موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

” ما أشهَدتُهُم خَلْقَ السّموات وَالأَرْضِ ولا خَلْقَ أنفُسِهم وما كُنتُ مُتخذَ المُضِلّين عَضُدا “

274

” ما أشهَدتُهُم خَلْقَ السّموات وَالأَرْضِ ولا خَلْقَ أنفُسِهم وما كُنتُ مُتخذَ المُضِلّين عَضُدا “

بقلم أشرف خاطر

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
إن القرآن الكريم دقيقٌ في تعابيره ويُفسّر بعضه بعضا ، قال تعالى : ( إذ قلنا للملائكة اسْجُدُوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وَذُرِّيَّتِهِ أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا) الكهف ٥٠
في هذة الآيه الكريمة مشهد تصويري تتجلى فيه عظمة وقوة الله سبحانه مع ملائكته كما تجلت فيها معاتبته لعباده الذين اتخذوا إبليس وَذُرِّيَّتِهِ أولياء لهم من دون الله ، وذم الكافرين بإستبدالهم عبادة ربهم ، ثم نُنقلُ إلى مشهدٍ أعظم في الآية التي تليها مباشرة ، في قوله تعالى : ( ما أشهدتهم خلق السمواتِ والأرض ولا خلق أنفسهم وما كنت مُتَّخِذ المُضِلّين عَضُدا ) الكهف ٥١ ، فانتقل المشهد من زمن خلق آدم عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام ، إلى زمنٍ أبعد وهو خلق السموات والأرض والذي هو أعظم من خلق الناس ، قال تعالى ( لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون ) غافر ٥٧، كما نقل سبحانه وتعالى صورة العدو الأصغر للإنسان وهو إبليس وَذُرِّيَّتِهِ ، إلى العدو الأكبر للإنسان وهو نفسه الأمّارة بالسوء ، وحَرَمَ تلك الأنفس التي تواجدت من شرف مشاهدة خلق السموات والأرض وأنفسهم والإشهاد عليها ، لأنهم كانوا على ضلالة والله سبحانه وتعالى ماكان ليتخذ المُضِلّين عَضُدا ،قال تعالى (إنّ ربكم الله خلق السموات والأرض في ستة أيّام ثم استوى على العرش يُغشي الليل النهار يطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مُسخراتٌ بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربُ العالمين) الأعراف ٥٤ .
في قوله تعالى ( ماأشهدتهم ) الضمير ( هم ) على من يعود ؟ استوقفني ودفعني أن أبحث في كتب التفسير المعتمدة عند أهل السنة والجماعة ، وأجمعَ كلٌ من بن كثير ، الجلالين ، والطبري ، بأن الضمير ( هم) في ( ماأشهدتهم ) يعود على إبليس وَذُرِّيَّتِهِ ، ألا أنه راودني رأي آخر فأحببت أن لا أحقّرُ نفسي من جانب ولا أباهي العلماء والفقهاء الأجلّاء من جانب آخر ، لعله يَكُونُ قولاً يسمعه أحد علماء هذة الأمة أو أحد طلبة علمها الأفذاذ فيحرر بها الفارق الزمني بين خلق السموات والأرض أولاً وبين خلق آدم عليه وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام ، وفق منهج علمي رصين يعجز جانبي الوقوف فيه . نقول وبالله الإستعانة : من يتصدى للتفسير في القرآن الكريم يجب أن يتسلح بما يتيسر له من الإلمام التام باللغة العربية لغةالقرآن الكريم .
، أولاً : كلمة الشهادة لغةً من المشاهدة بمعنى المعاينة والشاهد هو العالِم الذي يُبين ما علمه ونلاحظ قرب الصِّلة بين الرؤية والشهادة من الناحية اللغوية ، فالرؤية هي النظر بالعين والقلب ، وتستعمل الرؤية بمعنى العلم ، قال تعالى ( ألم تر إلى الذين أُتوا نصيباً من الكتاب ) آلِ عمران جزء من ٢٣ ، إذاً من معاني الشهادة والرؤية ( المعاينة للشيء والعلم به ) . أما الشهادة في اصطلاح الفقهاء : يرجع تعريفهم لها إلى مستند علم الشاهد والذي يرتكز على أمرين أساسيين في الغالب وهما : الرؤية والسماع ، فلا يجوز لشاهد أن يشهد إلا بما يعلمه برؤية أوسماع . قال تعالى ( إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ) الزخرف ٨٦ قال تعالى ( ولا تقف بما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) الإسراء ٣٦ ، إذاًالشهادة تدور حول العلم بالمقصود ويتقدم مراتب هذا العلم البصر اذ هو أعلاها في باب الشهادة ، والشهادة أعم من الرؤية .
ثانياً : كلمة نفس ذُكرت في القرآن الكريم في آياتٍ كثيرة وهي مرتبطة بالإنسان لا بإبليس وَذُرِّيَّتِهِ ، قال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد ) سورة ق ، قال تعالى ( وَأَمَّا من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ) النازعات ٤٠
يقول العلماء: إن الآلهة التي كانت تُعبد من دون الله ( اللَّات ، والعُزّى ومُناة وسواع وود ويغوث ويعقوب ونسرى ) كل هذة الأصنام هُدمت ماعدا إله مزيف مازال يُعبد من دون الله ، هو ( هوى النفس ) فإذا تمكن من الإنسان فلا يصغي لشرع ولا لوازع ديني ، تجده عبداً لهواه. ولو نظرنا الى الجرائم الفردية في القرآن الكريم ، كجريمة قتل قابيل لأخيه هابيل ، قال تعالى ( فطوّعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين ) المائدة ٣٠ ، قال تعالى ( وجاءوا على قميصه بدمٍ كذبٍ قال بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون ) يوسف
من أولاً وثانياً نستطيع القول بأن الضمير ( هم ) في قوله تعالى ( ماأشهدتهم ) لا يعود على إبليس وَذُرِّيَّتِهِ ،ولا على ذرية آدم الذين اتخذوا إبليس وَذُرِّيَّتِه أولياء من دون الله ، لأن هؤلاء كانوا جميعاً بعد خلق السموات والأرض بحقبةٍ زمنية لا يعلمها إلا الله ، بل نستطيع أن نقول بأن الضمير (هم ) في ( ما أشهدتهم ) عائد على تلك الأنفس الضالة المُضلة من الخلق الأول قبل خلق آدم عليه وعلى نبينا محمد افضل الصلاة والسلام ، وحرمها الله من مشاهدة خلق السموات والأرض والتي عاصرتها و سفكت الدماء وكانت مفسدة ، وشهدت بذلك الملائكة من قوله تعالى (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ) البقرة ٣٠ ، وهناك سبب آخر يستبعد إبليس وَذُرِّيَّتِهِ من حرمان مشاهدة خلق السموات والأرض وخلق أنفسهم ، هو التقدم العلمي الهائل في الأجهزة الطبية كجهاز السونار ( الألترا ساوند ) Ultrasound وأهم استخداماته رؤية الجنين في أحشاء الأم وتتبع خلقه ونموه ، وذرية ابليس ترانا من حيث لا نراهم ، وكذلك التقدم الهائل في علوم الفلك والفضاء والأكوان ، كل هذا لا يتعارض مع القرآن الكريم ، قال تعالى ( و ماأوتيتم من العلم إلا قليلا )قال تعالى ( يا معشر الجن والإنس إن إستطعتم أن تنفذوا من أقطارالسموات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان) ٣٣السلطان بمعنى العلم.
اللهمّ علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا.

التعليقات مغلقة.