موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

ما أعظم منح الله لو فقهنا بقلم محمد عبده

254

ما أعظم منح الله لو فقهنا بقلم محمد عبده

الحمد لله وحده،والصلاة والسلام على من لا نبى بعده،
وبعد، فقد دار الزمان، وعظمت الأحداث، وتقلّبت الأحوال،حتى ضاق الزمان بأهله، فصار الناس يتقلبون فى الضيق والهمّ ليل نهار،أصبحوا غارقين فى البلاءات والمصائب،وانعكس ذلك همّا وغمّا، فجحد كثير منهم حياته، وكفر آخرين عيشهم،ونسى أكثرهم شكر كثير من نعم الله التى لا تُحصى، وذلك ليس إلّا لعظم جهلهم، وشرودهم عن هدى نبيهم صل الله عليه وسلّم،
لقد غفل الناس بجهلهم، أو ربما أغفلوا عن قصد، أن نقَمُ الله تعالى، والمحن التى يمتحن بها عباده لا تأتى منفرده، وإنما تأتى حاملة فى رحمها كثيرا من المنح، التى تتولّد وتشبّ إذا وعوها وفقهوها،وانتبهوا لحقيقتها،
نعم أنا على يقين تام بأنه داخل كل محنة الكثير من المنح الإلهية العظيمة،
وها أنا أدلّك فانتبه لكلامى:


إذا ساقتك محنتك إلى معرفة الحق، والركون إليه، والثبات عليه، فهذه منحة،

إذا حملتك محنتك على ترك غرورك وتكبرك وجبروتك، فتذلّلت لربّك وتواضعت كى يرفعها عنك فهذه منحة،

إذا حملتك محنتك على الانسلاخ من نفاقك وريائك فأخلصت النية والقصد لله رب العالمين بنيّة الفرج والخلاص مما أنت فيه فهذه منحة،

إذا دعتك محنتك إلى رد المظالم لأهلها وإعطاء كل ذى حق حقه فهذه منحة وليست محنة،

إذا ساقتك محنتك إلى فتح الباب الموصد بينك وبين ربك، فأسرعت إليه تائبا نادما متذللا، فهذه منحة،

فما أجمل وأعظم المحن التى تُقرّب العباد لربهم سبحانه وتعالى،فتسوقهم لترك المعاصى،واجتناب السيئات،واتّقاء الشبهات،
ألا زلت تنكر أن بداخل كل محنة منحٌ عظيمة، يراها كل ذى بصيرة نقيّة، وفطرة سويّة، ويفطُنُ لها ويستغلّها كل ذى لبٍّ حكيم أنعم الله عليه، وأسبغ عليه من فضله؟ أما زلت مستعدًا للحجود وكفر الكثير من نعم الله التى لا تحصى مع أول محنة تُلمّ بك؟ وأوّل بلاء ينزل عليك؟ ،أما زلت غافلا عن عظيم حكمة الله التى يُخبّؤها فى بلاياه حتى يختبر عباده فيميز الصابر من الناقم، والخبيث من الطيب؟،
اجلس ونفسك،وانظر الأمور وتفحّصها بعن الحكمة تكن أسعد الناس،وإياك إياك أن تُعَجّل بسُخط وغضب على قضاء الله فتكون من الخاسرين،
أسعد الله أيامكم، وشرح صدوركم،وأنار بفضله بصائركم،ورزقكم من حيث لا تحتسبون.

29/05/2021

التعليقات مغلقة.