ما أنا بيوسف بقلم جمال ربيع
ما أنا بيوسف بقلم جمال ربيع
لأنّني أدمنتُكمْ مثل َ السجائرِ التي
تلوكُها الأحشاءُ كل ليلةٍ على المدى
فيسعِلُ الطريقُ من أمامِنا وينحني
على بساطنا نخيلُنا و يهطُلُ الندى
مثل العصافيرِالتي تجيئُ فوقَ أفرُعي
تدُسُّ حٍملها بشارعي يصيرُ مَورِدا
وفي مناقيرِ الصِّغارِ يرقصونَ نشوَةً
ويرسمونَ حُلمَهمْ على أرائكي هدى
وكالبطاريقِ التي إليَّ مدّتْ ثغرها
لتسحبَ الجليدَ من يديَّ يأتِ ساجِدا
لتُخرِجَ الأسماگَ وجبةً لها من أضلُعي
وتَفْرِكُ الصباحَ تُشعِلُ النسيمَ موقِدا
كالشمسِ حينما تجيئُ تستحِمُّ في دمي
وتتركُ الأقمارَ ساقِطاتُ تشتهي يدا
وتُسقِطُ النجومَ من فوقَ رأسيَ الذي
يضِجُّ بالسّكونِ ينحني النّعاسِ مُجهدا
حاولتُ أن أمرَّ بين مقعدينِ بيننا
تَعلّقَ المِسمارُ في ملابسي مُعانِدا
وحينما انتشى صبابةً أتى ببهجةٍ
وقَدَّ دابِرَ القميصٍ مُتقِنًا وجاهِدا
فقالَ نِسوَةٌ بقريتي جمالُ لم يزَلْ
يحُطُّ فوقَ شُرفَةِ الفتاةِ حُلمًا أمرِدا
ويقتفي آثارَها ويمتطي طريقها
يُوَزِّعُ الأشعارَ للحَصى يرُشُّ السؤدُدا
ويرشُقُ النخيلَ بالآمالِ عند بابِها
وينثني بشهقةٍ على الطريقِ عائدا
علمتُ أنهُنَّ يرتشفنني كقهوةٍ
هناكَ قد دعوتهنَّ واصطنعتُ مٍقعدا
بالروحِ قد أجلستُهنَّ قلتُ ياجميلتي
لٍتخرُجي ولتضربي على العيونِ موعِدا
فعندما رأينها أكبرنها قطَّعنَ لي
فؤاديَ الطريِّ مُرغمينَ / هنَّتِ المُدى
أدركتُ أنني هنا ماكنتُ يوسفَ الذي
تَبغينَ وارتشفتُ ماءَ جُبيَ الذي شَدا
بخيبتي …… أتيتِ ترمقينني بغِلْظةٍ
وتنهرينَ يومَ أن صادفتٍني مُستأسِدا
التعليقات مغلقة.