ماسونيات
د.أحمد دبيان .
فى عام ٤٤ م اجتمع الملك هيرودس اكريبا
مع مستشاريه حيرام أبيود ومؤاب لامى .
كان الاجتماع لبحث سبل وقف مد اتباع سيدنا عيسى عليه السلام وانتشار دعوته رغم الرحيل .
كان حيرام ابيود الأشد عداوة فى الحرب على اتباع عيسى عليه السلام ، ولربما فى تلك الفترة لجأ الأسيين الى التعبد والنسك فى مغارات وكهوف قمران .
كان الهدف الأساسى إنقاذ اليهودية الفريسية من المد الثورى لاتباع عيسى عليه السلام ،
كان اختيار عيسى للحواريين من العامة اول معول لضرب طبقية الكهانة ، وكان المعول الثانى هو ضرب الاتجار بالدِّين بطرد الصيارفة من الهيكل ، صارخاً فيهم : جعلتم من بيت أبى مغارة لصوص .
وحين حاوره كبار الأحبار ، محاولين الايقاع به ، قائلين نحن اولاد ابراهيم .
كانت الصيحة مدوية :
ان الله قادر على ان يصنع من الحجارة أبناءاً لابراهيم ،
ما هدد مكانة الثروة والنفوذ القائمين على التدين المغشوش المفصل ، والذى تحول فيه الدين الى تجارة والتطهّر والذبائح مصدرا من مصادر الثروة والنفوذ .
اعتزل الأسيون فى كهوف قمران ، محاولين الحفاظ على النقاء والتطهّر الدعوى والشريعة الحقة من اجل ان يكون السبت للإنسان لا الإنسان للسبت ، وكانوا نواة الرهبانية بتبنى المنذورين فى اشتراكية جماعية تكافلية ، مصدر اقتصادياتها تجارة ملح البحر الميت ،
يعد اجتماع هيرود اكرييا مع حيرام ومؤاب ، هو اول تأريخ موثق لتأسيس الماسونية ،
نظرا لطبيعة حركة الماسونية الموغلة في السرية والغموض لا يوجد اتفاق على شيء من أمورها وبالذات ظروف نشأتها وطبيعة أهدافها ونوعية خططها؛
هذه الحركة -التي تسمي نفسها “أخوّة البنائين الأحرار”- تقول إن نشأتها الرمزية تزامنت مع ما تدعوه “هيكل سليمان” الذي تعتبره أول عمل عظيم نفذته، ومن “إنشائه” استلهمت اسمها “البناؤون الأحرار” وأخذت تقديس “حرفة البناء”.
ويقول المؤرخون الماسونيون إن “أسرار المهنة” وصلت إلى إنجلترا عام 926م على أيدي البنائين والصناع الحرفيين الأوائل الذين عملوا في تشييد الكنائس وغيرها من البنايات الدينية، فشكل هؤلاء الحرفيون نواة الحركة الماسونية الأولى وعلاقتها بالدين.
يفتخر الماسونيون ايضاً “بفرسان الهيكل” الهوسبيتاليين الذين يعتبرونهم من العناصر المؤسسة للماسونية. و”فرسان الهيكل” هو تشكيل عسكري على أساس ديني شارك مع الصليبيين في محاربة المسلمين لانتزاع المسجد الأقصى منهم، إذ يعتقدون أنه بُني تماما فوق ما يسمى “هيكل سليمان”.
التنظيم البنيوى الماسون شديد الهيراركية ( الهرمية )
من المبتدئ للخبير وصولاً للاستاذ الأعظم ، او المرشد العام .
يعد أول ظهور رسمى للماسونية كان بإنشاء المحفل الماسونى الأعظم بلندن عام 1717م،
كانت محاور ارتكاز فرسان الهيكل بعد طرد صلاح الدين لهم فى جزيرة قبرص حيث شن عليهم المماليك العظام حملات ، فانتقلوا الى مالطة حيث طردهم نابوليون اثناء حملته على مصر ومؤخراً أقاموا لهم دولة اعتبارية اسمها دولة فرسان مالطة يُزعم البروتستانت ان رئيسها هو بابا الظل
او
The black pope
وهو من يلقب بأقوى رجل فى العالم والذى يحكم قوانين العمل والبيزنس والمتحكم بجماعات فرسان الهيكل وفرسان مالطة والجيزويت و المنوط به كل الافعال الراديكالية .
كانت المحافل الماسونية منتشرة فى مصر منذ نهايات القرن التاسع عشر وروجت لنفسها تحت دعاوى الاعمال الخيرية والاخوة الانسانية .
مما يذكر ان الخديوى توفيق الجالب للاحتلال الانجليزى لمصر ، كان استاذاً اعظم للمحفل الماسونى المصرى. .
وللماسونية رموز عديدة منها: “يطلقون على أماكن اجتماعاتهم محفلا أو هيكلا، ويستعملون النور رمزا إلى نور العقل، ويشيرون إلى الجهاد برمز السيف، والأنوار السبعة يدل على عدد الأعضاء الذين لا يمكن دونهم أن تكون جلسة المحفل قانونية”، ومن التعاليم السائدة لدى الماسونية أن الهيكل فى المحفل الملوكى هو هيكل سليمان، والنور هو النور الذى يتجلى الله فيه لموسى، والبناية الحرة هى بناء هيكل سليمان.
المحافل الماسونية إنتشرت فى مصر فى العهد الملكى أثناء فترة الاحتلال الإنجليزى، إلا أنه عند قيام ثورة يوليو 1952م، فقدت تلك المحافل الكثير من أعضائها وانحسر دورها بسبب تغير المناخ الاجتماعى فى مصر، وتغير السياسة الداخلية بالإضافة إلى جلاء الإنجليز عن مصر وانحسار تأثير القوى الخارجية على القرار المصرى، ليوجه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ضربة قاصمة لهم فى إبريل 1964م ليصدر قرارا بإغلاق كل المحافل الماسونية التى وصلت أعدادها إلى 26 محفلا، بعد ثبوت تجسسهم لصالح الكيان الصهيونى.
بعد معاهدة كامب ديفيد عاد النشاط الماسونى فى مصر تحت مسمى الروتارى والليونز و تحت الشعارات البراقة للأعمال الخيرية والمجتمعية.
وفى عام ١٩٨٠ وقبيل مقتله اعترف الرئيس انور السادات بدولة فرسان مالطة وسمح بالتمثيل الدبلوماسى وافتتاح سفارتها فى القاهرة.
التعليقات مغلقة.