ماذا فعلت الطائرات وعابرات القارات مع الفيروسات
ماذا فعلت الطائرات وعابرات القارات مع الفيروسات
بقلم أشرف خاطر
الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واتبع هداه ،
إنَّ أنبياءَ الله مُباركون ومُحسنون أينما كانوا وحيثما كانوا ، من المهد إلى اللحد أو في سجنٍ أو حصارٍ أو على عروش مُلكٍ وهبه الله إياهم ، ولن يكتمل إيمانُنا إلا بالإيمان بهم جميعاً ، ” قال تعالى : ” آمن الرسول بما أُنزِل إليه من ربه والمؤمنون كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نُفَرِّق بين أحدٍ من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ” البقرة ٢٨٥
يقول سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ، قال تعالى ” قال إني عبد الله آتَانِي الكتاب وجعلني نبياً وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيّاً وبراً بوالدتي ولَم يجعلني جبّاراً شقيّاًوالسلام عليّ يوم وُلدتُ ويوم أموت ويوم أبعثُ حيّا ” مريم ٣٠-٣٣
قال ” إني عبد الله ” أقرّ عليه السلام على نفسه بالعبودية لله عز وجل أول ماتكلم لئلا يُتخذ إلهاً من دون الله ، ” وباراً بوالدتي ولَم يجعلني جبّاراً شقياً ” أي ليس عاصياً لربه ، فالشقيّ هو الذي يذنب ولا يتوب ، وما أحوجنا اليوم إلى التوبة والإنابة ، فهل سنتخلّق بخلق سيدنا عيسى عليه السلام ؟
وقيل لسيدنا يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام : ” إنَّا نراك من المحسنين ” شهادة حق له بالإحسان في أصعب مكان ، سجنٌ وسجّان ، شهادةٌ من أصحابٍ محبون له يعاشرهم بالمعروف والإيثار لم يستأثر بوجبات طعامه التي تأتيه بالسجن ويقول : نفسي نفسي ، فلم يبخل بها على مريضٍ أو جائع أو محتاج ممن معه بالسجن في نفس ظروفه الصعبة بل هو أصعبهم حيث دخله مظلوماً ، فشاطرهم شظف العيش في سجنهم ،سيدنا يوسف الكريم بن الكريم بن الكريم كما أطلق عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، لم تغيره الظروف والتي جعلته بعد محنة السجن في قمة القوة والسلطة فأصبح هو عزيز مصر ولَم يكن مصرياً بل كان وافداً على مصر ، فتى مُشترى لاحول له ولا قوة ثم اصبح عزيز مصر بمعدنه الطيب وحسن أخلاقه وإحسانه للغريب وللقريب فأعتلى عرش مصر أرض الكنانة والتي كانت في ذلك الزمان تعادل ما نطلقه الآن على بعض الدول (( دولة عُظْمَى ))،وطلب أهله كلهم من البدو إلى الحضر والحضارة إلى مصر ، فشهد له إخوته أعداء الأمس وهم لا يعرفونه شهدوا له بعد أن رأوْا إحسانه للفقراء الوافدين من بلاد المجاعة وعدله في القسمة بين الرعيّة فقالوا جميعاً ” إنَّا نراك من المحسنين ” .
الإحسان والنفس المؤمنة صنوان لا ينفصل عنها ولا يتأثر بالظروف الدنيوية المحيطة بها فهي محسنة في السراء والضراء على حدٍ سواء ، في الثراء والفقر ، وفِي الضعف والقهر وأعلى درجات القوة والنصر ، وضرب لنا نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا أفل الصلاة والسلام ، أروع الأمثال لهذة النفس المؤمنة المحسنة ، فهل سنتخلّق بأخلاق سيدنا يوسف عليه السلام ، فما أشبه الليلة بالبارحة ، فهل سنقول لأنفسنا ” إنَّا نراك من المحسنين ” ؟ ونهتم بالثروة البشرية والعقول النيّرة المستنيرة هي الأهم والأغلى والأولى بالحفاظ عليها ، فهي العدة والعتاد وهم للمحن وللوباء الصناديد الشُداد ، فماذا فعلت الطائرات وعابرات القارات مع الفيروسات ؟
اللهمّ لطفك في قضائك فأنت اللطيف بعبادك ، وردنا الرد الجميل إليك فلا منجى منك إلاّ إليك ، وأقسمنا بك عليك أن تمنحنا التوبة والإنابة إليك ، يامن يرجع الأمر كله إليك ، إصرف عنّا الوباء والبلاء والغلاء وشر كل شيء ناصيته مأخوذة بيديك ، اللهمّ بحق ” فسيكفيكهم الله ” اكفنا شر ما قضيت ، والحمدلله على مابه علينا انعمت ونصلي ونسلم على نبيك وحبيبك الذي أرسلت سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، آمين .
بقلمي : أشرف خاطر
التعليقات مغلقة.