محترسة …قصة قصيرة جدا بقلم الهادي نصيرة
لم تجد لها حلا لأجل دراسة أبنائها بعد رحيل زوجها، فباعت جواهرها ..
سافر أكبرهم للعمل خارج البلاد.. تزوجت أخته، التي تليه في السن، رجلا ثريا لتعيش في رفاه، بينما أقامت الصغرى في أقصى المدن، لمزاولة تعليمها العالي..ظلت الأخيرة تهاتف والدتها، دائما، لتزيل وحشتها، لكنها لا تسمع لها من رد غير صوت متقطع، وكلمات تخنقها العبرات..
باتت منفردة، هكذا، في ظلمة وحدتها. كلما سمعت طرقا على الباب، هرعت لفتحه أملا في أن يكون الطارق أحد أبنائها لتحضنه بين ذراعيها، لكن دون جدوى..
استيقظ ثلاثتهم، ذات صباح، وقد أوجعهم رحيل من حملتهم وهنا على وهن. وازدادوا حسرة عندما علموا أنها احتفظت بقرطها الفضي، في جوف الخزانة، خشية أن يلمّ بأحدهم مرض مفاجئ…
التعليقات مغلقة.