مجرات المنى… بقلم د/ نجوى محمد سلام “الفراشة الحالمة “
من وحي الحياة الكشفية ومخيمات المرشدات
أعود بذاكرتي لغصون أشجار الماضي ، أقتطف ثمرات لقاء جمعني بأنثى النور التي أدخلتني لعبة ملكوتها المسحور ، وأعادت تكوين ملامح روحي .
آه لو ذقت كؤوس سلافة نصائحها كما فعلت أنا قبل أربع سنوات ، كنت وقتها على عتبات الأربعين وشبح العنوسة طغى وتجبر وأقام جحيمه بكل مساماتي ، ورفع رايات جنونه العاري بهتك ستر بنات أفكاري ، ودوى انفجاره بأعماقي ينهش بلا رحمة غدواً وعشياً ، يوئد أحلام غدي برفقة فارسي المنتظر بعدما اقتات الورم رحم أنوثتي ، ورم أراد بروحي كيداً وبارك فيه ، وكدت أركن إليه لولا أن ثبتني شذى عبير أبجديتها .
أربعون مثلك غير أني ما خلعت رداء ثقتي بذاتي ، وما تركت أوحال العنوسة تلطخ عشقي لروحي ، أربعون مثلك غير أن عرش أنوثتي لم تصدعه معاول اليأس ، ضائعة أنت إن تهت عنك وغير وهج روحك سراب الاستسلام له .
في لجة الانكسارات بدلت أبجدياتها بؤر ظلمتي وأشرقت المني بلقاء مني قائدة فرقة المرشدات بمركز شباب مدينتي الجميلة التي التقيتها حين اصطحبتني جارتي لحضور ندوة هناك ، مجرة المنى التي هدهدت أجنة روحي ورتبت فوضاها بحديثها العذب قائلة : خيمي هنا معنا ، واجعلي لعمرك معنى فالكشفية من كل أنحاء العالم تجمعنا ، أشرقي يا زهرة النور واجعلي حلمك يرتد بصيرا ، اشطبي من سجلات عمرك الأحزان واليأس ، اغزلي البهجة وانطلقي نحو ملكوتها المسحور .
في حضن مجرات المنى ومخيمات الكشفية اغتسلت من أدران عنوستى ، زرعت موسيقاي في غابات روحي ، وأشعل ” باول ” نيرانه في عتمة كهوف خوفي .
أواه يا بحر العنوسة الآن أملك أسفار انعتاق الروح حين اغترفت من مجرات المنى ودخلت ملكوتها المسحور .
التعليقات مغلقة.