مالك والكورونا بعد خمسين سنة
سمير الخولي
كعادته كل أسبوع فى سهرة الخميس إعتلى مالك كرسييه وجلس حوله أولاده وأحفاده وبدأ هو يقص عليهم قصص السابقين وحكايات الأولين وهم حوله مستمتعين بطريقته فى السرد الذى تعلمه من جده رحمه الله والذى يقال أنه كان يصاحبه كظله لا يفارقه ليلا أو نهار بدأ مالك بالكلام فعم الصمت المكان والكل أنصت بإهتمام اليوم يا أبناء سأحكى لكم أحداث عاصرتها أنا وجدى الذى يرقد الآن بسلام بين يدى رب الآنام منذ خمسين عام بالتمام سادت الدنيا حروب وصراعات اليمن تضرب اليمن والسعودية التى كانت مملكة تضرب أيضا اليمن وسوريا كانت دولة ممزقة ومصر كانت تستعد لضرب الحبشة والعالم كله يشتعل نار ويسوده الدمار وفجأة وتتحكم فى أموره دولة واحدة كان اسمها أمريكا وكانت تحرض كل طرف على آخر وتبيع هى السلاح لكل الأطراف ولم يكن لها صديق إلا دولة صغيرة اسمها إسرائيل وكانت تحتل فلسطين التى أصبحت الأن جزء من الوطن العربى الكبير وفى ظل هذه الحروب وغياب الأمل فى عودة الضمير للعالم كله الذى غلبت على أهله المصالح الخاصة وضاعت منه الإنسانية وتهاوت الأخلاق وإنهارت القيم وكان طبيعيا أن يأتى حدث غير متوقع من السماء لكى يتطهر العالم من الدنس الذى حاق به استيقظ الناس ذات صباح على خبر وقع عليهم كالصاعقة يقول أن عدة الآف من البشر فى الصين قد أصابهم فيروس خطير أرداهم قتلى فى خلال ساعات وفجأة إنقطعت كل أخبار الحروب والصراعات وتوقف العالم عن الحركة فلا عمل ولا لهو ولا حتى صلوات فى المساجد أو الكنائس وأغلق الله بيوته أمام جميع البشر معلنا غضبه على البشرية كلها وفى عدة شهور إغتسلت الأرض تماما من كل ما كان يملأها من أدران ويشاء الله أن الأطفال لا يصابون بهذا الفيروس اللعين لكى يكونوا شهداء على ما يحدث ويعلمون أن الظلم دائما له آخر وان القوة مهما بلغت ذروتها هناك دائما إله فوق الجميع يتدخل عندما يشاء لكى يعيد ميزان الرحمة والعدل لمخلوقاته التى عصت وتجبرت ونسيت ربها وغرتها قوتها وعلمها فهذا الفيروس الصغير الحجم المسمى كورونا عجز كل أهل الأرض أن يجدوا له علاج أو دواء يشفيهم منه إلى أن أدركت البشرية أنه جند من جنود الله فوضه خالقه فى إعادة البشر إلى الطريق القويم أوصيكم أبنائى وأحفادى أن أن تدركوا دائما مهما بلغت قوتكم ودرجة علمكم أن الله هو القوى القدير الذى لم يدرك علمه أحد أراكم الأسبوع القادم بأذن الله مع رجائى أن تدعوا جميعا لجدنا الكبير سمير بالرحمة والغفران
التعليقات مغلقة.