محراب العشق… مدحت رياض
محراب العشق
مدحت رياض
سكنتُ البحرُ مشتاقًا وأعشقهَ
وصارَ البحرٌ مملكتي وسلطاني
عشقتُ السحرَ والأعماقَ إذْ أني
أرَي في العمقِ ساحرتي وتلقاني
فحيثُ العمق لا عينٌ تراقبني
فيروي العشقُ أوردتي وشرياني
فصمتُ البحرِ أنغامٌ تراقصني
وصوتُ السحرِ اشجانٌ بآذاني
كتبتُ الشعرَ تحتَ السطحِ منفردًا
وزادَ البحرُ من لغتي وإتقاني
صحبتُ البحرَ من صغرٍ وعلمني
غزيرُ العلمِ يابحري وشطآني
وفي ليلٍ قليلُ البدرِ أذكرهُ
رأيتُ السحرَ في جسدٍ وأغواني
فعشتُ الخوفَ من لمسٍ ومن لهفٍ
فشدتني بألسنةٍ ونيرانِ
فغاصَ السحرُ مصحوبًا بقصتنا
وذقتُ العشقَ من مسٍ تغشّاني
إلى بحرٍ من العشاق تصحبني
وفي ليلٍ من الآهاتِ ترعاني
كنوزُ العمقِ قد صارت مناصفةً
لساحرتي وباقي الكنز ناداني
عتيقُ الدر أملكهُ ويملكني
وكل البحرِ من رملٍ ومرجانِ
فذاكَ البحرُ محرابًا لقصتنا
وصارَ البحرُ اطفاءً لنيراني
فلا في البرِ أشباهٌ لساحرتي
ولا في البحرِ إلاها لتهواني
التعليقات مغلقة.