قصة قصيرة…محاضرات الست نوال
عبدالصاحب ابراهیم اميري
،،،،،،،،،
سحر المسرح الشاب العشريني صالح، وذاب في المسرح، فإذا وجدته، يقرأ،. لا شك أن الكتاب الذي بين يديه مسرحية،. حتى عرف بين اقرانه بالمعجم، لكثرة مطالعاته المسرحية،. كما أنه تمكن من تاليف عشرات المسرحيات المنشورة في الصحف والمجلات، واعماله اقتحمت مسارح بغداد،. فكان علامة استفهام صارخه ، وهَو لازال في الصف المنتهى من الدراسة الثانوية ولم يكمل الثامنة عشر من عمره
يترَك كل شيء ليوم الامتحان، ويهمل الدراسه ويذهب خلف حبه لاهثا
هذه الحالة أرهقت عائلته، واجتمعت رغبتهم، في طي الدراسة الثانوية والالتحاق بالجامعة.
طرقت الست نوال مدرسة مادة اللغة الانجليزية، منزلهم لمعرفتها السابقة بالعائلة،، لتقضي أياما عندهم وتستاجر بيتا، هي وبنتها، لتقضي عامها الدراسي ، بعيدة عن بيتها في بغداد،
في الأول من أيلول عام 1967, عاد صالح من تمرين مسرحي ليجد على مائدة العشاء ضيوفا لم يتعرف عليهم من قبل، اراد الإنسحاب إلى غرفته، الإ ان امه نادته،
-يمه هذوله مو غربه اهلنه، هاي الست نوال، كانوا جوارينه بالشواكه
توقف صالح لحظة دون أي قرار،،
ابتسمت الست نوال، وتفحصت طول صالح
-الله يخليك خويه شبساع كبرت
واستدرك الست نوال
- كلتنه كبرنه ، اني شايفتك من كان عمرك خمس سنين،
يحس صالح بالامن والأمان، يجلس على الكنبة،
-تحجين بشكل كانك أمرأة مسنه، ما اعتقد انت هوايه اكبر مني
-عمري 23 سنه وأم لبنتين، مخلصه جامعة وتعييني صدر للبصرة
-العشه راح يبرد، هسه مو وقت هالحجي، تعال اكعد ابني اتعشه الست نوال باقيه عدنه،
،،،،،،،،،،،،
مرت الايام بسرعة، حتى اقتربت امتحانات نصف السنة، غلق صالح باب غرفته وتسلح بالكتاب يقرأ كي يجتاز الامتحان بالقبول ، لا يخرج منها إلا لأمر هام، ولا يفتح الباب لأي طارق كان،
سمع طرقا غريبا لم يسمعه من قبل، غلق صفحات الكتاب ينظر للباب كمن يرىد نزعه ليرى من الطارق
-اني الست نوال
اتجه نحو الباب وفتحه للنصف، وشاهد عند الباب الست نوال ترتدي عبائتها السوداء
-اشوكت امتحان الانجليزي
-هل الايام
-معقولة ما عندك سؤال
-لا عندي. بس
-شوف اني مثل اختك، اذا عندك سؤال اسأل، تسمحلي ادخل
يفتح صالح الباب على مصراعيه، تدخل الست نوال الغرفة وتجلس على حافة سريره، في حين يبدأ صالح بجمع الأوراق المتناثرة في الغرفة
-مادام ما تسأل خلي امتحنك
يرتبك صالح من كلمة امتحان،
-“مواني اعرف النتيجة، عيب ست نوال، اخاف أسقط
-” كل عيب ماكو النتيجة، نجاح
كانت النتيجة كما توقع صالح، لم تكن لصالحه، رسمت له جدولا دراسيا، وبدأت محاضرات الست نوال، تحمل عطرا خاصا،
حدثته نوال عن نفسها
- تزوجت وانا بنت في الرابعة عشر من عمري، وواصلت الدراسة حتى السنة الأخيرة من الجامعة، رزقني الله بطفلتني وتوفي زوجي، فراغه كاد يقتلني، فقررت ان اكمل دراستي، فاجتهدت وحصلت على البكلوريوس وانا أدير بيتا واهتم بدروسي، وها انا اليوم بينَكم
شخصية الست نوال تدخل القلب احببتها كاختي، لاني قرات في تصرفاتها الحب والاحترام
محاضرات الست نوال كانت على قدم وساق
وسط الدرس وجهت لي سؤال، طار به عقلي
-هل تحبني يا صالح
سكت وكأن على راسي الطير
-كول اتحبني
بالحقيقة انا أحببت الست نوال، احببتها أستاذة واخت وتمنيت لو كانت ظروفي تسمح لفعلت شيئا من اجلها
_اشبيك اخرست
-اذا اقول ما احبك، كذبت، انت عزيزة علينا جميعا وانا منهم
-زين اخطبني
صعب علي هضم هذه الكلمة، انها كانت أكبر بكثير من فمي
-اشلون واني بعدني طالب، اشلون
-كل مصاريفك ومصاريف البيت علي، حتى تنهي الجامعه
-ست نوال،. انت تعرفين اني لحد الان وثائقي ناقصة، ويومية مهددين والدي،
زين اذا تزوجته، ورت سافر خارج تجين وياي
-بناتي، اعمامهم، ما يسمحون اطلع بيهم للخارج
-شنو الحل
بكت الست نوال بكاء، ابكتني معها، ومن يومها منعت نفسي ومن محاضرات الست نوال
عبد الصاحب إبراهيم أميري
،،،،،،،،،،
التعليقات مغلقة.