ماذا يقول الشعر ؟ …. بقلم بقلمي عزيزة طرابلسي
يُسائلُني اليَراعْ : ألن تبوحي
بما في القلب من شعرٍ فصيحِ؟
تُراوِدُني الحروفُ ، وفيَّ تَوقٌ
إلى بوحٍ يُقيمُ بِعُمقِ روحي
فماذا تخبئينَ أيا حروفًا
مِنَ الآهاتِ في قلبي الجريح ؟
أأكتبُ عن بقايا من هُمومٍ
أقامَت في الحنايا كالقروحِ ؟
ويا شعراً لقد أصبحتَ صوتًا
لِمظلومٍ ، وثأرًا لِلذَّبيحِ
وما عادَتْ حروفُكَ محضَ عرضٍ
لفخرٍ ، أو هجاءٍ ، أو مديحِ
وليستْ حكمةً تُغني عقولًا
يردِّدُها لنا صوتُ النَّصيحِ
ولا عزفًا على أوتارِ قلبٍ
يغنِّي عشقَ ذي وجهٍ مليحِ
ولكن ثورةً من أجلِ حقٍّ
تحاربُ كلَّ شرِّيرٍ قبيحِ
فقد عمَّت بلادَ العربِ بلوى
وأُهرقتِ الدِّماءُ على السُّفوحِ
وكم طفلٍ تراهُ بلا وِطاءٍ
ولا مأوى بذا الكونِ الفسيحِ
خرابٌ عمَّ دنيانا و نامت
ضمائرُنا عن الحقِّ الصَّريحِ
فيا نفسًا سمت فوق الرَّزايا
مسلَّحةً بعزمكِ و الطّموحِ
وصاحبَتِ الخطوبَ بكلِّ صبرٍ
مجاهِدَةً بذا القلبِ الجَموحِ
وكم حلَّقتِ في آفاقِ حلمٍ
وكم أعليتِ فيهِ مِنَ الصُّروحِ
وكم واجهتِ أحداثًا جسامًا
أما آن الأوانُ لِتستريحي ؟
فيا ربَّ البريَّة أنت أدرى
بما يدمي القلوبَ مِنَ الجروحِ
أغِثْنا وابعثِ الآمالَ فجرًا
جديدًا مثلما الوجهِ الصَّبوحِ
بنصرٍ قادمٍ يسعى إلينا
وبالإيمانِ ترقى كلَّ روحِ
دمشق ١٩ / ٥ / ٢٠٢٤
التعليقات مغلقة.