدافع الألمانية وفي ذلك اليوم تحقق الرقم القياسي لأكبر الخسائر في يوم واحد للجيش البريطاني وهو 57 ألف جندي وهي خسائر لم يمن بمثلها الجيش البريطاني في أي يوم آخر أو أية حرب أخرى خلال يوم واحد وكان الفرنسيون المشاركون في الهجوم يملكون ضعف ما عند البريطانيين من مدافع وكان أداؤهم أفضل وهم يواجهون جبهة أضعف لكن هذا النصر النسبي لم يحقق أي شيء مفيد للألمان وإلتزم دوجلاس هيج بخطة التقدم الممدود مركزا جهوده على القطاع الجنوبي من جبهة سوم وقد تمكن من إسقاط ثاني أكبر المواقع الألمانية هناك في يوم 14 يوليو عام 1916م وبعد ذلك بدأ إستنزاف الأرواح بأعداد كبيرة مرة أخرى مع إستمرار التقدم البطئ وكسب القليل من الأراضي وإستنزاف المقاومة الألمانية وفي تلك المعركة بدأ إستخدام الدبابات في الحرب العالمية الأولى لأول مرة في يوم 15 سبتمبر عام 1916م من قبل البريطانيين وكانت أعدادها قليلة جدا ومن ثم فلم يكن لها تأثير يذكر في النتائج وفي منتصف شهر نوفمبر عام 1916م أعاق سقوط الأمطار المبكرة إستمرار العمليات العسكرية فلم تحقق معركة سوم التي إستمرت لمدة حوالي خمسة أشهر إلا الفشل وقد تكبدت القوات البريطانية فيها خسائر تقدر بحوالي 420 ألف جندي ما بين قتيل وجريح بينما تكبد الفرنسيون 200 ألف جندي والألمان 465 ألف جندى وما تزال هذه الأرقام مثيرة للجدل حتي الآن وفي نهاية عام 1916م نقل فوش إلى إيطاليا لعدة أسباب منها تحقيقه لنتائج مخيبة للآمال وتكبده لخسائر فادحة خلال الهجمات التي كلف بها في معركة السوم ويعزى ذلك بشكل جزئي لدخوله في منافسات سياسية في زمن الحرب وعموما فقد كان سير هذه المعركة مصدرا لجدل تاريخي بين المؤرخين العسكريين حيث وجه بعضهم إنتقادات شديدة لضباط وقادة كبار مثل القائد البريطاني الجنرال السير دوجلاس هيج والجنرال أورولينسون هنري قائد الجيش الرابع والجنرال فوش وذلك بسبب تكبد الحلفاء خسائر فادحة جدا في الوقت الذى لم تتحقق فيه أهدافهم الإقليمية حيث أنه مع إنتهاء المعركة وعلي الرغم من أن القوات البريطانية والفرنسية قد إخترقت الأراضي المحتلة من قبل الألمان بمسافة حوالي 6 أميال ووصل الجيش البريطاني على بعد ثلاثة أميال من بلدة بابوم بمقاطعة باد كاليه شمالي فرنسا وأيضا لم يتم إسترداد بلدة لي ترانتسلوي في نفس المقاطعة أو أي مدينة أخرى فرنسية ومن جانب آخر يصور مؤرخون أخرون معركة السوم علي أنها باكورة لهزيمة الجيش الألماني وجدير بالذكر أن هذه المعركة يتم تدريسها في الأكاديميات والكليات العسكرية البريطانية بسبب ما فيها من الدروس التكتيكية والتشغيلية . وبعد معركة فردان والتي إنتهت في شهر ديسمبر عام 1916م كما ذكرنا في السطور السابقة وتغيير القيادة الألمانية فبعد تولي الجنرالان هيندنبورج ولودندورف زمام القيادة بفترة قصيرة