ما الألف الفارقة، ومتى حذفت؟
بقلم د.وجيهة السطل
إنها ألف تمثل ضرورة إملائية ترافق الفعل الماضي والمضارع المنصوب أو المجزوم والفعل الأمر إذا أسند إلى واو الجماعة. نحو: فهموا ، لم يفهموا ، لن يفهموا ، افهموا.
ووجودها يقطع حتمًا بوجود واو الجماعة قبلها، ووجود واو الجماعة يفرض كتابتها بعدها .وتسمى الألف الفارقة.
وسميت بذلك لأنها تفرق بين واو العلة في المضارع الواوي المعتل الناقص نحو:نرجو من الله المغفرة ، وواو جمع المذكر السالم في التركيب الإضافي في قولنا: : حضر منسقو الحدائق فواو معتل الآخر ، واو الجمع المرفوع المضاف لا تلحقها الألف بعدها .
وحذفت الألف الفارقة بعد واو الجماعة في الرسم القرآني العثماني في مواضع كثيرة.
ويرى بعض المفسرين للرسم القرآني أن غيابها فيما ورد من آيات الذكر الحكيم ، كان مرافقًا دائمًا لخلل ما في المعنى ، كالكذب أو التزوير
ومثل ذلك قوله تعالى:
“وجاءو بسحرٍ عظيم” وقوله تعالى: “وجاءو ظلمًا وزورًا”، وقوله تعالى: “وجاءو على قميصه بدم كذب”كل هذه الأفعال حذفت منها الألف بعد واو الجماعة في “جاءوا” للإشارة إلى أن مجيئهم على وجه غير صحيح ويغلب عليه الكذب والتزوير.
ومن ذلك أيضًا حذف الألف من قوله تعالى: “وعتو عتوا كبيرا”
حذفت الألف الفارقة في قوله تعالى: “عتو” للدلالة على أنه باطل، ولا أثر له يذكر في الوجود.
أما لماذا حذفت الألف الفارقة بعد واو الجماعة في الرسم القرآني العثماني في قوله تعالى:
“وَجَآءُوٓ أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ”
فأرى أن حذفها ، كان إشعارًا بنقص الجماعة ،حين عادوا بغير أخيهم. وهذا اجتهادي الشخصي ولم يتطرق المفسرون لهذا.
التعليقات مغلقة.