موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

مازلنا مع عصر الفتوات بقلم : الأستاذ : سيد جعيتم

257

مازلنا مع عصر الفتوات بقلم : الأستاذ : سيد جعيتم

مواقفهم السياسية وتقنين الفتونة، ونهايتها

مع بداية القرن العشرين، أصبحت الفتونة قانونية، أصبح هناك نظام اسمه ” نظام الفتوات” وأصبحت الصلة بين الفتوة والشرطة وطيدة، كان الفتوة يساعد الشرطة في حفظ الأمن وحل النزاعات وأحيانا القبض على المجرمين الهاربين من العدالة في الحارة التي يسيطر عليها، وكان للفتوة دورًا هامًا في الانتخابات البرلمانية، حيث كان يحرص المترشحون دائمًا على استمالة فتوة الحارة أو الحي حتى يضمن لهم الأصوات التي توصلهم لكرسي البرلمان، ومنها إلى الوزارة .

للفتوات انتماءات حزبية ومواقفًا سياسية، وأكثرهم كان يميل لحزب الوفد، حزب سعد زغلول ومصطفى النحاس، مع أن حزب الوفد هو الذي قرر عام 1936 إلغاء نظام الفتونة.
ينظم الفتوة أو الحاكم الفعلي للمنطقة العلاقة بين كل سكان الحي، يأخذ الإتاوة من الأعيان نظير حمايتهم ، ويُعطي الفقراء، وللحارة قانون يمنع اعتداء أحد علي غيره ويقوم الفتوة على تنفيذه، وحديثًا يحرص كبير الحارة على التمسك بهذا القانون، لم يخرج عن هذا النظام من الفتوات إلا القليلين وبهذا فقد خرجوا من تعريف الفتوة إلي البلطجي.
منهج الفتوة يختلف عن منهج البلطجي ، فالفتوة سلاحه الشومة أو النبوت يؤدب به الخارجين عن القانون ، والبلطجي يتسلح بالأسلحة البيضاء( مطاوي ـ سنج ـ سكاكين) يشوه بها الناس .

يتم اختيار الفتوة الجديد بعد طقوس عديدة، أبرزها أن ينتصر على الفتوة السابق، فيبايعه الفتوة القديم، ويخرج المنتصر في موكب من أتباعه يعلن انتصاره ويمارس دوره كحاكم للمنطقة بمعاونة أتباعه ويقدم خدماته لأهل المنطقة ويحميهم من أي عدوان خارجي من الحارات الأخرى، ويكلف أعوانه بالسهر على مداخل الحارة و مخارجها لحمايتها من أي دخلاء يهددون أمنها.
وقد أسعدني الحظ برؤية اثنين من الفتوات القدامى وأنا صغير.
الأول فتوة حي الوايلية الصغرى أحمد الغفير وكان قد كبر في السن وقد شاهدته في مشاجرة في سوق الوايلية يدافع فيها عن إحدي السيدات التي تعرض لها بائع بالسباب وانضم للبائع اثنان من الباعة الآخرين، ورأيت كيف أخذ الحائط ساتر خلف ظهره وراح يقاتلهم بنبوته، وفي المساء قام بائعي السوق بتقييد البائعين الذين قاتلوا أحمد الغفير بالحبال، وذهبوا بهم حتي مقهاه فعفا عنهم بعد أن تعهدوا بعدم تكرار ما حدث منهم.
الثاني هو الفتوة الشهير أحمد عرابي أخر فتوة لحي الحسينية وكان قد طعن في السن وجلست مع والدي نستمع إليه في مقهاه بميدان الجيش وهو يسرد ذكرياته و يترحم علي أيام الشهامة ، ومن ضمن أصدقاء عرابي الكاتب الكبير/ نجيب محفوظ الذي كان يزوره في مقهاه يوم الإثنين من كل أسبوع عندما كان يسكن في العباسية الشرقية ( جريدة الدستور24 ديسمبر 2019) و عرابي ابن أخت الفتوة إبراهيم عطية أشهر فتوات حي الحسينية وكان جميع فتوات القاهرة يذكرون اسمه مقرونًا بالإجلال والخوف .

نهاية عصر الفتوات بسبب مقتل الراقصة امتثال :
في 22 مايو عام 1936 قتلت الراقصة امتثال فوزي صاحبة ملهي البسفور بمنطقة رمسيس مطعونة برقبة زجاجة في عنقها، خلف الملهي الذي تملكه مع صديقتها ماري منصور، لم تمر الحادثة مرور الكرام فقد نشرت الصحف وقتها الخبر، الأمر الذي جعل مصطفى النحاس باشا رئيس الوزراء ينتدب اثنين من موظفي الداخلية لحضور التحقيقات والكشف عن ملابسات الجريمة واطلاعه عليها أولاً بأول، وبعد التحريات تبين أن القاتل هو كمال الحريري أحد رجال البلطجي ( فؤاد الشامي) فتوة شارع عماد الدين وأن فؤاد الشامي هو المحرض على قتلها لعدم دفعها خمسين جنيهاً إتاوة شهرية، وتهديدها بأنها ستقوم بإبلاغ البوليس، وهو ما جعل الشامي يشعر أن هيبته أصبحت في الأرض، فاتفق مع الحريري على قتلها، وقد تم عمل قصة حياة امتثال فوزي و مقتلها فيلم أنتج عام 1972 حمل اسم (امتثال).

عقب تلك الجريمة، أعلن زعيم الأمة مصطفى النحاس إلغاء العمل بنظام الفتونة، ولكن هذا العصر لم ينته بقرار النحاس، ظل الفتوة في حارته هو سيدها ومالكها، وظل الفتوات موجودين حتى بعد قيام ثورة 1952

التعليقات مغلقة.