إعترفا أن معركتا فردان وسوم قد إستنزفتا القدرات الهجومية للجيش الألماني وقررا أن الجيش الألماني في الغرب يجب أن يتجه إلى موقف دفاعي إستراتيجي في معظم عام 1917م بينما القوى المركزية ستهاجم أماكن أخرى ومن ثم كان الألمان خلال معركة السوم وخلال شتاء عام 1916م/1917م قد بدأوا في إنشاء خط دفاعي أعدوه وراء قسم من جبهتهم وسمي هذا الخط بإسم خط هيندنبورج وكان إنشاؤه مبنيا علي أساس المبادئ الدفاعية التي كانت قد وضعت منذ المعارك الدفاعية التي دارت في عام 1915م وكان الهدف منه تقصير الجبهة الألمانية وقد إمتد خط التحصين هذا من جنوب أراس إلى سانت كوينتين بمقاطعة باد كاليه شمالي فرنسا وقد تم رصده بواسطة طائرة إستطلاع بريطانية عند بداية بنائه في شهر نوفمبر عام 1916م وبعد أن تزايدت القوات الألمانية على الجبهة الغربية بصفة منتظمة وذلك بعدما إنتقلت لها القوات التي تم سحبها من الجبهة الشرقية حيث كانت روسيا قد إنسحبت من الحرب ولم يعد هناك حاجة لبقاء تلك القوات هناك وكانت مشكلة الحلفاء الأولى تكمن في كيفية تحمل جيوشها لهجوم الماني واسع قبل وصول الإمدادات الكبيرة من أمريكا التي كانت قد أعلنت الحرب إلي جانب الحلفاء بعد أن إستخدم الرئيس الأميريكي وودرو ويلسون سلطاته كقائد أعلى للقوات المسلحة الأميريكية فأمر في يوم 9 مارس عام 1917م بتسليح السفن التجارية حتى تستطيع الدفاع عن نفسها ضد الغواصات الألمانية في المحيط الأطلنطي إلا أن البحرية الألمانية أغرقت ثلاث سفن تجارية أميريكية في الفترة من يوم 16 حتي يوم 18 مارس عام 1917م وحقق ذلك خسائر كبيرة في الأرواح ومن ثم إتخذ ويلسون قرارا بشأن الحرب على المانيا يوم 20 مارس عام 1917م يؤيده في ذلك وزراؤه وأغلب الصحف وقطاع كبير من الرأي العام الأميريكي وفي يوم 21 مارس عام 1917م دعا الكونجرس إلى إجتماع في جلسة خاصة يوم 2 أبريل عام 1917م وفي هذا الإجتماع قدم رسالة عن الحرب ووافق الكونجرس على قرار الحرب يوم 3 أبريل عام 1917م كما وافق أيضا مجلس النواب في يوم 6 أبريل عام 1917م ومن ثم أعلن القرار الرئاسي بالحرب فورا علي المانيا وقد شجع الجنرال الفرنسي فيليب بيتان الجنرال الإنجليزى دوجلاس هيج قائد القوات البريطانية في فرنسا على أن ينشر 60 فرقة على جبهة بطول 125 ميلا بدلا من 100 ميل فقط حيث قارن ذلك بالقوات الفرنسية الممتدة على جبهة بطول 325 ميل وهي 100 فرقة فقط وقد إستجاب الجنرال هيج لذلك وأعاد توزيع قواته على الجبهة أما علي الجانب الألماني فقد زاد عدد القوات الألمانية في الفترة من يوم 1 نوفمبر عام 1917م حتي يوم 21 مارس عام 1918م من عدد 146 فرقة إلى عدد 192 فرقة وذلك بعد سحب القوات من روسيا وجاليسيا وإيطاليا وبهذه الطريقة زاد عدد الجيش الألماني في الجبهة الغربية بمقدار 570 ألف جندي .

