ما بين الفصام واضطرابات الهوية بقلم د.أحمد دبيان
ما بين الفصام واضطرابات الهوية بقلم د.أحمد دبيان
هناك خلط لدى الجمهور ما بين الفصام
السكيزوفرينيا Schizophrenia
وهو اضطراب نفسي يتسم بسلوك اجتماعي غير طبيعي وفشل في تمييز الواقع. والذى تشمل الأعراض الشائعة فيه الوهام واضطراب الفكر والهلوسة السمعية بالإضافة إلى انخفاض المشاركة الاجتماعية والتعبير العاطفي وانعدام الإرادة.
وما بين ال
Dissociative Identity disorder
او اضطراب الهوية التفارقي
والمعروف سابقاً باسم اضطراب تعدد الشخصيات
multiple personality disorder
و هو اضطراب عقلي يوصف بوجود شخصيتين -علي الاقل- متميزتين ودائمتين نسبياً، وغالبا ما يصاحب ذلك حالة من صعوبات في تذكر الأحداث بشكل لا يمكن تفسيرة من خلال عملية النسيان العادية، وهذه الحالات تظهر بشكل متناوب في سلوك الشخص، وتختلف من شخص لآخر.
يقال ان اضطراب الهوية التفارقى او اضطراب تعدد الشخصيات مرض نادر .
الواقع ان الحالة المصرية اصبحت بالفعل لا يمكن توصيفها الا بمرض اضطراب الهوية التفارقى ، فتارة يرتدى المجتمع ثوب الدين ولكنه فى الوقت ذاته تجده اشد المدافعين عن الفساد والانحراف .
مجتمع متطرف فى تأييده حتى فى الانحرافات وهو فى الوقت عينه متطرف فى المعارضة فى قطاعات فقدت انتماءها الوطنى.
مجتمع يعانى الخلط فى الهوية ، سلفى الهوي سواء فى تأسلمه او تمسحه او حتى فرعونيته المزعومة.
لا تعجب كثيرا حين ترى الخلطة المتنافرة الجزيئات ما بين فرعونية وتأسلم او تمسح سلفى بامتياز رغم التناقض بين الجذر الوثنى والموحد ان جاز التعبير .
مجتمع يزعم التطور وهو فى اسار الماضوية يرسف مؤلها ومقدسا وموثنا ما هو ليس بمقدس نائيا به عن النقد البناء اللازم للاصلاح والتطور معتبرا اياه انتهاكا لقدس اقداس الدوجما لديه.
مجتمع الخلط ما بين الانسانية والانحراف باسم الانسانية والقبول بل والتطبيع مع الفساد باسمها ايضا.
مجتمع مسرف متطرف يحمل بذور فنائه يرفض الاعتراف بالعوار ويمضى قدما دوما باعتبار انه ليس فى الامكان احسن مما كان.
يدافع عن آرائه المتناقضة كدوجما دينية ويسهل التلاعب به وتوجيهه فالوعى المفتقد ناجم عن ميراث تجريف الآلاف من السنين .
مصر الحالية تعانى من اضطراب تعدد الشخصيات وهى حاليا تخطو ما بين خطوط تتوازى ما بين الثوب الاسلاموى، والثوب الغربى الذى تعشقه سرا او حراما اضف عليها الثوب المتصحر الذى صار نموذجا وقدوة.
ان لم يأتى من يدرك هذا الخلل ويستعين بعلماء نفس واجتماع لمحاولة ايجاد آلية اصلاح حقيقية سيستمر هذا المجتمع فى التآكل الرمى والذى بدأت آلياته بالفعل منذ السبعينات السوداء.
التعليقات مغلقة.