مُحددات ومُهددات…!
بقلم محمد عبد المعز
الْـعالَمُ يَـقِـفُ على أطرافِ أصابعه، بسبب كورونا، الممنوع أكثر من المسموح، والمغلق فاق المفتوح، وما لا يجوز، غلب ما يجوز، والواقع فاقَ كُـلَّ خيالٍ وتصوُّر، وكأننا إلى الموتِ أقرب، وعن الحياةِ أبعد، فإلى متى وكيف؟!… “تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِير الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ”… الملك: 1-2.
مُحدَّدات الوباء، لا تُقارَن بـمُهدَّداته، لأن الفزعَ عمَّ، والهلعَ طَم، وأصبح العالَـمُ في حيرةٍ من أمره، فلا لقاح حتى الآن، وما للخروج من سبيل، لأن الناس من الخوف من كورونا في كورونا، وانشغل كثيرون بخسائر الطيران تارة، وضياع المستثمرين أخرى، ووقوع البورصات، وسقوط الأسهم، وكأن الحجر يُغني عن البشر، والمال أصل الكون، وللإنسان رَبٌّ يحميه…!
أين أطباء العالم، وباحثوه، ومفكروه، وعالموه، من كارثةٍ لن تُـفرِّقَ بين هذا وذاك، ولن تُفضِّلَ هذه على تلك، ولن ترحمَ صغيراً ولا كبيراً، والخطر مُحدق بالجميع؟! أين التقدُّم التكنولوجي، والتطور العلمي، والقمر، والفضاء، والمريخ، والاختِراعات، والابتكارات؟! هل هي لدمار البشرية وفناء الكون، ومجرد أدوات، لإطالةِ الْحَرْب وإزالةِ الْحُب؟!
الرجوعُ إلى الله واجِب، والتضرُّعُ إليه فَرْض، فلا يردُّ القضاء إلا الدُّعاء، لكن ذلك، لن يغنيَ عن الأخذِ بالأسباب، والتماس سُبل العلاج، والوقاية قبلها، والوعي الجمعي والجماعي، هو الأهم، في تلك المرحلة الخطرة، والتعاون في إيجاد مخرج من أزمةٍ القرن، إن جازت التسمية، وفي الأُمة، بفضل الله، مَنْ يستطيعون، إن مُكِّنوا وتمكَّنوا… “أزفت الآزِفة ليس لها من دون الله كاشفة”.
التعليقات مغلقة.