وكان الجنرال الألماني المسؤول عن وضع الخطط الحربية في ذلك الوقت إريش لودندورف يرى أن عليه أن يهاجم قبل وصول القوات الأميريكية ثم قام بوضع إستراتيجية للهجوم تقوم على البدء بالخط الأضعف والذي لا يستطيع الصمود كثيرا أمام الهجوم على أن تبدأ الهجمات الألمانية الرئيسية بضربات مدفعية قصيرة لكنها مركزة مع إستخدام أكبر قدر من الغاز السام وقذائف الدخان مما سيضعف الخنادق الأمامية للحلفاء ويغير مواقع مدافعهم الآلية ويعتم على عمليات الإستطلاع ثم تبدأ هجمة ثانية بالمدفعية يتم خلالها التقدم بالخطوة المعتادة حتى تتاح الفرصة للقصف الموجه للمشاة الألمان وكانت تلك التكتيكات الجديدة تقوم على تفادي قوات المشاة لهجمات المدفعية الآلية وغيرها من نقاط المقاومة القوية بدلا من إنتظار أن تقوم الإمدادات بالتعامل مع ما قد يوجد من عوائق قبل مواصلة التقدم ويواصل بالتالي الألمان التقدم على الجبهة الأقل مقاومة ومن هنا يضمن الألمان تحرك قواتهم وتقدمها مما يضمن لهم الحصول على أراض كثيرة وكانت تلك الخطط تحتاج إلى قوات جيدة التنظيم وعالية اللياقة وعلى مستوى عالي من التدريب ولذلك سحب لودندورف أفضل ما كان عنده من فرق على الجبهة الغربية وكون منهم فرقة منتقاة للقيام بالعمل المفاجئ وتم تدريب الفرقة تدريبا جيدا على الخطة التي سيتم تنفيذها وبذل القادة كل ما في وسعهم للتعتيم على المناطق التي سيتم فيها الهجوم الرئيسي الألماني والذى كان مقررا طبقا لخطة لودندورف على أضعف قطاع على جبهة الحلفاء وهو الذى كان يمتد لمسافة 47 ميل ما بين منطقتي أراس وفير وكان على الجيشين الألمانيين الثاني والسابع عشر إختراق الجبهة الواقعة ما بين أراس وسانت كوينتين شمال سوم ثم الإلتفاف جهة اليمين لإجبار القوات البريطانية على التراجع إلى الخلف بإتجاه القتال بينما تقوم قوات الجيش الثامن عشر الواقعة بين سوم وأويس بحماية الجناح الأيسر للقوات المتقدمة من أي هجوم مضاد قادم من الجنوب وقد أطلق على تلك العملية إسم كودي هو ميشيل وكانت هناك ثلاث خطط تكميلية لها وهي سان جورج 1 ضد البريطانيين عند نهر ليز وسان جورج 2 ضد البريطانيين في منطقة إيبر وبلوشر ضد الفرنسيين في شامبانيا وقد تقرر إستخدام 62 فرقة في الهجوم الرئيسي ميشيل . وقد بدأت عملية ميشيل بعد أن سبقها قصف مدفعي من 6000 مدفع وذلك في يوم 21 مارس عام 1918م وقد ساعد ذلك الهجوم ضباب في الصباح الباكر أخفى تقدم الألمان عن نقاط إستطلاع البريطانيين وقد عرف هذا الهجوم بإسم معركة سوم الثانية وفوجئ به البريطانيون تماما إلا أنه لم يصل إلى قدر النجاح الذي توقعه لودندورف فقد حقق الجيش الثامن عشر بقيادة فون هوتر إختراقا تاما لجبهة سوم إلا أن الهجوم الرئيسي في الشمال قد تعثر بسبب تجمع قوات بريطانية عند أراس وأخيرا تكللت جهود الألمان بالنجاح بعد أن إتجهوا بالهجوم الرئيسي إلى أمينز لكن الحلفاء كانوا قد إستعادوا توازنهم بعد المفاجأة الأولى كما كان الدعم الفرنسي في طريقه إلى خطوط البريطانيين فتوقف التقدم الألماني أمام الدفاعات البريطانية شرق أمينز ثم تجدد الهجوم يوم 4 أبريل عام 1918م إلا أن لودندورف فضل الهجوم على سوم وقد حقق ذلك الهجوم ما لم يحققه أي هجوم بري على الجبهة الغربية منذ معركة المارن الأولى أي منذ شهر سبتمبر عام 1914م وكان الحلفاء قد إكتسبوا ميزة