” مجهول “محمود حمدون
” مجهول “محمود حمدون
====
دق جرس الباب رنّات متواصلة , كأن أحدهم جاء في أمر عاجل , نظرت بساعة هاتفي في عتمة الليل فوجدتها قبيل الرابعة صباحًا .
تُرى من الطارق بإلحاح هكذا ؟ قلق يساورني ممزوج بغيظ :من ذلك المجهول الذي أقضّ مضجعي ؟!
تباطأت قليلًا لربما ييأس وينصرف أو يخجل من نفسه ويذهب إلى غير رجعة , لكنه لم يفعل . فنهضت و نعاس يلفّني متحسسًا طريقي حتى وصلت لمفتاح الكهرباء , ضغطته برفق فلم يستجب فبدا أن الكهرباء منقطعة منذ فترة , عُدت أبحث عن هاتفي واستخدمته لينير طريقي , مدة استغرقتها قاربت دقائق عشر أو أقل , راجيًا أن ينصرف البغيض المجهول لكنه زاد من إصراره وألصق أصبعه بجرس الباب كأنما يأبى أن يغادر حتى أخرج إليه .
بدّد نور الهاتف بعض عتمة تراكمت بين جنبات الشقة , اقتربت من الباب, سحبت مزلاجين كبيرين يُحكمان أظافرهما على الباب من جانبيه ليمنعاه من الفرار!
برفق وترقب فتحت الباب قليلًا فلم أتبيّن من الظلام شيئًا , فأخرجت رأسي ونظرت يمينًا ويسارًا , سمعت خطوات أقدام تهبط السلم , فناديت من الطارق ؟ توقفت الأقدام ثم عادت تعلو ببطء كأنما تصعد استجابة لصوتي , ثم هلّ شبح لرجل طويل القامة نحيف للغاية , نظرت إليه بدهشة فبادلني نظرة أخرى أشد دهشة وسألني : من أنت ؟
فأسقط في يدي , حرت هل أجيبه أم أصمت ؟
التعليقات مغلقة.