مجددا أعود … فادية حسون
مجددا أعود …
فادية حسون
أطرق بكلتي يدي بوابة الحنين ..
أنقر بلطف مبالغ فيه ..أخشى أن أخدش ذروة ذاك الصمت بضجيج قلبي المثخن بشتى صنوف الذكريات …
أصرخ بأعلى صمتي..
ثم ألج ….
تستقبلني ذكرياتي بيدين تواقتين ..
تحتضنني بعمق ..
أشعر بدفء صدرها الخافق بشدة …
كأنه سيمفونية عشق تعزف بأنامل أمهر العازفين …
تهمس في أذني قلبي …
تحثني على المضي ..
تحرض روحي على الإستغراق في البحث ضمن أروقة الشوق …
عن ذاك الراحل الذي امتطى صهوة الأحلام ..
ورحل …
عن حروف الحب العالقة في ذيل جواده الأصيل ..
عن تلك الأماني القابعة في كل ركن جميل …
فأغمض عيني بعصابة من الأمنيات ..
وأفتح ذراعي كطفل يقلد كفيف البصر …
ثم أخطو بحذر ..
خشية الإرتطام بحقيقة غيابه …
لكنني لا ألبث أن أسقط أرضا ..
وتتملكني نوبة صراخ حاد ..
أنزع العصابة عن عيني بنزق …
أفرك عيني لأوقظها من غفلة التمني ..
ثم أنظر حولي …
فأرى جثمانه المسجى في محراب روحي ..
أشيعه من جديد ..
ألوح بيمناي مودعة نعشه المتراقص فوق أكتاف روحي …
على وقع جنائزي رهيب ..
يعزفه بمهارة نبضي المتصاعد حرقة وألما ..
وتنهمك يدي الأخرى بتجفيف عبرات الرحيل ..
وفجأة …
تنضب رزمة المناديل …
فادية حسون
التعليقات مغلقة.