واحدة على الأقل من إنهيار ثلث الجبهة البريطانية حيث إختير الجنرال فرديناند فوش بناءا على طلب من هيج لتنسيق العمليات العسكرية على الجبهة الغربية وكان قد عين في بداية عام 1918م رئيسا لأركان الجبهة الغربية وحصل على لقب القائد العام للقوات الفرنسية في هذه الجبهة في يوم 26 مارس عام 1918م ثم اختير قائدا عاما لقوات الحلفاء على الجبهة الغربية في يوم 14 أبريل وكان هيج من قبل يرفض فكرة تعيين قائد عام . وفي يوم 9 أبريل عام 1918م بدأ الألمان خطة سان جورج 1 بهجوم على أقصى أطراف الجبهة الشمالية بهدف التقدم إلى هازبروك عبر نهر ليز وقد شجع النجاح الأولي لذلك الهجوم على بدء خطة سان جورج 2 في اليوم التالي مباشرة فسيطروا على كميلبرج جنوب غرب إيبر فتحقق هدفهم الأول ثم سقطت مدينة أخرى ففكر إريش لودندورف في أن يتحول هذا الهجوم إلى هجوم كبير إلا أن البريطانيين قد تمكنوا من وقف الألمان قرب هزبروك بعد أن تركوا لهم عشرة أميال وبدا وصول الدعم الفرنسي ثم قرر لودندورف عندما سيطر على كيملبرج يوم 25 أبريل عام 1918م أن يؤجل المزيد من التقدم خوفاً من هجمات جديدة على هذا الإنبعاج الجديد الذى حدث في جبهته وبهذا إبتعد لودندورف كثيرا عن نتائجه الإستراتيجية إلا أنه حقق الكثير من النجاح على المستوى التكتيكي فالخسائر في صفوف البريطانيين وحدهم زادت عن 300 ألف جندي بينما زاد عدد القوات الألمانية إلى 208 فرقة عسكرية منها 80 فرقة لا تزال كقوات إحتياط ثم لاح في الأفق ما يوازن القوتين فقد وصلت عدة فرق عسكرية أميريكية إلى فرنسا وكان هناك مجهود ضخم يبذل لإستمرار تدفق القوات كما وضع القائد العسكري الأميريكي قواته التي وصلت إلى فرنسا تحت تصرف فوش ليوجهها حيث يشاء ثم بدأ لودندورف أخيرا في تنفيذ خطة بلوشر يوم 27 مايو عام 1918م على جبهة تمتد من الشمال وتسير بإتجاه الشرق حتى تصل إلى ريمز فبدأ هجوم الماني مفاجئ قامت به 15 فرقة المانية ضد 7 فرق بريطانية وفرنسية وبحلول يوم 30 مايو عام 1918م كانت المعركة تدور حول نهر المارن وللمرة الثانية تأتي نتائج الهجوم بعيدة عما توقعه لودندورف وعندما حاول الألمان الإندفاع تجاه الجهة اليمنى للجيش فوجئوا بهجمات مضادة إستمر إحداها لمدة أسبوعين وقامت بها فرق أميريكية عند غابة بيلو قرب نهر المارن وتوقف لودندورف بعد ذلك لمدة شهر لإلتقاط الأنفاس وكان لا يزال معجبا بالتفوق الجامح لعملياته وتكتيكاته العسكرية إلا أن هذه التكتيكات كانت سببا في التراجع فقد بالغ في الإبتعاد بالقوات في كل عملية عسكرية وإستفاد في ذلك من قوات الإحتياط مما إضطره إلى إيجاد فترات للإستراحة إضطر إليها بين الضربات وكان قد أحدث ثلاثة نتوءات داخل خطوط الحلفاء لكن لم يبتعد أي منها بقدر كاف يمكنه من قطع السكك الحديدية المهمة التي تمدهم بالمؤن والذخائر فأدى هذا الخطأ إلى جعل الألمان يدافعون عن جبهة بها عدة إنبعاجات تمكن من القيام بهجمات مضادة وبالإضافة إلي ذلك فقد إستخدم لودندورف كثيرا من قوات الإحتياط في تلك الهجمات وكانت هذه القوات قليلة التدريب والكفاءة بالرغم من عددها الكبير ومن ثم إنتهى هذا الموقف بخسارة المانية جسيمة وفادحة تقدر بحوالي 800 ألف جندي خلال كل ما قاموا به من أعمال عسكرية خلال عام 1918م بينما كان الحلفاء يستقبلون القوات الأميريكية بمعدل 300 ألف جندي كل شهر .

