ما أجمل أن نحلُم ! بقلم / عبلة العربي
وما أجمل أن نسعى جاهدين لتحقيق أحلامِنا ! ولكن ..
هل سأل أحدكم نفسَهُ يوماً إذا كان ما يراه حُلماً جميلاً سيجلُبُ عليه الخيرَ أم الشر ؟
فكم من أشياءٍ ظاهرُها السعادة وباطنها الشقاء ..
نعم .. كثيرٌ من الحقائق التي كانت يوماً أحلاماً وردية لم تحققْ لأصحابها سوى التعاسة والندم ..
لقد عَرفْتُها ذات يومٍ وهي تلهثُ وراء الحب .. تحلُم به .. تتمنى أن تعيشَه ، أن تجدَ الإنسانَ الذي يقتحمُ قلبها العنيد ويشعرها بطعم السعادة الحقيقية ..
ومرت حياتُها سريعاً ومر بها العمر ولم تقابله وفجأة وجدت القدر يُلقي به في طريقها ، خطف قلبها منذ الوهلة الأولى ، شَعرتْ معه بكل شيء كانت تحلُم به ..
أحبته بكل إخلاص وأعطت بلا حدود وبلا تفكير ..
تزوجته رغم كل شيء .. رغم الفوارق الكبيرة بينهما.. رغم اعتراض الجميع – حتى عقلها – عليه ..
كان بالنسبة لها الحُلم الذي عاشت تنتظره وتدعو الله أن يحققه..
وسَعِدتُ من أجلِها .. وظننتُ أن نظرةَ الحزنِ التي كانت تسكن عينيها كلما نظرت إليها ستختفي للأبد ..
وطالت بيننا المسافات وحالت الظروف دون لقائنا ولكنني كنت دائما أتابعها من بعيد وهي تحلق معه في سماء السعادة ..
وحدث ما لم أكن أتوقع حدوثه..
التقيتُها عن طريق الصدفة .. لم أجد النظرة الحزينة التي كنت أعرفُها في عينيِها وكفى .. بل وجدت حُطامَ إنسان أمامي ..
وجدت امرأةً يقتُلها الندم وتسكن المرارة كلماتها .. واندهشتُ وسألتُها ..
ما بِكِ ؟
لِمَ انتِ لستِ سعيدةً ؟
ألم يتحقق حُلمكِ بزواجكِ بمَن تحبين ؟!
وكم سالت دموعي وانا أسمعُ قصتَها التي بدأت كالحُلم وانتهت بالخيانةِ والغدر والندم الشديد رغم كل ما وهبَتهُ إياه من حبها واهتمامِها ورغم إنها كانت لا ترى الدنيا إلا بعينيه ..
وأتساءلُ هنا .. هل كان من الأفضلِ لها ألا تحلُم ؟ أم أن الخطأ كان في التشبث بالحلم والإصرار على تحقيقه ؟؟
لا أقصدُ بكلامي هذا ألا نحلُم ولكنني أقولُ: أن الأحلامَ ليست كلها جميلة كما تبدو لنا ولابد أن نرضى بما قسمه اللهُ لنا ولا نتطلعُ إلى ما لا ندرك عاقبتَه .. وكما قال الله تعالى في كتابِه الكريم : ” وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم ، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون “
صدق الله العظيم
التعليقات مغلقة.