موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

ما بين حانة و مانة ضاعت لحانا..بقلم محمد أحمد محمود

444

.ما بين حانة ومانة ضاعت لِحَان

بقلم / محمد أحمد محمود

سـأل الأستاذ طلابه :من منكم لا يعرف هذا المثل؟
” بين حانة ومانة ضاعت لحانا ” …
نعم اُستاذ : أنا لا أعرفه

  • طيب سأُجيبُكَ عليه :
    تزوج رجل إمرأتين إحداهما إسمها حانة والثانية اسمها مانة ..
    وكانت حانة صغيرة في السِّن وعمرها لا يتجاوزُ العشرين، بخلاف مانة التي كان يزيدُ عمرُها عن الخمسين وكان الشيبُ يلعبُ برأسها لعبــا ..
    فكان ؛ كلّـما دخلَ الرجـلُ إلى حجرة حانة تنظر إلى لحيته وتنـزع منها كلَّ شعرةٍ بيضاءَ وتقول :
    “يصعبُ عليَّ عندما أرى الشعر الشائبُ يلعب بهذه
    اللحية الجميلة وأنت ما زلت شابًا “.
    وحينما يذهبُ الرجلُ إلى حُجرة مانة ، تُمسك لحيته هي الأخرى وتنـزعُ منها الشعرَ الأسود ، وهي تقول له :
    ” يُكدِّرني أن أرى شعرًا أسود بلحيتك وأنت رجلٌ
    كبيرُ السِّن جليلُ القدر”
    ودام حالُ الرجلِ على هذا المنوال إلى أن نظر الرجلُ ذات يومٍ في المرآة ؛ فرأى في لحيته نقصًا عظيمًا ، فمسك لحيته بعنف متأسفاً، وقال : ” بين حانة ومانة ضاعت لحانا”

أعود لأكملَ سؤالي : هل تعرفون لماذا أخترت هذا الموضوع !
إن حال معظمنا راح يتشابه مع حال هذا الرجل البائس الذي تهاوت لحيته بين أي حانة وكل مانة
كأن العالم العربي عشق الإنقسام والتفتٌت مابين حانة ومانة
الأمر الذي جعل المنطق والعقل حائراً بين هذا وذاك محاولاً إيجاد أي مساحة مشتركة تتسم ببعض المنطق دون جدوى

إمتلئ الكون بالصراخ والضجيج متشحاً بشارات الجهل
متباهياً بمساحات التباعد
وراحت كل حانة تقسم بأغلظ الأيمان بأنها تملك المنطق والعقل صارخة في الجميع بأنها صاحبة الحقيقة الكاملة
وأقسمت كل مانة بخطأ حانة وبُعدها عن الحقيقة وفقدها لرؤية ماهو معروف بالضرورة

ووقف معظمنا بين حانة ومانة حائر ضائع لايدري أي أصابع ماكرة تلك التي تجعل كل منهما تتحدث بيقين الحقيقة المبنية على الكثير والكثير من البراهين

أصبح على معظمنا أن يتخيّر طريقة بوضوحٍ لا لبس فيه فإما أن يكون مع مانة ووقتها هو بالضرورة عدو لحانة أو العكس

في كل حوار يجمع بين أي حانة وأي مانة تشعر وكأن كلاهما يحاول إثبات وجة النظر التي يتبناها ضارباً عرض الكون بأي وجهات نظر اخرى
وأصبح على معظمنا أن يتخيّر مابين وجهتي النظر فقط وأي خروج عنهما يجعلك تغرد خارج السرب

وصار كل منا عاقلاً حكيماً وطنياً من وجهة نظر حانة مجنوناً فاقداً للحكمة خائناً من وجهة نظر مانة

وهكذا أصبحت عقولنا بين سيف حانة وسندان مانة ..
ألف رأس ورأس تُذبح في كل يوم لكونها فقط رأت أن بعضاً مما تفعله حانة أو مانة جانبه الصواب

ألف رأي ورأي ضاعت ملامحة في حشرجات الصراخ والعويل
كأن البعض يريد لرؤانا أن تتوحد وتصطف إما مع حانة أو مع مانة

كأنهم يريدون لملامحنا أن تذوب وتنصهر وتتماثل مع واحدة منهما وإلا فالويل والثبور وعزائم الأمور

ياسادة إلى متى ستضيع لحانا بين حانة ومانة

التعليقات مغلقة.