وحاول الألمان بعد ذلك عبر عدة عمليات عسكرية إستعادة تفوقهم العسكرى ومن ثم قامت معركة المارن الثانية عند شامبانيا يوم 15 يوليو عام 1918م ولم تسفر عن أي نتائج إيجابية لهم فقد كان إندفاعهم نحو المارن سببا في سوء موقفهم عندما بدأ فرديناند فوش هجمة مضادة أعد لها طويلاً يوم 18 يوليو عام 1918م وفي هذا الهجوم المضاد الكبير إستخدمت الدبابات وكانت سلاحا جديدا لا يعول لودندورف عليه كثيرا وقد إستطاع الفرنسيون إعادة الألمان إلى مواقع خلف نهر فيسل عند نقطة غرب منطقة سيسون وفي هذا الوقت قرر الحلفاء ألا يضيعوا الفرصة بعد أن أصبح زمام المبادرة في أيديهم فإختاروا المنطقة الواقعة شمال وجنوب سوم مسرحا لمعركتهم الجديدة حيث بدأ الجيش الرابع البريطاني وكان من بين أفراده قوات كندية وأسترالية وبمشاركة 450 دبابة في الهجوم على الألمان بسرعة مذهلة يوم 8 أغسطس عام 1918م وإستطاعوا أن يتغلبوا على الفرق الأمامية الألمانية التي فشلت في حماية نفسها في الخنادق بطريقة مناسبة منذ أن إنتهوا من عملية ميشيل العسكرية التي تحدثنا عنها في السطور السابقة وقد تقدم الجيش الرابع بطريقة منتظمة لمدة 4 أيام وتمكن من أسر 21 ألف جندي الماني وقتل وإصابة نحو 20 ألف جندي آخرين أثناء تلك الأيام الأربعة وتوقف التقدم فقط عندما وصل إلى الخراب الذي أحدثته معارك عام 1916م وقد إنهارت عدة فرق عسكرية المانية أمام هذا الهجوم حيث هربت قوات تلك الفرق أو إستسلمت وبهذا أصبحت معركة أمينز مادة خصبة للإفتخار وسببا معنويا يساعد على نجاح الحلفاء إلا أن لودندورف كان ينظر للأمور بطريقة مختلفة حيث قال إن يوم 8 أغسطس عام 1918م هو يوم أسود في تاريخ الجيش الألماني في هذه الحرب ثم أخبر الإمبراطور الألماني فيليم الثاني والمسؤولين السياسيين في المانيا بضرورة بدء محادثات السلام قبل أن يزداد الموقف سوءا وبعد أن عقد الإمبراطور إجتماعا مع المسؤولين تم التوصل إلى نتيجة مفادها أن الجيش الألماني لن يستطيع التوصل إلى نتائج جيدة في الحرب وبناءا علي ذلك فإن عليه أن يشل رغبة العدو في الحرب تدريجيا بإستخدام خطط دفاعية فقط وكان الفرنسيون في ذلك الوقت قد إستعادوا مونتدي وإندفعوا نحو لاسنجي يوم 17 أغسطس عام 1918م كما بدأوا تحركاً جديداً ينطلق من شامبانيا ويتجه جنوباً نحو نوين وفي الأسبوع الرابع من أغسطس عام 1918م إنضم جيشان بريطانيان للأعمال الحربية في أراس وتوجت أعمال الحلفاء بأول عمل فردي قامت به القوات الأميريكية حيث إستطاع الجيش الأول الأميريكي يوم 13 سبتمبر عام 1918م إكتساح المثلث الذي إحتله الألمان منذ عام 1914م والكائن فيما بين فردان ونانسي وقد أدت الدلائل الواضحة على إنهيار الجيش الألماني إلى أن يسعى فوش إلى القضاء عليه قبل خريف عام 1918م بدلا من عام 1919م وكان على وشك جمع كل قوات الحلفاء في عمل حربي متزامن وكان مما ساعد علي إنهيار الجيش الألماني إستنزاف القوى العاملة الألمانية بعد أربع سنوات من الحرب كما كان الإقتص؟

التعليقات مغلقة.