ما بين المشروع والمبادرة ودروب التيه بقلم د.أحمد دبيان
ما بين المشروع والمبادرة ودروب التيه بقلم د.أحمد دبيان
هناك دائما لبس تاريخى عند الحديث عن مشروع روجرز للسلام والذى يختلف تماماً عن مبادرة روجرز لوقف اطلاق النار.
عام ١٩٦٩ جاء مشروع وليام روجرز لسلام شامل من وجهة النظر الأمريكية
…………………..
كانت حرب الاستنزاف المصرية الإسرائيلية في تصاعد والخسائر الإسرائيلية فادحة ومن ظنوا انه سيسقط بعد عدوان ١٩٦٧ ظل صامداً يقاوم , وكانت حركة المقاومة الفلسطينية في أوجهها داخل الأراضي المحتلة وخارجها, فشعرت الإدارة الأمريكية أنها لابد أن تتحرك بما يحمي مصالحها ومصالح حليفتها إسرائيل وعرض روجرز ومشروعه في 28 أكتوبر/ 1969, وهو في جوهره يعبر عن اعتدال تكتيكي فقط مع بقاء التصلب الإستراتيجي الأمريكي في صف إسرائيل وقد طرح روجرز مشروعاً على الاتحاد السوفيتي يتضمن مقدمة قصيرة تدعو إلى إبرام اتفاق نهائي متبادل بين مصر وإسرائيل. وـتألفت خطة وليام روجرز والتي عرضها في خطاب ألقاه في 9 ديسمبر/ 1969 في ديباجية موجزة تدعو إلى عقد اتفاق نهائي ملزم بصورة متبادلة بين مصر وإسرائيل يجري التفاوض بشأنه تحت رعاية السفير السويدي “غونار يارنغ” الممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة على غرار الإجراءات التي اتبعت في رودس في عام 1949
ويستند هذا الاتفاق إلى النقاط العشر التالية:
- كجزء من تسوية شاملة تقوم مصر وإسرائيل بتحديد الجدول الزمني والإجراءات المتعلقة بانسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من أراضي جمهورية مصر العربية التي احتلت في النزاع عام 1967م
- تنتهي حالة الحرب بين مصر وإسرائيل وتقام حالة رسمية للسلام ويتعهد الطرفان بالحيلولة دون جميع أشكال الأعمال العدوانية من جانب أراضيها ضد شعب الطرف الآخر وقواته المسلحة.
- يوافق الجانبان على موقع الحدود المضمونة والمعترف بها بينهما وينطوي الاتفاق على إنشاء مناطق مجردة من السلاح, واتخاذ التدابير الفعالة في منطقة شرم الشيخ لضمان حرية الملاحة في مضيق تيران والترتيبات الخاصة بالأمن, والتصرف النهائي في غزة. وفي هذا الإطار, فإن الحدود الدولية السابقة بين مصر وأراضي فلسطين الخاضعة للانتداب ستصبح الحدود المضمونة والمعترف بها بين إسرائيل والجمهورية العربية المتحدة.
- يقوم الجانبان بإعداد اتفاقية بشأن المناطق التي تجرد من السلاح والتدابير الخاصة بضمان حرية الملاحة عبر مضايق تيران, وتدابير الأمن الفعالة للتصرف النهائي في غزة.
- يوافق الجانبان على أن مضايق تيران ممر مائي دولي, وعلى أن مبدأ حرية الملاحة يسري على جميع الدول بما فيها إسرائيل.
- في ممارسة مصر لحق السيادة على قناة السويس, فإنها تؤكد حق السفن التابعة لجميع الأمم المتحدة بما فيها إسرائيل, في المرور بحرية عبر القناة دون تمييز أو تدخل.
- يوافق الجانبان على الالتزام بالشروط المتعلقة بالتسوية العادلة لمشكلة اللاجئين طبقاً لما يتم التوصل إليه في اتفاق نهائي بين الأردن وإسرائيل.
- تتفق مصر وإسرائيل بصورة متبادلة على أن تحترما وتعترفا بالسيادة ووحدة الأراضي وحق العيش داخل حدود مضمونة ومعترف بها لكل من الطرفين.
- يتم تسجيل الاتفاق النهائي في وثيقة يوقع عليها الجانبان وتودع لدى الأمم المتحدة وينص الاتفاق النهائي على أن “الإخلال المادي بالاتفاق من جانب واحدة من الطرفين, يخول للطرف الآخر أن يتذرع بالإخلال باعتباره سبباً للتوقف عن التنفيذ بالنسبة للكل أو الجزء”.
- يوافق الجانبان على أن يقدما الاتفاق النهائي إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتصديق عليه
وقد رفضها جمال عبد الناصر وقبل فقط بالمبادرة ووقف إطلاق النار واستغلها لتحريك حائط الصواريخ لغرب للقناة …..
نورد ايضا وفى نفس السياق تقرير جيش الدفاع الاسرائيلى عن مجمل ضحاياه فى الحروب العربية الاسرائيلية.
عن حرب الاستنزاف
١٩٦٨ -١٩٧٠
عدد القتلى : ١٤٢٤
عدد الجرحى :٢٧٠٠
نلاحظ انهم لم يوردوا عدد الجرحى فى حرب يوم كيبور ( حرب أكتوبر ) والتى بلغ عدد قتلاهم فيها ٢٦٨٨
كان للخسائر الفادحة لهم فى الاستنزاف الفضل فى محاولاتهم الدؤوبة لعرض سيناء على مصر فى مشروع روجرز للسلام الدائم فترة حكم الرئيس جمال عبك الناصر مقابل صلح مصرى اسرائيلى منفرد لشق صف الجبهة العربية .
التعليقات مغلقة.