ماذنبي بقلم غادة ميرو
و ما ذنبي
أنا عربي
أنا مسلمْ و يلبسني أبو لهبِ
ومدرستي
صدى كتبي
لا تغني عن اﻷدبِ
و لايغني أساتذتي و علمُ السادةِ النجبِ
عن العاداتِ و الهالاتِ و اﻷشباحِ و الحجبِ
أنا عربي
أنا ذنبٌ بحجمِ النجمِ حجمِ الشمسِ و الشهبِ
وتسألني عنِ السببِ
أنا ذنبٌ بلا سببِ
وهذا البحرُ يبلعُنا
وهذا النهرُ يجرفُنا
وهذا السيفُ يحصدُنا
وما السببُ
بلا سببِ
ولا أرضٌ تطيقُ بقاءَنا المأفونَ واعجبي
ولا جبلٌ يغطينا إذا ما لذنا بالهربِ
ولا شمسٌ تدفئُنا
ولا قمرٌ يسلينا
ولا شجرٌ يفاوضُنا
فيرفضُنا لماضينا
وهذا الطفلُ يا شجرُ
لهُ ماضٍ هوَ خطرُ
ألا عذرٌ لهُ فيما جنتْ أحلامُهُ الصغرى
فيحلمُ أن غداً يلهو و يعدو بينَ أقرانهْ
و يقطفُ زهرةً عطرةْ يقدمُها لجيرانهْ
و يضحكُ ضحكةَ المزهوِ تبدو كلَّ أسنانِهْ
ألا فابحثْ هويتَهُ
و دقّقها ملامحَهُ
و قلّبها دفاترَهُ
وفتشْ كلَّ أوراقٍ دفنها بباطنِ الكتبِ
صدى اﻹرهابِ في صوتِهْ
يردٍّدُ لفظةَ التكبيرِ في أضغاثِ أحلامهْ
يناجي ربَّهُ سرّاً يخفّفُ بعضَ آﻻمهْ
إرهابي صغيرُ الحجمِ في كفيهِ في جسدهْ
ولكنْ يصرعُ الجلمودَ في صمتهْ وفي قهرهْ
إذاً قلْ لي: بربّكَ ماذا ؟؟
ماذا يجولُ في فكرهْ ؟؟
و في الأيام
كيف يكون ؟؟
يا من جرتَ في حقّهْ
فلا تنصتْ تحمّلهُ على إنصاتِكَ منّةْ
ألا دعهُ لكاسِ المرِّ و اﻷحزانِ و المحنةْ
و سلمهُ لربِّ الناسِ ربِّ النارِ و الجنّةْ
٢٠١٥
التعليقات مغلقة.