ما كانَ دهري لصُنعِ بالناسي
شعر مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
ياأُمةَ العُرْبِ قلبي ذو شجىً آسٍ…..وما لقلبي من الآنامِ من وأسِ
صيحاتُ لبيا بلادِ الغربِ قد عظُمتْ….مما دهاها ومن فوضى وإبلاسِ
وقائدُ التُرْكِ يسعى راغباً طَمِعاً…..في مُلكِ لبيا بصُنعٍ جدِّ عبَّاسِ
قد قسَّمَ الناسَ والعربانُ غافلةٌ…..مما يُحاكُ لها من كلِّ دسَّاسِ
كم حرَّضَ الناسَ في لبيا وزوَّدهم…..بما تصيرُ بهِ لبيا لإفلاسِ
وموطنُ الحُسنِ أرضُ الشامِ مُنهكةٌ……وكانَ قبلُ عزيزَ الدارِ والراسِ
قد اكتووا بصليلِ النارِ وانتشروا…..مُشرَّدينَ ومنهم كلُّ عسَّاسِ
فكم رأيتُ بني سوريا بحاضرتي… ..وقد أقاموا بأمنٍ دونَ حُرَّاسِ
لكنهم برعوا في كلِّ ناحيةٍ….واستوطنوا بلدي من طيبِ أنفاسي
وموطنُ العزِّ قد صارتْ مدائنُهُ……من شدَّةِ الهولِ في ذُعْرٍ ووسواسِ
أعني العراقَ فقد حلَّتْ بها محنٌ…..وتنازعتها أيادي شرِّ أجناسِ
فالأمريكانُ لهم في أرضِها غرضٌ…..والفرسُ تسعى بحكمٍ جائرٍ قاسِ
لي من مُصابِ بلادِ العُرْبِ مَوجدةٌ…..والحزنُ يملأُ أركاني وإحساسي
كم يستبيحُ ذئابُ الأرضِ موطننا…..لم يبقَ لي أملٌ إلا بسَوَّاسي
كلُّ الشعوبِ شعوبِ العُرْبِ في سِنَةٍ…..وأعينُ الغربِ ترعى كلَّ إهلاسِ
لايُصلحُ الشعبَ إلا حاكمٌ فطنٌ…..ولاحياةَ لناسٍ غيرِ أكياسِ
ممالكُ العُرْبِ قد صارتْ مُمَزَّقةً….عما قريبٍ تُمسي مثلَ أرماسِ
أمَّا السودانُ فقد صارتْ مُقسَّمةً…..فهل مصيرُ بني لبيا كذا القاسي
أما الجنوبُ بلادُ اليُمْنِ ذي يَمَنٌ……مهدُ الحضارةِ قد هُدَّتْ من الباسِ
ما زلتُ أَرثي بلادَ العُرْبِ في أملٍ….أنْ ينجوَ العُرْبُ من فكٍّ وأضراسِ
إني على العهدِ ما خُنتُ الودادَ ولم……أرضَ بضُرِّ بني العربانِ هم ناسي
أسعى وراءَ زعيمٍ مفردٍ علمٍ …..وحقُّهُ الرفعُ ذا هو خيرُ سوَّاسِ
يرجو النجاةَ لكلِّ العُرْبِ مُبتدئاً…..بحدودِ مصرَ وجارٍ شامخٍ راسي
يسعى بلا سأمٍ في كلِّ ناحيةٍ…..كمعربِ اللفظِ لم يركنْ إلى الياسِ
لكنهُ فطنٌ يهوى العُلا كلفاً….ما كانَ دهري صنيعَ الحرِّ بالناسي
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
التعليقات مغلقة.